🔴 تجربة مؤلمة : الطاقة جابتلي الشياطين بالبيت وأحلام ومشاكل وتسلطوا الشياطين على أولادي الصغار
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المتعلقة بالطاقة واليوغا والريكي وغيرها من "علوم الطاقة" بين الناس، خاصة عبر الإنترنت ووسائل التواصل ال
تجربة مؤلمة مع علوم الطاقة: رحلة من الفضول إلى الشفاء
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المتعلقة بالطاقة واليوغا والريكي وغيرها من "علوم الطاقة" بين الناس، خاصة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كثيرون يدخلون هذا العالم بدافع الفضول أو البحث عن حلول لمشاكل نفسية أو روحية، دون إدراك المخاطر التي قد تترتب على هذه التجارب. في هذا المقال، نستعرض تجربة شخصية مؤلمة لسيدة خاضت هذه الرحلة، وتشاركنا الدروس والعبر التي خرجت بها، محذرة من الانجراف وراء هذه الممارسات دون وعي أو أساس علمي أو ديني صحيح.
بداية الرحلة: الفضول والبحث عن الذات
تروي صاحبة التجربة أنها كانت دائمًا باحثة عن المعرفة، تدفعها تساؤلاتها الداخلية للغوص في مجالات جديدة. قبل نحو 13 عامًا، بدأت تسمع عن علوم الطاقة والريكي، ومع قلة المعلومات المتوفرة حينها، لجأت للبحث عبر الإنترنت وحضور الدورات التدريبية أملًا في اكتشاف حقيقة هذه العلوم.
في البداية، كان الدافع الأساسي هو الشعور بفراغ نفسي ورغبة في إيجاد معنى أعمق للحياة. رغم أن حياتها من الخارج بدت مستقرة، إلا أن هناك شعورًا داخليًا بعدم الاكتفاء دفعها لتجربة كل ما هو جديد في عالم الطاقة والروحانيات.
الانخراط في دورات الطاقة والريكي
بدأت صاحبة التجربة بحضور دورات الريكي، حيث طُلب منها ممارسة تمارين يومية وتنظيفات روحية لمدة 21 يومًا، مع ضرورة المتابعة مع المدربين. لكنها سرعان ما شعرت بالملل من الالتزام اليومي، وفضلت البحث عن طرق أسرع وأسهل عبر الإنترنت.
مع مرور الوقت، بدأت تلاحظ أحداثًا غريبة في حياتها، خاصة أثناء النوم، مثل رؤية أشياء غير مألوفة أو الشعور بوجود كيانات غير مرئية. عندما كانت تسأل المدربين عن هذه الظواهر، كانوا يطمئنونها بأنها دليل على انفتاح بصيرتها وأنها من "المستنيرين" أو "بذور النجوم"، مما عزز عندها الشعور بالتميز والاختلاف.
تصاعد الأحداث: من الروحانية إلى الرعب
مع التعمق في هذه الممارسات، بدأت الأمور تزداد غرابة. ظهرت ظواهر غير طبيعية في المنزل، مثل رؤية دوامات طاقية أو الشعور بوجود زوار غير مرئيين. وتفاقمت الأمور عندما بدأ الأذى يمس أطفالها الصغار، حيث تعرضوا لحوادث غريبة وسقوط مفاجئ دون سبب واضح، بالإضافة إلى أحلام مزعجة ومشاعر خوف وذعر ليلي.
في تلك اللحظة، أدركت صاحبة التجربة أن هناك خطبًا ما، خاصة عندما لم تجد نفعًا في كل محاولاتها الروحانية لحماية نفسها وأطفالها، من دعاء أو إرسال "طاقات نورانية" أو غيرها من الممارسات التي تعلمتها.
نقطة التحول: البحث عن العلاج الحقيقي
مع تصاعد الأذى الجسدي والنفسي، لجأت صاحبة التجربة للعلاج النفسي، حيث اكتشفت أنها تعاني من اكتئاب حاد وصل بها إلى مرحلة الهلوسة. بدأت رحلة العلاج السلوكي، لكنه لم يكن كافيًا، فاضطرت لاستخدام العلاج الدوائي. مع بدء العلاج، بدأت تستعيد وعيها تدريجيًا وتدرك حجم الظلام والضلال الذي كانت تعيش فيه.
