🔴 تجربة مؤلمة : علمونا العادة السرية وتطلقت من زوجي بسبب احمد الفقي واحمد عمارة وهندة محمد
في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات الطاقة وتطوير الذات بشكل كبير في العالم العربي، وأصبح الكثيرون يبحثون عن السعادة والثراء وتحقيق الذات من خلالها. لكن
تجربة واقعية: رحلة بين وهم الطاقة وتطوير الذات إلى التوبة والشفاء
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات الطاقة وتطوير الذات بشكل كبير في العالم العربي، وأصبح الكثيرون يبحثون عن السعادة والثراء وتحقيق الذات من خلالها. لكن خلف هذه الدورات تجارب مؤلمة وقصص واقعية قد لا يعرفها الكثيرون. في هذا المقال، نعرض تجربة حقيقية لسيدة عاشت سنوات بين هذه الدورات، وكيف أثرت على حياتها الزوجية والنفسية، حتى وصلت إلى طريق العودة والتوبة.
بداية الطريق: الفضول والرغبة في التغيير
بدأت رحلتي في عام 2009 بدافع الفضول والرغبة في تطوير الذات. كنت أبحث عن تحسين نفسيتي والتغلب على بعض الظروف الصعبة. تعرفت على كتب ودورات تطوير الذات، وبدأت أتابع بعض المدربين المشهورين مثل إبراهيم الفقي وأحمد عمارة.
في البداية، كان الأمر يبدو بريئًا ومفيدًا، حيث كنت أستمع إلى البرامج والدروس يوميًا حتى أصبح الأمر نوعًا من الإدمان. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن هذه الدورات تفتح أبوابًا غريبة، وتتحدث عن أشياء مثل الطاقة والاتصال بالكون، وأحيانًا تتطرق إلى التواصل مع الجن أو الشياطين دون وعي.
التعمق في الدورات وتأثيرها على الحياة
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، زاد اهتمامي بهذه الدورات، وقررت أن أصبح مدربة معتمدة في العلاقات الأسرية، رغم أنني لم أمتلك شهادة جامعية أو خبرة كافية. بدأت أتابع حلقات أحمد عمارة بشكل مكثف، وتعمقت أكثر في موضوعات الطاقة والعلاقات الزوجية.
في عام 2018، بدأت الكارثة الحقيقية عندما التحقت بدورات هند محمد، حيث دخلت عالم التأملات والتوكيدات بشكل مكثف. أصبحت أدمن تسجيل التوكيدات بصوتي والاستماع إليها يوميًا، لكن لم ألاحظ أي نتائج إيجابية، بل على العكس، بدأت تظهر عليّ تشوهات جسدية ونفسية، وازدادت مشاكلي الزوجية بشكل كبير.
انهيار الحياة الزوجية والمشاكل الصحية
بين عامي 2018 و2020، تفاقمت المشاكل في بيتي وعلاقتي بزوجي، حتى وصلت إلى حد الانفصال. بدأت أعاني من مشاكل صحية مثل آلام الرحم، واضطررت لإجراء عملية جراحية بسيطة. شعرت أن بيتي أصبح مهجورًا، لا حياة فيه ولا سعادة، وابتعدت عن قراءة القرآن والأذكار، واكتفيت بأداء الصلوات بشكل روتيني دون خشوع أو دعاء.
وصلت إلى مرحلة من الظلام النفسي، حيث كنت أعيش حالة من الضيق والاكتئاب رغم أن كل شيء حولي كان طبيعيًا. حتى أطفالي تأثروا سلبًا من كثرة المشاكل، وأصبحوا يعانون من اضطرابات نفسية.
اللجوء إلى الرقية ومحاولة العلاج
في خضم هذه المعاناة، لجأت إلى الرقية الشرعية، وذهبت إلى أحد الرقاة الذي أخبرني بأشياء كنت أعاني منها بالفعل. بدأت أتمسك بقراءة القرآن والأذكار، ووجدت بعض التحسن، لكن المشاكل لم تنتهِ بشكل كامل.
