🔴 تجربة مؤلمة : من الفلسفة إلى الطاقة ثم التاروت ثم الفراسة ثم الزوهريين ثم احمد عمارة وتدمرت حياتي
في هذا المقال، سنستعرض تجربة شخصية مؤلمة وثرية بالتحولات، عاشتها إحدى الشابات، حيث انتقلت بين محطات فكرية وروحانية متعددة: من الفلسفة إلى الطاقة، ثم ا
تجربة مؤلمة: من الفلسفة إلى الطاقة ثم التاروت والفراسة والزوهريين وأحمد عمارة – رحلة بحث وانكسار ثم عودة للثبات
مقدمة
في هذا المقال، سنستعرض تجربة شخصية مؤلمة وثرية بالتحولات، عاشتها إحدى الشابات، حيث انتقلت بين محطات فكرية وروحانية متعددة: من الفلسفة إلى الطاقة، ثم التاروت، والفراسة، والزوهريين، وصولًا إلى متابعي التنمية البشرية. تروي لنا قصتها بصدق وشفافية، بهدف تحذير الآخرين من الوقوع في نفس الدوامة، وتقديم العبرة لمن يبحث عن الحقيقة والسكينة.
البداية: طفولة مستقرة وسعادة داخلية
تبدأ صاحبة التجربة حديثها عن طفولتها، حيث كانت تعيش حياة مستقرة، مليئة بالنجاح والقبول الاجتماعي، والتفوق الدراسي، وعلاقات جيدة مع الجميع. كانت علاقتها بالدين بسيطة ومباشرة، تؤمن بالله والرسل، وتدافع عن دينها أمام أي أفكار تشكيكية.
لكن فجأة، بدأت حياتها تتغير بشكل غير متوقع؛ فقدت أشخاصًا أعزاء، وواجهت مشاكل عائلية واجتماعية، وتدهورت حالتها النفسية حتى وصلت إلى الاكتئاب الحاد، وأصبحت تشعر بالحزن والقنوط الدائمين.
البحث عن حل: بين الطب النفسي وفقدان الأمل
مع تصاعد الأزمات، لجأت إلى طبيب نفسي، الذي وصف لها أدوية لم تجدِ نفعًا، بل زادت من اضطرابها النفسي. عادت الكوابيس والأحلام المفزعة، وازدادت حالتها سوءًا، حتى فقدت الأمل تقريبًا في تحسن أو تغيير.
الانجراف إلى عالم الطاقة والتاروت
في فترة الكورونا، بدأت تظهر لها فيديوهات عن التاروت والطاقة على مواقع التواصل الاجتماعي. بدافع الفضول، بدأت تتابع هذه الفيديوهات، وتتعرف على مفاهيم مثل "جذب الطاقة"، "الشفاء الذاتي"، "توأم الروح"، و"الشعلة". وجدت نفسها تنجذب أكثر فأكثر لهذا العالم، حتى أهملت دراستها وحياتها الواقعية، وبدأت تعيش في عالم خيالي بعيد عن الواقع.
مارست بعض التمارين والتقنيات النفسية التي يروج لها أصحاب قنوات الطاقة، لكنها لاحظت مع الوقت أنها تبتعد عن دينها وعن واقعها، وتغرق في دوامة من جلد الذات والوساوس، دون أي تحسن حقيقي.
الانخداع بالدجالين والمدربين الزائفين
تروي صاحبة التجربة كيف تعرضت للاستغلال من قبل أشخاص يدعون أنهم مدربون أو معالجون بالطاقة، فأنفقت أموالها القليلة على جلسات لم تحقق لها أي فائدة، بل زادت من معاناتها النفسية والكوابيس. اكتشفت لاحقًا أن هؤلاء الأشخاص يفتقرون لأي مؤهلات حقيقية، وأنهم يستغلون معاناة الناس لتحقيق مكاسب شخصية.
الزوهريين والفراسة: المزيد من الضياع
انتقلت بعد ذلك إلى متابعة قنوات تتحدث عن "الزوهريين" و"الفراسة الروحية"، حيث أقنعتها إحدى السيدات بأنها "زهريّة" وأن لديها عهودًا شيطانية يجب فكها بطقوس وأوراد معينة. هذا الاعتقاد أدخلها في دوامة جديدة من الوسواس القهري والخوف من الجنون أو السجن، حتى أصبحت مدمنة على تفسير الأحلام وتعيش في عزلة تامة عن العالم.
