🔴 تجربة مؤلمة : مدربة الطاقة نور كايزن سحرتني وصرت ما أشوف بعيوني ( هذه تجربة مسلمة جديدة من كندا )
في عصر تنتشر فيه مفاهيم التنمية الذاتية والطاقة الروحية، يقع الكثيرون في فخ تجارب تبدو في ظاهرها بريئة أو حتى مفيدة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر عظيمة
تجربة مؤلمة: كيف قادتني دورات الطاقة إلى الضياع ثم العودة إلى النور
مقدمة
في عصر تنتشر فيه مفاهيم التنمية الذاتية والطاقة الروحية، يقع الكثيرون في فخ تجارب تبدو في ظاهرها بريئة أو حتى مفيدة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر عظيمة على النفس والدين والعقل. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية مؤلمة عشتها بنفسي، لعلها تكون عبرة وتحذيرًا لكل من يفكر في خوض مثل هذه المسارات دون وعي أو تدبر.
بداية القصة: الفضول طريق للضياع
بدأت قصتي من باب الفضول. كنت أبحث عن طرق لتحسين الذات وتطويرها، ووجدت نفسي أتابع قنوات ومدربات طاقة على اليوتيوب وتليغرام. كان يُقال لي: "يمكنك تغيير قدرك بالطاقة، استقبل فقط وقل نعم، استدعي الملائكة". كنت أظن أن الأمر مجرد تمارين نفسية أو تأملات عادية، لكنني مع الوقت شعرت أنني أنجرف إلى عالم غريب.
أعراض غريبة: فقدان البصيرة والبصر
بعد فترة من المتابعة، بدأت أشعر بأعراض لم أجد لها تفسيرًا طبيًا. شعرت بغشاوة على عيني، وكأنني أرى الناس ولا أراهم، نظري مشوش، وذهني مشتت. زرت أطباء العيون وأجريت الفحوصات، لكنهم أكدوا أنني سليمة جسديًا. حتى عندما ارتديت النظارات لم يتحسن نظري.
لم أكن أستطيع التوقف عن متابعة هذه المدربة، كنت أتابعها صباحًا ومساءً، وكأنها جرعة دواء لا بد منها. كانت تكرر عبارات مثل "استقبل الطاقة"، "قل نعم"، "استدعي الملائكة"، وتقوم بحركات غريبة بيديها. شعرت أن إرادتي مسلوبة وأنني أدخل عالمًا آخر لا أتحكم فيه.
الابتعاد عن الدين والشعائر
الأخطر من ذلك أنني بدأت أبتعد عن ديني وصلاتي. لم أعد أستطيع قراءة القرآن، وكلما حاولت كنت أختنق أو يلتوي لساني. حتى صلاة الفجر التي كانت أحب العبادات إلى قلبي، أصبحت أشعر بثقل شديد تجاهها. بدأت أرى خيالات وأشياء غريبة في البيت، وأشعر بنفور من الناس ومن أقربائي.
نقطة التحول: الحجامة والعودة إلى الله
بعد معاناة استمرت ثلاثة أشهر، قررت أن أجرب الحجامة بنية أن يحدث الله أمرًا. وبالفعل، بعد الحجامة شعرت بتحسن كبير، وعاد إلي بصري تدريجيًا. عدت لقراءة القرآن والصلاة، وبدأت أستعيد وعيي وإرادتي شيئًا فشيئًا، وكأنني أفيق من غيبوبة طويلة.
كشف الحقيقة: شهادات وهمية وأوهام الطاقة
بحثت عن خلفية هذه المدربة واكتشفت أن كل شهاداتها غير معتمدة، ولا تملك أي مركز رسمي في كندا أو أمريكا. كثير من مدربي الطاقة يدعون حصولهم على شهادات دكتوراه من جامعات وهمية لا وجود لها. للأسف، نحن في زمن يبحث فيه الناس عن حلول سريعة لمشاكلهم، فيقعون فريسة لهؤلاء دون أن يسألوا عن مصداقيتهم أو مؤهلاتهم.
كيف تم استدراجي؟
دخلت هذا العالم من خلال مجموعات لتعلم اللغة العربية، حيث كنت أرغب في فهم القرآن بشكل أفضل. لكن مع الأسف، وجدت نفسي محاطة بأشخاص يمارسون طقوس الطاقة والتأملات الغريبة. كانوا يطلبون منا أن نقول "نعم" دون تفكير، وأن نستقبل الطاقة والأحجار الكريمة، حتى بدأت أبحث عن معاني الأحجار وأثرها، وهو أمر أقرب إلى الوثنية والجاهلية.
نصيحتي لكل من يفكر في دخول هذا المجال
- احذروا الفضول غير المحسوب: لا تدخلوا إلى قنوات أو مجموعات الطاقة حتى من باب الفضول، فالأمر قد يبدأ بتجربة بسيطة وينتهي بتأثيرات خطيرة على عقيدتكم وصحتكم النفسية.
- اختاروا صحبتكم بعناية: الصحبة السيئة قد تجر الإنسان إلى طرق مظلمة دون أن يشعر. ابحثوا عن أصدقاء يعينونكم على الدين والحق.
- اسألوا عن المؤهلات والشهادات: لا تصدقوا كل من يدعي أنه مدرب أو خبير دون التحقق من شهاداته واعتمادها.
- عودوا إلى الفطرة والعقل: هل يعقل أن حجرًا أو طقسًا غريبًا يمكن أن يغير مصيركم أو يجلب لكم السعادة؟ عودوا إلى الله واطلبوا منه وحده العون والرزق.
- تمسكوا بالقرآن والسنة: هما الحصن الحقيقي من كل ضلال أو سحر أو شرك.
- لا تعطوا لأحد سلطة على إرادتكم: إذا طلب منك شخص أن تقول "نعم" دون تفكير، فاعلم أن هناك خطأ كبيرًا.
رسالة إلى ضحايا مدربي الطاقة
لكل من وقع في هذا الفخ، أقول لكم: يمكنكم العودة في أي وقت. الله غفور رحيم، يقبل التوبة من عباده إذا رجعوا إليه بصدق. لا تخجلوا من الاعتراف بالخطأ، بل اعتبروه درسًا يقويكم ويحمي غيركم من الوقوع فيه.
الخلاصة
تجربتي مع مدربي الطاقة كانت مؤلمة وقاسية، لكنها جعلتني أعود إلى الله بقلب أقوى وإيمان أعمق. لا تجعلوا حياتكم وتجاربكم ملعبًا لأوهام الطاقة والسحر والتنمية الذاتية الزائفة. تمسكوا بدينكم، وكونوا على وعي وحذر دائمين. وأسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر، وأن يثبتنا على دينه ويهدينا إلى الصراط المستقيم.
شاركوا هذه القصة مع من تحبون، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من الضياع.