🔴 تجربة مؤلمة : أعلن برائتي من ممارسة الطاقة والوعي والتأمل والمدربين دمروني
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالتنمية الذاتية موجات من علوم الطاقة والوعي والتأمل، مدعومة بدورات تدريبية وكتب ومحتوى رقمي على منصات
تجربة مؤلمة: إعلان البراءة من ممارسة الطاقة والوعي والتأمل – قصة حقيقية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالتنمية الذاتية موجات من علوم الطاقة والوعي والتأمل، مدعومة بدورات تدريبية وكتب ومحتوى رقمي على منصات التواصل. كثيرون دخلوا هذا المجال بدافع الفضول أو بحثًا عن التغيير والتحسين الذاتي، لكن بعضهم خرج بتجارب مؤلمة أثرت على حياتهم الدينية والنفسية والاجتماعية. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة شخصية صادقة لفتاة عاشت سنوات في عالم الطاقة والوعي، ثم أعلنت توبتها وابتعادها عنه، محذرة غيرها من الوقوع في نفس الفخ.
البداية: الفضول والرغبة في التغيير
بدأت القصة بدافع الفضول، كما تقول صاحبة التجربة: "دخلتها من ناحية الفضول، تقدر تغير القدر؟ شلون يا بنت الحلال، القدر مكتوب...". كان الدافع الأساسي هو الرغبة في التعرف على كل ما هو جديد وغريب، خاصة مع انتشار كتب ودورات تطوير الذات، والتأثر بشخصيات مشهورة في هذا المجال مثل إبراهيم الفقي وأحمد عمارة.
مع مرور الوقت، أصبح لديها عمل ومال واستقلال مادي، وبدأت تتعرف على المزيد من المدربين والمعلمين، حتى أنها كانت على وشك شراء كورسات مكلفة لولا أن ظروفها المادية وأولوياتها حالت دون ذلك.
الانغماس في علوم الطاقة والتأمل
لم تقتصر التجربة على متابعة الدورات فقط، بل امتدت إلى متابعة فيديوهات "السبلمينال" والاستماع إليها قبل النوم، والشعور براحة مؤقتة عند سماع تلك الموسيقى. كما بدأت تقرأ عن مفاهيم مثل "توأم الشعلة" و"الاستحقاق" و"الجذب"، واعتقدت لفترة أن هذه العلوم قد تساعدها في علاقاتها الشخصية أو في تحقيق أمنياتها.
تقول: "كنت أعود إلى تلك العلوم كلما شعرت بخيبة أمل، وكنت أعتقد أن الحل في الطاقة أو الجذب أو الاستحقاق...".
الابتعاد عن الدين وتغيرات سلبية
مع الانغماس في هذه العلوم، بدأت تلاحظ تغيرات سلبية في حياتها الدينية والعقلية. تقول: "كنت بعيدة جدًا عن الله، بعيدة عن الصلاة، رغم أنني أحب الله كثيرًا وأشعر بقربه منذ طفولتي. لكن في تلك الفترة، لم أكن أصلي أو أقرأ القرآن إلا نادرًا".
كما لاحظت تراجعًا في قدراتها الذهنية: "كنت ذكية وسريعة الحفظ، لكن منذ بدأت في هذه العلوم، أصبحت أنسى كثيرًا حتى الأحاديث والقصص الدينية التي حفظتها منذ الصغر".
الانبهار بالمدربين والمحتوى الرقمي
تصف صاحبة التجربة كيف كانت تعتبر بعض المدربين قدوة، بل وتمنت أن يكون لها زوج مثل أحدهم، متأثرة بطريقة حديثه عن الدين وتعامله مع الناس. كما انجذبت لمحتوى يتحدث عن "الإسقاط النجمي" و"فتح العين الثالثة"، وبدأت تجرب بعض التمارين التي وجدت عنها فيديوهات على يوتيوب وتيك توك.
التجربة الصادمة: تمرين التنفس وظهور الأعراض الغريبة
تروي صاحبة القصة عن أخطر تجربة مرت بها عندما جربت تمرين تنفس يسمى "الهيلو تروبيك" مع الاستماع لسورة الأعراف. تقول: "بدأت أشعر بتنميل في الأطراف ومنطقة الجبهة، ثم رأيت وجوهًا مرعبة كوجوه الشياطين أو العفاريت... لم أخف كثيرًا لأن يقيني بالله كان يحرسني، لكن بعدها بدأت تظهر علي أعراض نفسية غريبة: بكاء هستيري، شعور بفقدان الوعي، مشاكل في النوم والعلاقات".
تؤكد أن هذه كانت أسوأ تجربة في حياتها، وأنها لم تشهد مثل هذه الأعراض طوال سنوات متابعتها لهذا المجال.
بداية العودة والشفاء
بعد هذه التجربة المؤلمة، بدأت تبحث عن قنوات تنقد علوم الطاقة وتكشف حقيقتها، مثل "قرار إزالة" و"سندس" و"السبيل". تقول: "عندما عرفت أن كل تلك الأشياء مجرد خرافات، زال عني هم ثقيل... بدأت أبحث عن الشفاء والعودة إلى طبيعتي، لكني وجدت صعوبة في العودة للصلاة وقراءة القرآن، وكأن شيئًا يبعدني عنهما".
تطلب من القراء الدعاء لها ولكل من مر بتجربة مشابهة، وتدعو الجميع للحذر من الانسياق وراء هذه العلوم والمدربين الذين يروجون لها.
التحذير من مدربي الطاقة والشعوذة
توجه صاحبة التجربة رسالة تحذيرية لكل من يتابع أو يفكر في دخول هذا المجال، وتؤكد أن كثيرًا من المدربين يروجون لمفاهيم مغلوطة، ويمارسون الشعوذة أو يتعاملون مع الشياطين تحت مسمى الطاقة أو التأمل. وتدعو إلى شن "حرب" على هؤلاء المدربين الذين يدمرون الأشخاص من الأساس، خاصة الفتيات والشباب الذين يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم.
نصائح للشفاء والعودة للطريق الصحيح
في نهاية القصة، يقدم المتحدثون في القناة نصائح مهمة لكل من مر بتجربة مشابهة:
- العودة إلى الله: الاستعانة بالدعاء، وسجود الشكر، والتمسك بالصلاة والقرآن، حتى لو كان ذلك صعبًا في البداية.
- البحث عن الصحبة الصالحة: الانضمام إلى منتديات أو مجموعات تدعم العودة للدين وتحذر من هذه العلوم.
- الاستماع للعلماء الثقات: الاعتماد على العلماء الربانيين الموثوقين، وعدم الانسياق وراء أي شخص يتحدث باسم الدين أو الطاقة دون علم.
- الحذر من الخرافات: عدم تصديق أي وعود بتغيير القدر أو جلب الحظ أو فتح العين الثالثة، فكل ذلك من عمل الشياطين وتلبيسهم على الناس.
كلمة أخيرة
تجربة صاحبة القصة ليست فريدة، بل هي نموذج لما قد يمر به كثيرون في زمن انتشار المعلومات الخاطئة وسهولة الوصول إليها عبر الإنترنت. الرسالة الأهم هنا:الرجوع إلى الله هو الملاذ الآمن، والتمسك بالدين الصحيح هو الحصن الحصين. لا تدعوا الفضول أو الرغبة في التغيير تدفعكم إلى طرق مظلمة قد تضر دينكم ونفوسكم.
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا." (القرآن الكريم)
إذا مررت بتجربة مشابهة، لا تتردد في طلب الدعم والمشورة من أهل العلم والصحبة الصالحة، وشارك قصتك لعلها تكون عبرة لغيرك.