تجربة مؤلمة مع مركز باراسيكولوجي: دروس وعِبر من رحلة فقدان الإرادة

مقدمة

في عالمنا الحديث، يبحث الكثيرون عن طرق لتطوير الذات وتحسين جودة حياتهم، وقد يجد البعض أنفسهم منجذبين إلى مجالات غامضة مثل "الباراسيكولوجي" أو ما يُعرف بعلم ما وراء النفس. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية مؤلمة مع أحد مراكز الباراسيكولوجي، وكيف أثرت هذه التجربة سلبًا على حياتي، مع تقديم نصائح مهمة لكل من يفكر في دخول هذا المجال أو التعامل مع مراكزه.

بداية القصة: البحث عن تطوير الذات

كنت دائمًا مهتمة بقراءة كتب تطوير الذات، وأسعى لدعم نفسي نفسيًا ومهنيًا. مررت بمواقف صعبة في حياتي، منها إصابتي بمرض "الفايبرومايالجيا"، الذي جعلني أركز أكثر على تقوية نفسي وعدم الاستسلام للظروف أو الاكتئاب.

في أحد الأيام، شاهدت إعلانًا على فيسبوك عن دورة في الباراسيكولوجي. دفعني الفضول لحضور الدورة لمعرفة المزيد عن هذا المجال، خاصة أنني حضرت سابقًا العديد من الدورات المفيدة في التنمية الذاتية مع مدربين محترمين.

الدخول إلى عالم الباراسيكولوجي

كانت هذه المرة الأولى التي أدخل فيها مركز باراسيكولوجي. لاحظت منذ البداية أن المحاضر، الذي كان يلقب نفسه بـ"الدكتور"، يتصرف بطريقة غريبة. خلال الاستراحة، دعاني إلى مكتبه وأخبرني أن طاقتي تغيرت، وأن لدي قوى داخلية مكبوتة بسبب صدمات قديمة. حاول إقناعي بأنني بحاجة إلى جلسة خاصة معه.

رغم ترددي، وافقت في النهاية على الجلسة الخاصة. منذ تلك اللحظة، بدأت حياتي تتغير بشكل غريب؛ أصبحت أشعر برغبة مستمرة في التواجد بالمركز والتواصل مع المحاضر، حتى أنني تركت عملي وأصدقائي وأصبحت حياتي كلها تدور حول هذا المكان.

فقدان الإرادة والاستغلال

مع مرور الوقت، بدأ المحاضر يستغلني نفسيًا وماديًا. أقنعني باستلام إدارة المركز، وكنت أدفع من مالي الخاص لتحسين المكان. لاحظت أن كل من حولي أصبحوا يعتمدون عليه بشكل كامل، وبدأت أتعرض لما يشبه "غسيل الدماغ"، حيث كانوا يقللون من شأني ويشككون في كل أفكاري ومعلوماتي.

وصل الأمر إلى أنني فقدت الرغبة في العمل أو القراءة أو حتى ممارسة حياتي اليومية. عانيت من تدهور نفسي وجسدي كبير، وعدت أعاني من آلام المرض من جديد.

كشف الحقيقة والنجاة

بفضل الله، وبسبب وعيي وذكائي، بدأت ألاحظ التناقضات في تصرفات المحاضر ومن حوله. اكتشفت أنهم يستغلون نقاط ضعف الأشخاص خلال الجلسات الخاصة، ثم يبدأون في استغلالهم عاطفيًا وماديًا ونفسيًا. كما علمت أن المحاضر كان يدّعي الانفصال عن زوجته ليبرر تصرفاته، بينما كانت زوجته لا تزال في حياته.

قررت في النهاية أن أترك المركز، رغم الصعوبة النفسية الكبيرة. خرجت منه فاقدة للطاقة والحماس، لكنني تعلمت درسًا عظيمًا عن الحذر من هذه المراكز وأصحابها.

حقيقة الباراسيكولوجي: علم زائف وخطر على النفس

من خلال تجربتي، ومن خلال ما سمعته من مختصين، فإن الباراسيكولوجي يُصنف كعلم زائف، وغالبًا ما يرتبط بممارسات السحر والتواصل مع الجن والشياطين. يدّعي البعض القدرة على قراءة الأفكار أو التخاطر أو تحريك الأشياء عن بعد، لكن في الحقيقة، كل هذه الأمور تعتمد على الخداع العقلي واستغلال ضعف الناس.

يحاول أصحاب هذه المراكز إقناع الناس بأن لديهم قدرات خاصة وهبات إلهية، لكنهم في الواقع يستغلون حاجات الناس النفسية والمادية، ويزرعون فيهم أفكارًا خاطئة تؤدي إلى فقدان الإرادة والسيطرة على حياتهم.

نصائح للوقاية والحماية

• لا تدخل هذا المجال بدافع الفضول: كثير من الضحايا دخلوا بدافع الفضول وانتهى بهم الأمر بفقدان السيطرة على حياتهم.
• اعتمد على المصادر العلمية الموثوقة: تطوير الذات الحقيقي يكون من خلال العلم والتجربة، وليس عبر علوم زائفة أو ممارسات مشبوهة.
• احذر من الاستغلال العاطفي والمادي: إذا لاحظت أن هناك من يحاول استغلالك أو السيطرة على إرادتك، ابتعد فورًا.
• حافظ على عباداتك وأذكارك: التحصين الروحي مهم جدًا، خاصة لمن تعرض لأي نوع من التأثيرات السلبية.
• الجأ للعلاج الطبي والنفسي: إذا شعرت بأي أعراض نفسية أو جسدية، استشر الأطباء والمتخصصين، ولا تعتمد على الدجالين أو المشعوذين.
• لا تنخدع بالمظاهر: كثير من هذه المراكز تعتمد على شراء متابعين وهميين أو تزييف الإنجازات لجذب الضحايا.

كلمة أخيرة

تجربتي مع مركز الباراسيكولوجي كانت مؤلمة، لكنها علمتني الكثير. أهم درس تعلمته هو أن لا أحد يستطيع أن يساعدك أو ينقذك إلا الله، وأن الاعتماد على العلوم الزائفة أو الأشخاص المشبوهين لن يجلب لك إلا الضرر. إذا كنت تبحث عن تطوير نفسك، فابحث عن العلم الحقيقي، وكن دائمًا يقظًا وحذرًا من أي باب قد يؤدي بك إلى الضياع أو الاستغلال.

نصيحتي لكل من يفكر في دخول مجال الباراسيكولوجي أو الطاقة: ابتعد عن هذا الطريق، وكن واعيًا لما قد تواجهه من مخاطر نفسية ومادية وروحية.

المصادر الروحية للحماية

• قراءة سورة البقرة يوميًا.
• المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
• الرقية الشرعية بالقرآن الكريم والدعاء.
• الاستمرار في العلاج الطبي والنفسي عند الحاجة.

حفظكم الله من كل سوء، ووفقكم للخير والصلاح.