🔴 تجربة مؤلمة : أعلن برائتي من الطاقة والوعي والتأمل وتطوير الذات والمدربين دمروني
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والوعي والتأمل وتطوير الذات بشكل واسع في العالم العربي، وأصبحت تجذب الكثير من الأشخاص الباحثين عن التغيير وال
تجربة مؤلمة مع الطاقة والوعي والتأمل وتطوير الذات: إعلان البراءة والتحذير
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والوعي والتأمل وتطوير الذات بشكل واسع في العالم العربي، وأصبحت تجذب الكثير من الأشخاص الباحثين عن التغيير والتحسين الذاتي. لكن خلف هذه المفاهيم البراقة، تختبئ تجارب مؤلمة وحقائق صادمة قد لا يدركها الكثيرون إلا بعد فوات الأوان. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية مؤثرة، لعلها تكون عبرة لمن يفكر في خوض هذا الطريق.
بداية الطريق: الفضول والرغبة في التغيير
بدأت قصتي بدافع الفضول، فقد كنت أبحث عن كل ما هو جديد وغريب، وأؤمن بأن الإنسان يستطيع تغيير قدره. كنت أقرأ كتب تطوير الذات وأتابع المدربين المشهورين مثل إبراهيم الفقي وأحمد عمارة، وكنت أعتقد أن هذه العلوم ستفتح لي أبواب النجاح والسعادة.
في عام 2018، كنت قد أصبحت مستقلة مادياً وبدأت أبحث عن طرق جديدة لتطوير نفسي. تعرفت على العديد من المدربين والمعلمين في مجال الطاقة والوعي، وكنت منبهرة بعالمهم لدرجة أنني فكرت في شراء كورساتهم، لكن ظروف الحياة جعلتني أؤجل ذلك.
الانغماس في عالم الطاقة والوعي
إلى جانب علوم الطاقة، بدأت أتابع فيديوهات "السبليمينال" وأستمع إليها قبل النوم، حيث كانت تمنحني شعوراً بالراحة. لم أكن أشعر بأي شيء غريب في حياتي، بل كانت حياتي عادية ومستقرة اجتماعياً، لكنني لاحظت مع الوقت أن علاقاتي العاطفية لا تكتمل، وكلما شعرت بخيبة أمل، كنت أعود إلى تلك العلوم بحثاً عن تفسير أو حل.
كنت أسمع كثيراً عن مفاهيم مثل "توأم الشعلة"، وكنت أعتقد أن الفشل في العلاقات سببه عدم مقابلة هذا التوأم. رغم أنني كنت ملتزمة دينياً وأرفض العلاقات المحرمة، إلا أنني كنت أشعر بالبعد عن الله، وأهملت الصلاة وقراءة القرآن لفترات طويلة.
آثار سلبية غير متوقعة
مع مرور الوقت، لاحظت تغيرات سلبية في حياتي لم أكن أتوقعها. بدأت أنسى الكثير من الأمور، حتى الأحاديث النبوية والقصص الدينية التي كنت أحفظها منذ الصغر تلاشت من ذاكرتي. حتى أذكار الصباح والمساء لم أعد أتذكرها، وأصبحت أحتاج للهاتف لمساعدتي في تذكرها.
كنت أعتبر أحمد عمارة قدوة، وأتمنى مقابلته، وكنت أتابع فيديوهاته ولايفاته باستمرار. حتى أن بعض المتابعين كانوا يكتبون في التعليقات عبارات مبالغ فيها، وكأنهم يعتبرونه رسولاً أو مجدداً.
البحث عن الروحانيات والانخداع بالمظاهر
بحكم فضولي، تعرفت على ما يسمى بـ"الإسقاط النجمي" وبدأت أتابع جلسات تعليمية عبر الإنترنت. حاولت تطبيق هذه الطرق عدة مرات، لكن لم أنجح في ذلك. في عام 2023، وجدت فتاة على تيك توك تدّعي أن بعض السور القرآنية تساعد في عملية الإسقاط النجمي، فشعرت بالراحة لأن هناك من يربط هذه العلوم بالقرآن.
تعرفت أيضاً على قنوات تتحدث عن "الأوراد" و"المدرسة النورانية"، وكنت أعتقد أن قراءة القرآن بعدد معين أمر جيد، ولم أكن أعلم أن هذه الأمور من عمل الشيطان. لاحقاً، اكتشفت أن هذه المدرسة من أخطر المدارس على الدين والعقيدة.
نقطة التحول: اكتشاف الحقيقة
في البداية، لم أكن أتقبل أي نقد للمدربين الذين أحببتهم، لكن مع الوقت بدأت أتابع قنوات مثل "قرار إزالة" و"سند" و"هيت"، والتي كانت تنتقد هذه العلوم والمدربين. في أحد الأيام، شاهدت لايفاً كان نقطة تحول في حياتي، حيث تحدثوا عن حقيقة علوم الطاقة وكشفوا زيفها وخطورتها.
قبل ذلك بأسبوعين، جربت آخر تمرين في مجال الطاقة، حيث نصحني أحدهم بقراءة سورة الأعراف ليلاً مع ممارسة تمرين تنفس معين. كانت تلك أسوأ تجربة في حياتي، فقد شعرت بتنميل في جسدي ورأيت وجوهاً مرعبة كأنها من أفلام الرعب. أدركت حينها أنني دخلت في عالم خطير.
الآثار النفسية والاجتماعية
بعد تلك التجربة، أصبحت أعاني من مشاكل نفسية لم أعهدها من قبل. كنت أبكي بشكل هستيري عند حدوث أي مشكلة، وأشعر أنني على وشك فقدان الوعي. كما بدأت تراودني أفكار سلبية عن زوجي والأسرة، وتأثرت علاقتي بهم بشكل كبير.
أدركت أن كل ما عشته من خرافات حول الطاقة والاستحقاق كان مجرد أوهام أثقلت كاهلي، وأن الحل الحقيقي يكمن في العودة إلى الله والتمسك بالدين.
البحث عن الشفاء والعودة إلى الطريق الصحيح
رغم معرفتي بحقيقة هذه العلوم وخطرها، إلا أنني ما زلت أبحث عن الشفاء والعودة إلى حياتي الطبيعية. أصبحت الصلاة صعبة عليّ، وكلما حاولت قراءة القرآن شعرت بشيء يبعدني عنه. أدعو الله أن يمنّ عليّ بالتوبة والشفاء، وأطلب منكم الدعاء لي ولجميع من مروا بتجارب مشابهة.
خلاصة ونصيحة
تجربتي مع الطاقة والوعي والتأمل وتطوير الذات كانت مؤلمة وصادمة، وأدركت أن هذه العلوم قد تفتح أبواباً خطيرة على النفس والدين. أنصح كل من يفكر في خوض هذا الطريق أن يتحرى جيداً، وأن يبتعد عن كل ما يخالف العقيدة والدين. العودة إلى الله والتمسك بالقرآن والصلاة هما الطريق الحقيقي للراحة النفسية والنجاح في الحياة.
اللهم ثبتنا على الحق واهدنا إلى صراطك المستقيم.