تجربة مؤلمة مع الطاقة و"الأكسس بارز": كيف دمرت حياتي ولماذا أنصح بالابتعاد عنها

في السنوات الأخيرة، انتشرت تقنيات الطاقة وتطوير الذات بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية. أصبح الكثيرون يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم النفسية والجسدية عبر جلسات مثل "الأكسس بارز" وغيرها من تقنيات الطاقة. لكن خلف هذه الوعود البراقة، هناك تجارب مؤلمة قد لا تظهر للعلن. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه التقنيات، وكيف أثرت سلباً على حياتي، مع نصيحة صادقة لكل من يفكر في خوض هذا الطريق.

البداية: الفضول والرغبة في التغيير

بدأت قصتي من باب الفضول، كنت أبحث عن أي وسيلة تساعدني على تغيير قدري وحل مشاكلي. كنت أظن أن الطاقة وتقنيات مثل "الأكسس بارز" هي مفتاح السعادة والتحول الإيجابي، خاصة بعد أن رأيت الكثير من الناس يتحدثون عن تجاربهم الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كنت الوحيدة في عائلتي المهتمة بهذه المواضيع، وكنت أدافع عنها بقوة أمام الجميع. ظننت أنني وجدت الحل لكل معاناتي، خصوصاً بعد أن عانيت من ظروف صعبة في طفولتي وشبابي، وكنت أبحث عن أي شيء يمنحني الأمل.

الدخول إلى عالم "الأكسس بارز"

قررت أن أجرب جلسات "الأكسس بارز" بنفسي. تواصلت مع مدربة معروفة وأجريت أول جلسة، كنت أظن أن حياتي ستتغير 180 درجة، وأن كل مشاكلي الصحية والنفسية ستختفي. حتى أنني كنت أعاني من الأنيميا، وأخبرتني المدربة أنني سأتعافى منها عبر هذه الجلسات.

شعرت في البداية ببعض التغيرات، وبدأت أقتنع أكثر بأن الحل يكمن في هذه التقنية. المدربة شجعتني على أخذ دورة تدريبية لأصبح بدوري مدربة معتمدة، وأخبرتني أنني يمكن أن أساعد نفسي وأهلي وأجد مصدر رزق جديد.

تطبيق التقنيات والشعور بالغربة

بعد أن أصبحت مدربة معتمدة، بدأت أطبق التمارين على نفسي وعلى الآخرين. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أموراً غريبة تحدث لي أثناء الجلسات: كانت يدي تتحرك لا إرادياً، وأشعر أحياناً بالخوف الشديد، وأسمع أصواتاً أو أحس بحركات في الغرفة لا أستطيع تفسيرها.

عندما كنت أطرح الأسئلة على المدربات، كانوا يبررون كل شيء بأن "الجسم يعرف مكان الصدمة" أو أن "الطاقة هي التي توجهك". لكن داخلياً، بدأت أشعر أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث، خاصة عندما بدأت أشعر بالبعد عن الله وثقل في أداء العبادات.

الصدمات النفسية والابتعاد عن العبادات

مع الوقت، لاحظت أنني بدأت أبتعد عن الدعاء والاستغفار، وأصبحت أكتفي بترديد عبارات معينة (مانترا) بدلاً من الأدعية المأثورة. حتى في المواقف الصعبة، كنت ألجأ لهذه العبارات بدلاً من التضرع إلى الله. شعرت أنني فقدت الراحة النفسية، وازداد عندي الخوف والقلق، وأصبحت أشعر بثقل شديد في أداء الصلاة والعبادات.

الجانب المظلم: جلسات خطيرة وتجارب غريبة

من أخطر الأمور التي واجهتها هي ما يسمى بـ"جلسات الخروج من الجسد" أو محاولة "مساعدة الأرواح المعلقة". في إحدى المرات، اقترحت عليّ المدربة أن أجري جلسة لجدتي المريضة بالزهايمر لتخليصها من معاناتها! شعرت حينها برعب شديد، ورفضت القيام بذلك، لأني شعرت أنني أتدخل في أمر لا يخصني، وأن هذا العمل قد يكون محرماً شرعاً وخطيراً نفسياً.

الشكوك والانسحاب

رغم كل ما مررت به، كنت دائماً أسمع من المدربات أن المشكلة فيّ أنا، وأنني لا أطبق التقنيات بشكل صحيح، أو أنني لا أحب نفسي بما فيه الكفاية. كانوا يلقون اللوم دائماً على الضحية، ويشجعون على دفع المزيد من المال وأخذ المزيد من الدورات.

لكن في داخلي، كنت أشعر أن هناك شيئاً خطيراً يحدث، وأنني ابتعدت عن فطرتي وديني. بدأت أسمع أصواتاً غريبة، وأشعر بحركات غير مفسرة، وازداد خوفي وقلقي حتى في أوقات النوم.

نصيحتي لكل من يفكر في هذا المجال

بعد تجربتي المؤلمة، أوجه نصيحتي لكل من يفكر في دخول عالم الطاقة و"الأكسس بارز":احذروا!قد تبدو هذه التقنيات مغرية في البداية، وتعدكم بالسعادة والشفاء، لكنها تحمل في طياتها مخاطر نفسية ودينية كبيرة.

• لا تبحث عن الحلول السريعة:المشاكل النفسية والجسدية تحتاج إلى وقت وصبر وعلاج علمي أو روحي صحيح.
• تمسك بدينك وفطرتك:لا تسمح لأي تقنية أو شخص أن يبعدك عن صلاتك ودعائك وقربك من الله.
• استشر المتخصصين:إذا كنت تعاني من مشاكل نفسية أو صحية، توجه إلى الأطباء أو المختصين الموثوقين.
• احذر من الاستغلال المالي:الكثير من هذه الدورات تهدف فقط للربح المادي، ويستغلون حاجتك وضعفك.
• استمع لصوتك الداخلي:إذا شعرت بعدم الارتياح أو الخوف أو الشك، لا تتجاهل هذه المشاعر.

الخلاصة

تجربتي مع "الأكسس بارز" وتقنيات الطاقة لم تكن كما توقعت، بل كانت سبباً في تدهور حالتي النفسية والابتعاد عن ديني. أرجو أن تكون قصتي عبرة لكل من يفكر في خوض هذا الطريق، وأدعو الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح.

"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً."(سورة النساء: 17)

إذا كان لديك تجربة مشابهة أو تساؤلات حول هذا الموضوع، شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تتردد في طلب المساعدة من المختصين.