أدركت أن أصل المشكلة كان ضعف العقيدة والفراغ النفسي، وأن كل ما مرت به من تجارب وأحداث غريبة كان نتيجة الانغماس في ممارسات غير مأمونة العواقب، بعيدة عن الأسس الدينية والعلمية الصحيحة.
العودة إلى الطريق الصحيح
بعد رحلة علاج طويلة، استعادت صاحبة التجربة توازنها النفسي والروحي، وعادت لممارسة العبادات والالتزام بالأذكار والتحصينات الشرعية. تؤكد أن معظم المشاكل التي مرت بها انتهت بعد تركها لتلك الممارسات، وأنها وجدت الراحة والطمأنينة في العودة إلى العقيدة الصحيحة.
تشدد على أن كل ما يُروج له من علاجات بالطاقة أو جلسات تنظيف الهالة أو علاج الفيروسات والمشاعر عبر الطاقة، ما هو إلا وهم لا يستند إلى أي أساس علمي أو ديني، بل قد يكون بابًا للضرر النفسي والروحي.
شهادات وتجارب أخرى
تشارك إحدى المشاركات في الحوار تجربتها مع دورات الطاقة، حيث أنفقت مبالغ طائلة على الكورسات دون أن تصل إلى مستويات "الوجود" المتقدمة، وتحذر من الانجراف وراء هذه الدورات التي تروج لأفكار خاطئة عن الاتصال بالكائنات النورانية أو علاج الأمراض بالطاقة.
كما تشير إلى أن كثيرًا من الممارسات المرتبطة بالطاقة، مثل استخدام الأحجار أو الملح أو الطقوس الغريبة، ليست سوى تقاليد مقتبسة من عقائد غير إسلامية، وقد حذر منها العلماء والمشايخ.
الدروس المستفادة والتحذيرات
- الفراغ النفسي وضعف العقيدة: كثير من الناس يدخلون عالم الطاقة والروحانيات بحثًا عن معنى أو علاج لمشاكل نفسية، لكن الحل الحقيقي يكمن في تقوية العلاقة مع الله والالتزام بالعبادات.
- خطورة الممارسات غير الموثوقة: الانخراط في دورات أو جلسات طاقة غير معتمدة قد يؤدي إلى أضرار نفسية وروحية وجسدية، ليس فقط على الفرد بل على أسرته أيضًا.
- العلاج العلمي والشرعي هو الأساس: عند مواجهة مشاكل نفسية أو روحية، يجب اللجوء إلى الأطباء المختصين والعلاج المعتمد شرعًا، وتجنب الحلول السريعة أو غير الموثوقة.
- الحذر من الدعايات المضللة: كثير من المدربين يروجون لأنفسهم عبر اللعب على مشاعر الناس ورغبتهم في التميز أو الشفاء السريع، لذا يجب التحقق من مصادر العلم وعدم الانسياق وراء كل جديد.
- الاستفادة من التجارب دون التعلق بالماضي: يجب أخذ العبرة من التجارب السابقة دون الاستسلام للألم أو الحزن، بل تحويلها لدروس تساعد في بناء حياة أفضل.
خاتمة
تجربة صاحبة المقال هي جرس إنذار لكل من ينجرف وراء علوم الطاقة والروحانيات دون وعي أو أساس صحيح. تؤكد أن العودة إلى الله والاعتماد على العلاج العلمي والشرعي هو الطريق الآمن للشفاء النفسي والروحي. كما تدعو لرفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر هذه الممارسات، وتشجيع كل من مر بتجربة مشابهة على مشاركة قصته ليستفيد منها الآخرون.
"الماضي نستفيد منه بالعبرة، لا بالألم والحزن. وكل تجربة مهما كانت مؤلمة يمكن أن تكون بداية جديدة للوعي والشفاء."