المواجهة مع الرقاة والشعوذة
حاولت اللجوء إلى بعض الرقاة، لكنها وجدت نفسها أمام ممارسات غريبة وأسماء مجهولة، ما زاد من وساوسها وخوفها من الوقوع في الشرك أو التعامل مع الشياطين. أدركت في النهاية أن كثيرًا من هؤلاء الرقاة ليسوا سوى دجالين يستغلون ضعف الناس وجهلهم.
العودة إلى الله: نقطة التحول
في يوم عرفة، وبعد صيام وعبادة وتكبير وتهليل، شعرت صاحبة التجربة براحة وطمأنينة لم تشعر بها منذ سنوات. بدأت تدرك أن لا شيء أكبر من الله، وأنه لا ينبغي الخوف من الجن أو الشياطين أو تصديق الخرافات. قررت قطع علاقتها بكل القنوات والمجموعات التي كانت تروج للأفكار الزائفة، وركزت على إصلاح علاقتها بالله والعودة إلى الفطرة والدين الصحيح.
تجربة مع التنمية البشرية وأحمد عمارة
في مرحلة لاحقة، انجذبت إلى فيديوهات التنمية البشرية وبعض المدربين المشهورين مثل أحمد عمارة، الذين يروجون لأفكار الطاقة والتنمية الذاتية بطرق عصرية. لاحظت أن كثيرًا من هذه الأفكار لا تستند إلى الوحي أو الدين، بل تزرع الشكوك في العبادات والتشكيك في الصلاة، وتدفع الإنسان للبحث عن حلول خارج إطار الدين.
الاكتشاف المؤلم: ضياع الصحة والنفس والعلاقات
مع مرور الوقت، لاحظت المتحدثة تدهور صحتها الجسدية والنفسية، فقدان علاقاتها الاجتماعية، وتساقط شعرها وضعف جسدها، حتى أصبحت تبدو أصغر من سنها بكثير. عانت من وساوس واكتئاب، وشعرت بالظلم من بعض الأشخاص الذين اتهموها زورًا، لكنها وجدت في النهاية أن الله أنصفها وأخذ حقها.
العودة إلى الذات: كيف وجدت الطريق الصحيح؟
بعد كل هذه التجارب، بدأت تدرك أن الطريق الصحيح هو العودة إلى البساطة، إلى الدين كما أنزله الله، إلى القرآن والصلاة والعبادة دون تعقيدات أو وساوس. تابت عن كل الممارسات السابقة، وبدأت تعيد بناء علاقتها مع الله، ومع نفسها، ومع أهلها، وركزت على تطوير مهاراتها العملية والعلمية.
الدروس المستفادة
- الفضول غير المنضبط قد يقود إلى الضياع: الفضول في غير محله قد يفتح أبوابًا يصعب إغلاقها، خاصة في القضايا الروحانية والعقائدية.
- الحذر من الدجالين والمدربين الزائفين: ليس كل من يدعي المعرفة أو القدرة على الشفاء صادقًا أو مؤهلاً، بل قد يكون مستغلاً لمعاناة الناس.
- العودة إلى الدين والفطرة هي الملاذ الآمن: مهما انجرف الإنسان وراء الأفكار الجديدة أو الغريبة، سيبقى الدين الصحيح هو مصدر الطمأنينة والسكينة.
- لا صحة ولا نجاح خارج إطار الرضا بالله: السعادة الحقيقية لا تأتي من الخارج، بل من الداخل، من علاقة الإنسان بربه وبنفسه.
- الاستعانة بأهل العلم والاختصاص: في حال وجود مشاكل نفسية أو روحية، يجب اللجوء إلى أهل العلم الموثوقين، وعدم الانسياق وراء كل جديد أو غريب.
نصيحة أخيرة
تختم صاحبة التجربة حديثها بندم كبير على السنوات التي ضاعت في البحث عن حلول في أماكن خاطئة، وتدعو كل من يقرأ قصتها إلى التمسك بالدين، وعدم الانسياق وراء الخرافات أو الدجالين، وأن يتعلم من تجارب الآخرين قبل أن يدفع ثمنًا غاليًا من صحته ونفسه وعلاقاته.
خاتمة
هذه القصة ليست مجرد تجربة شخصية، بل هي درس عميق لكل من يبحث عن السعادة أو الشفاء أو النجاح في غير موضعه. الطريق إلى الطمأنينة يبدأ من الداخل، من الإيمان بالله، والتمسك بالدين، والثقة بأن الله وحده هو القادر على تغيير الأحوال.
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا."(سورة النساء: 17)