🔴 تجربة مؤلمة : مها مدربة الطاقة أدخلتني بهلاوس وعلمتني تأمل الطفل الداخلي وتنفس سورة البقرة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية بشكل واسع، خاصة بين الشباب والأمهات الباحثات عن حلول لمشكلات الحياة اليومية وتربية الأطفال.
تجربة مؤلمة مع مدربي الطاقة: من الهلاوس إلى الشفاء الحقيقي
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية بشكل واسع، خاصة بين الشباب والأمهات الباحثات عن حلول لمشكلات الحياة اليومية وتربية الأطفال. وقد وجدتُ نفسي، مثل كثيرين غيري، مدفوعة بالفضول والرغبة في التغيير، أدخل هذا العالم الذي بدا في البداية واعدًا ومليئًا بالأمل، لكنه سرعان ما تحول إلى تجربة مؤلمة مليئة بالهلاوس والضياع.
البداية: البحث عن التغيير
بدأت رحلتي من باب الفضول، كنت أبحث عن طرق لتغيير حياتي وتحسين نفسيتي، خاصة مع ضغوط تربية الأطفال والمسؤوليات اليومية. كنت أتابع مقاطع قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت تظهر لي فيديوهات لمدربي الطاقة والتنمية الذاتية. كلماتهم كانت جذابة، يتحدثون عن السكينة والسلام الداخلي، ويعدون بأن الحياة يمكن أن تصبح أسهل إذا اتبعنا نصائحهم.
في البداية، لم أكن أعرف ما معنى "الطاقة" تحديدًا، لكن أسلوبهم في الحديث كان يريحني ويجذبني للاستماع أكثر. حتى أنني كنت على وشك الالتحاق بإحدى الدورات التي تهدف إلى تطوير الذات وتحقيق النجاح في الحياة والعمل.
التأثير على التربية والأطفال
لاحظت أن بعض مدربي التربية الحديثة يروجون لأفكار غريبة، مثل منع العقاب تمامًا أو عدم الحديث مع الأطفال عن مفاهيم الجنة والنار. كانوا يزعمون أن أي صراخ أو عقاب قد يدمر نفسية الطفل للأبد، ويؤكدون أن علينا تجهيز أطفالنا ليكونوا "طاقيين" منذ الصغر.
هذه الأفكار جعلتني في حيرة، خاصة عندما رأيت أن بعض الأطفال أصبحوا يرفضون الاستماع للمشايخ أو التعلم من الدين، ويتجهون بدلاً من ذلك إلى مدربي الطاقة الذين يقدمون لهم كلمات معسولة وشعورًا زائفًا بالأمان.
نقطة التحول: الوعي والخروج من الدائرة
استمررت في متابعة هذه الفيديوهات حتى صادفت قناة توعوية تعرض تجارب حقيقية لأشخاص تضرروا من هذه الممارسات. بدأت أرى الشبهات والمشكلات التي يثيرها هذا المجال، وبدأت أشك في صحة ما كنت أؤمن به. كنت أظن أنني أستطيع أخذ ما يفيدني فقط من مجال الطاقة، لكنني أدركت أن الخطر يكمن في الفكرة نفسها.
لحسن الحظ، وجدت قناة "سحر اليوغا والطاقة" التي قدمت لي تفسيرات منطقية وواقعية، وأسلوبًا مقنعًا في توعية الناس حول مخاطر هذه الممارسات. بدأت أبتعد تدريجيًا عن متابعة مدربي الطاقة، وقررت أن أبحث عن علاج حقيقي لمشكلاتي.
العلاج السلوكي المعرفي: الحل الفعلي
توجهت إلى مختص نفسي وبدأت العلاج السلوكي المعرفي. هنا وجدت الفرق الحقيقي. تعلمت أنني لا أستطيع تغيير قدري، بل يمكنني تغيير سلوكي وردة فعلي تجاه المواقف التي أواجهها. العلاج السلوكي المعرفي ساعدني على فهم نفسي وتطوير طرق صحية للتعامل مع الضغوط، دون اللجوء إلى أوهام الطاقة أو تغيير القدر.
كما أن العودة إلى الله وقراءة القرآن، خاصة سورة البقرة، والاستغفار، كان لها دور كبير في شفائي وراحتي النفسية. لكن العلاج السلوكي المعرفي هو الذي أعطاني الأدوات العملية للتعامل مع الحياة.
نصائح مهمة لكل من يبحث عن التغيير
- احذر من مدربي الطاقة والتنمية البشرية غير المختصين: لا تنخدع بالكلمات المعسولة أو الوعود الزائفة.
- استمع للنصيحة: إذا نصحك أحد بمشاهدة فيديو توعوي أو قراءة تجربة شخص آخر، خذ وقتك للاستماع ثم قرر بنفسك.
- لا تغلق الباب أمام التغيير: لا تتشبث برأيك وترفض الاستماع للآخرين. الوعي يبدأ بخطوة بسيطة.
- الجأ إلى المختصين: إذا شعرت بالحيرة أو الضياع، توجه إلى مختص نفسي معتمد.
- التغيير الحقيقي يبدأ من داخلك: لا تبحث عن حلول سريعة أو سحرية، بل اعمل على تطوير نفسك وفهم مشاعرك وسلوكك.
رسالة أخيرة
لكل من لا يزال يمارس أو يؤمن بمفاهيم الطاقة دون وعي، أتمنى أن تتخلى عن العناد وتفتح قلبك للاستماع والتعلم. الطريق إلى الشفاء والسعادة ليس في الهروب من الواقع أو البحث عن حلول خارقة، بل في مواجهة النفس، وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة صحية وواقعية.
وأخيرًا، أشكر كل من ساعدني في هذه الرحلة، وأتمنى أن تكون تجربتي درسًا مفيدًا لكل من يقرأ هذه الكلمات.
قناة سحر اليوغا والطاقة