🔴 تجربة مؤلمة : ريان 23 عام التنمية البشرية والطاقة دمرت حياتي وعلاقتي مع أمي وأصدقائي وضاع مستقبلي
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم التنمية البشرية وعلوم الطاقة بشكل واسع في المجتمعات العربية، وأصبحت تجذب الكثير من الشباب الباحثين عن حلول لمشاكلهم
تجربة ريان: كيف دمرت التنمية البشرية والطاقة حياتي وعلاقاتي
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم التنمية البشرية وعلوم الطاقة بشكل واسع في المجتمعات العربية، وأصبحت تجذب الكثير من الشباب الباحثين عن حلول لمشاكلهم النفسية والاجتماعية. لكن، خلف هذا البريق، هناك قصص مؤلمة لأشخاص وقعوا ضحية لهذه الأفكار والممارسات. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة ريان، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، يروي كيف أثرت هذه المفاهيم سلبًا على حياته، وعلاقته بأسرته وأصدقائه، ومستقبله.
البداية: البحث عن حل
يقول ريان: "بدأت رحلتي مع التنمية البشرية والطاقة عام 2018، عندما كنت في سن المراهقة وأعاني من مشاكل نفسية وعائلية. كنت أبحث عن أي شيء يخرجني من حالتي، فبدأت أتابع مقاطع فيديو تتحدث عن العزلة وتجنب ما يؤذيك، ووجدت فيها بعض الراحة المؤقتة."
مع مرور الوقت، بدأ ريان يطبق النصائح التي يسمعها، فابتعد عن عائلته وأصدقائه، وبدأ يشعر بالعزلة. حاول الالتحاق بعدة كليات، لكنه لم يستطع الاستمرار في أي منها، وفشل في عدة وظائف. يقول: "شعرت أن مستقبلي يضيع أمام عيني."
الغرق في عالم الطاقة
مع تزايد شعوره بالضياع، دخل ريان عالم "علم النورانيات" و"الطاقة"، وبدأ يقتنع بأن الصلاة تمنحه طاقة خاصة، وأن عليه تنظيف مداخل الطاقة في جسده ليستفيد منها. تطورت أفكاره حتى أصبح يعتقد أن عليه تجنب الناس تمامًا حتى لا تُستنزف طاقته.
يقول: "كنت أعيش في عزلة تامة، حتى في فترة الحجر الصحي كنت أقضي معظم وقتي في السيارة أمام المنزل، ولا أشارك عائلتي أي لحظات."
تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية
لم تتوقف الأمور عند العزلة فقط، بل بدأت الوساوس تسيطر على ريان، حتى تجاه والدته التي كانت علاقته بها قوية. يقول: "بدأت أبتعد عن أمي بشكل كبير دون سبب واضح، وكنت أصدق كل الأفكار السلبية التي تراودني عنها، حتى أصبحت علاقتنا شبه مقطوعة."
أما عن أصدقائه، فيروي: "قطعت جميع علاقاتي، حتى صديقي الوحيد ابتعدت عنه بسبب وساوسي وشكوكي، وكنت أصدق كل الأفكار التي تدفعني للابتعاد عن الناس."
التأثر بالأفكار المشوشة
لم يتوقف ريان عند التنمية البشرية والطاقة فقط، بل بدأ يتابع مجموعات وأشخاص ينكرون السنة النبوية ويشككون في العقيدة الإسلامية. يقول: "دخلت مع القرآنيين، وبدأت أشك في كل شيء حتى في وجود الله أحيانًا، وكل ذلك بسبب ضعف إيماني وتأثري بكلامهم المقنع."
يحذر ريان من متابعة هذه المجموعات، ويقول: "كلامهم مقنع جدًا، وإذا لم يكن لديك إيمان قوي، ستقع في فخهم بسهولة."
تجربة التأملات والتوكيدات
خلال رحلته، جرب ريان العديد من تمارين التأمل، والتوكيدات، وتمارين الطفل الداخلي، لكنه لم يجد فيها أي فائدة حقيقية. بل على العكس، زادت من عزلته ووساوسه، وجعلته يشعر أنه مقيد وغير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
بداية العودة والشفاء
يقول ريان: "في أحد الأيام، وبينما كنت في قمة معاناتي، بدأت أردد الأذكار وقرأت سورة البقرة، وشعرت بقوة غريبة وراحة لم أشعر بها من قبل. بدأت أعود تدريجيًا للصلاة في المسجد، وأجبر نفسي على مخالطة الناس رغم الصعوبة."
ويضيف: "اكتشفت أن الطريق الصحيح هو في الدين والعودة إلى الله، وأن ما كنت أعيشه من عزلة ووساوس كان نتيجة الانغماس في أفكار مشوشة لا أساس لها."
نصائح ريان للشباب
في نهاية قصته، يوجه ريان نصائح مهمة لكل من يفكر في الدخول إلى عالم التنمية البشرية والطاقة دون وعي:
- لا تتبع أي فكرة أو شخص دون التأكد من صحتها وموافقتها للدين والعقل.
- احذر من العزلة، فالعلاقات الاجتماعية والأسرة هي مصدر الأمان والدعم النفسي.
- إذا شعرت بالضياع أو الوساوس، الجأ إلى الله، واطلب المساعدة من أهل العلم والمختصين.
- لا تجعل تجاربك الشخصية أو مشاكل حياتك مدخلًا للأفكار المشبوهة أو الجماعات المنحرفة.
- تذكر أن الشفاء الحقيقي يبدأ من الداخل، ومن العودة إلى الفطرة السليمة والدين الصحيح.
خلاصة
تجربة ريان تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه كثير من الشباب اليوم، ممن وقعوا ضحية لمفاهيم التنمية البشرية والطاقة دون وعي أو فهم صحيح. يجب أن نكون أكثر وعيًا وحذرًا، وأن نبحث عن مصادر المعرفة الصحيحة، ونحافظ على علاقاتنا الأسرية والاجتماعية، ونلجأ إلى الله في كل الأوقات.
إذا كنت تمر بتجربة مشابهة، لا تتردد في طلب المساعدة، وتذكر دائمًا أن العودة إلى الطريق الصحيح ممكنة في أي وقت.
شاركنا رأيك أو تجربتك في التعليقات، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص آخر.