🔴 تجربة مؤلمة : أروى وأختها دخلوا الطاقة وأسمعوا المفاجأة يارب سترك
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية عبر الإنترنت، وأصبحت تجذب الكثير من الأشخاص الباحثين عن السعادة أو تحقيق الأهداف أو حتى تحسي
تجربة مؤلمة: أروى وأختها في عالم الطاقة – رحلة من الفضول إلى اليقظة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية عبر الإنترنت، وأصبحت تجذب الكثير من الأشخاص الباحثين عن السعادة أو تحقيق الأهداف أو حتى تحسين الظروف المعيشية. في هذا المقال، نستعرض تجربة شخصية مؤلمة عاشتها أروى وأختها، حيث دخلتا عالم الطاقة والتنمية الذاتية، وواجهتا تحديات وصدمات غير متوقعة. نسرد القصة كما روتها أروى، لنستخلص منها دروسًا مهمة لكل من يفكر في خوض هذه التجربة.
البداية: فضول بريء وخطوات بسيطة
تقول أروى: "في البداية، كان الفضول يدفعني لدخول هذا العالم. بدأت بمتابعة فيديوهات على اليوتيوب، وسجلت في بعض الدورات البسيطة. تعلمت أساسيات مثل كتابة الأهداف، ولوحات الأمنيات، وتمارين التأمل البسيطة. لم أشعر بتأثير سلبي كبير في البداية، بل كان الأمر أشبه بتجربة ممتعة."
ومع مرور الوقت، بدأت أروى تدفع مبالغ مالية لحضور ورش عمل ودورات أعمق، لكن كل ذلك كان داخل السعودية، ولم تخرج عن نطاق المجتمع المحلي.
التدرج في الانخراط: من أهداف السنة إلى مجموعات مغلقة
توضح أروى أن الأمور بدأت تتغير تدريجيًا: "شوي شوي، بدأت أشعر أنني أعلى من الناس من حولي، وأنني أفهم وهم لا. بدأوا يقنعونني أن الأشخاص غير المناسبين سيخرجون من حياتي، وأنني سأجذب أشخاصًا يشبهونني في التفكير."
مع الوقت، بدأت أروى تبتعد عن صديقاتها القدامى، وتقترب أكثر من أشخاص داخل هذا العالم الجديد. وفي نهاية 2019 وبداية 2020، انضمت إلى مجموعة مغلقة متخصصة في التأمل والطاقة.
التورط المالي والنفسي
تصف أروى كيف بدأت هي وأختها تدفعان مبالغ طائلة: "صرنا ندفع فلوس كثيرة، لدرجة أنني وأختي صرفنا مبالغ لا تصدق. أصبحنا نشعر أننا ضائعون بدون هذه الجلسات، خاصة في فترة الحجر أثناء كورونا. كنا نحضر جلسات تأمل عبر الزوم لساعات طويلة، وننفذ تعليمات غريبة مثل تخيل العشب والجذور تحت أقدامنا."
رغم كل هذه الجهود، لم تلاحظ أروى أي تغيير إيجابي حقيقي في حياتها، بل على العكس، بدأت الأمور تتدهور: "كنت في أفضل وظيفة، وخطوبتي وأموري المادية كانت ممتازة. بعد دخولي هذا الجروب، بدأت النعم تتلاشى تدريجيًا."
التأثيرات السلبية: خسائر مادية ونفسية
تؤكد أروى أن أغلب من تعرفهم ممن دخلوا هذا المجال، تدهورت أحوالهم بشكل كبير: "أقسم بالله أن 99% ممن دربتهم تعطلت أمورهم بالكامل. بدأت ألاحظ أن حياتي تنهار، وأختي كذلك."
تضيف أروى أن المجموعة كانت تروج لأفكار تجعل الأعضاء يشعرون بأنهم من "النخبة"، وأنهم أعلى من الآخرين، وتستخدم أساليب نفسية للسيطرة عليهم. "كانوا يدخلون الدين بطريقة غير مباشرة، ويشعروننا أن كل النعم التي نحصل عليها بسببهم، وأننا بدونهم لن ننجح."
أساليب التلاعب والسيطرة
تكشف أروى عن بعض الأساليب التي كانت تستخدمها قائدة المجموعة: "كانت تطلب منا دفع مبالغ ضخمة لجلسات خاصة، وتتحكم في حياتنا، حتى في علاقاتنا الأسرية. أختي أصبحت تقضي كل وقتها في التأمل، وابتعدت عن العائلة والمناسبات."
تقول أروى: "وصل الأمر أن أختي كانت ترفض السفر معنا أو حضور المناسبات العائلية، مفضلة جلسات التأمل. حتى في السفر، كانت تجلس في البلكونة في البرد القارس تمارس طقوس التأمل، وتستخدم الأحجار والبخور."
الاستفاقة والعودة
تروي أروى لحظة الاستفاقة: "بدأت ألاحظ أن أختي انفصلت عني تمامًا، وابتعدت عن العائلة. بدأت أبحث وأقرأ، والحمد لله بعد أربعة أشهر حدث موقف أعاد أختي لطبيعتها، وتركنا هذا العالم نهائيًا."
رغم الخروج، ما زالت أروى تعاني من آثار نفسية: "أعاني من كوابيس وأحلام سيئة، وأشعر بثقل في العبادة، لكنني أحاول العودة تدريجيًا، وأشعر أن الله أنقذني بدعاء والدتي."
تحذيرات ودروس مستفادة
تؤكد أروى أن كل ما جربته من تمارين طاقة، جذب، أحجار، طقوس القمر، وغيرها، لم يحقق أي نتيجة حقيقية. بل على العكس، كان الضرر النفسي والمادي كبيرًا، ووصلت خسائرها المالية مع أختها إلى مئات الآلاف.
تحذر أروى من الانجراف وراء هذه المجموعات: "لا تضيعوا أنفسكم وأموالكم. الله قريب منا، ولا نحتاج وسطاء بيننا وبينه. هذه المجموعات تستغل نقاط الضعف لدينا، سواء رغبة في الزواج أو المال أو الأطفال، وتوهمنا أن الحل عندهم."
نصيحة أخيرة من أروى
تختم أروى قصتها بنصيحة لكل من يفكر في دخول هذا المجال:"قد تظنين أنك وصلتِ للقمة، لكن في الحقيقة هو طريق منحدر يصعب الخروج منه. لا تصدقي أن أحدًا يملك مفتاح سعادتك أو رزقك غير الله. إذا شعرتِ أنك بدأتِ تفقدين نفسك أو علاقاتك أو أموالك، توقفي فورًا وراجعي نفسك. العودة ليست سهلة، لكن الحمد لله أن الله أنقذني وأختي."
خلاصة
قصة أروى وأختها تبرز أهمية الوعي والحذر من الانجراف وراء الدعايات البراقة لعوالم الطاقة والتنمية الذاتية غير المنضبطة. البحث عن السعادة وتحقيق الأهداف أمر مشروع، لكن يجب أن يكون ذلك بطرق علمية وشرعية، ومعتمدًا على الثقة بالله والعمل الجاد، وليس على أوهام وطقوس قد تضر أكثر مما تنفع.
إذا كان لديك أو لدى أحد معارفك تجربة مشابهة، شاركنا رأيك أو قصتك في التعليقات. لعل في ذلك فائدة وتوعية للآخرين.