عدت مرة أخرى إلى بعض القنوات والدورات التي تدّعي العلاج بالطاقة والقراءات الخاصة، واتبعت تعليماتهم في تكرار الآيات والأرقام بشكل معين، لكنني لاحظت أن الاعتماد على هذه الأمور زاد من تعلقي بها وأبعدني عن التوكل الحقيقي على الله.
العودة إلى التأملات وخسائر جديدة
للأسف، عدت مرة أخرى إلى دورات التأمل والطاقة، وشاركت في مجموعة واتساب بناءً على نصيحة إحدى المدربات، مما أدى إلى دخولي في ديون مالية كبيرة وصلت إلى 26 ألف ريال، ما زلت أسددها حتى اليوم.
لاحظت أن كلما تعمقت في هذه الدورات، زادت حالتي النفسية والجسدية سوءًا، حتى بدأت أعاني من آلام جسدية ونفسية في بيتي الجديد مع بناتي، وظهرت نفس أعراض البيت المهجور والضيق النفسي.
الصدمة الكبرى: زواج جديد وتكرار المأساة
تزوجت مرة أخرى، لكن للأسف تكررت نفس المشاكل مع زوجي الثاني، حيث ظهرت عليه أعراض العجز وعدم القدرة على القيام بواجباته الزوجية، تمامًا كما حدث مع زوجي الأول. هنا أدركت أن المشكلة ليست في الأزواج، بل في ما فتحته على نفسي من أبواب الطاقة والتأملات.
بدأت أتابع قنوات توعوية تحذر من مخاطر هذه الدورات، واستمعت إلى قصص وتجارب مشابهة، وبدأت أربط بين ما كنت أمارسه من تأملات وتوكيدات وبين ما حدث في حياتي من تدهور نفسي وجسدي وأسري.
التوبة والشفاء: العودة إلى الطريق الصحيح
بعد هذه التجارب المؤلمة، عدت إلى قراءة سورة البقرة يوميًا، والتمسك بالأذكار والاستغفار، وابتعدت تمامًا عن التأملات والطاقة ودورات تطوير الذات المشبوهة. لاحظت تحسنًا كبيرًا في حياتي النفسية والجسدية، وبدأت أستعيد علاقتي بأطفالي وأسرتي.
أدركت أن الطريق إلى السعادة والثراء والصحة ليس في الأوهام والشعوذة، بل في الدعاء والاستغفار والصدقة والاعتماد على الله وحده.
نصائح للمقبلين على دورات الطاقة وتطوير الذات
- احذروا من الدورات المشبوهة: ليس كل ما يلمع ذهبًا، فالكثير من الدورات التي تدّعي تطوير الذات والطاقة قد تفتح أبوابًا خطيرة على النفس والأسرة.
- تمسكوا بالقرآن والأذكار: العودة إلى الله والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية والشفاء.
- احموا أطفالكم: تأثير هذه الدورات لا يقتصر عليكم فقط، بل يمتد إلى أبنائكم وأسرِكم، فاحرصوا على توعيتهم وتحذيرهم.
- استشيروا أهل العلم: قبل الانخراط في أي دورة أو ممارسة جديدة، استشيروا العلماء واطلبوا النصيحة من أهل الثقة.
- لا تغتروا بالوعود الكاذبة: الثراء والسعادة والصحة لا تأتي من تكرار الأرقام أو التأملات، بل من العمل الجاد والتوكل على الله.
خاتمة
هذه التجربة المؤلمة ليست إلا مثالًا على ما يمكن أن يحدث لمن ينجرف وراء أوهام الطاقة وتطوير الذات دون وعي أو علم. الطريق إلى الله واضح وبسيط، فلا تفتحوا على أنفسكم أبوابًا قد تجرّكم إلى الظلام والضياع. تمسكوا بالذكر والدعاء، وكونوا قدوة لأبنائكم في السير على الطريق المستقيم.
نسأل الله أن يحفظ الجميع ويهديهم إلى الطريق الصحيح، وأن يعوض كل من مرّ بتجربة مؤلمة خيرًا في الدنيا والآخرة.