تجربة شخصية مع ممارسات الطاقة والتنمية الذاتية: دروس ونصائح هامة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والممارسات المتعلقة بالطاقة والتنمية الذاتية، مثل التنفس التأملي، الريكي، الخرائط الفلكية، وغيرها من الأساليب التي تروج لتحقيق السلام الداخلي أو التطور الروحي. كثيرون يقبلون على هذه الدورات بدافع الفضول أو بحثًا عن حلول لمشاكلهم، دون إدراك كامل لتأثيراتها الحقيقية أو مصادرها. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية صادقة مع هذه الممارسات، والدروس التي خرجت بها، مع نصائح هامة لكل من يفكر في خوض هذا المجال.

بداية القصة: من الفضول إلى التجربة

تعرفت على أحد الأشخاص الذي كان متعمقًا في مجالات الطاقة والتنمية الذاتية، ونصحني بحضور دورة تنفس تأملي مع مدرب معروف. لم أكن أعاني من مشاكل صحية أو نفسية، لكنني قررت التجربة بدافع الفضول. استمرت الدورة ثلاثة أيام، وفي أول يوم، لاحظت التزام المدرب الشديد بأوقات الصلاة، وهو ما أعطاني انطباعًا إيجابيًا في البداية.

تجربة غريبة أثناء الجلسة

خلال إحدى الجلسات، شعرت بحالة غريبة لا أستطيع وصفها بدقة. حين استيقظت من الجلسة، كان أول ما قلته للحضور: "أنتم كيف تفعلون هذا؟ هل هذه حبوب هلوسة؟" بالفعل، الحالة التي شعرت بها كانت قريبة جدًا من تأثير حبوب الهلوسة التي كنت أعرفها من تجارب سابقة في فترة المراهقة. شعرت بهلاوس عقلية، وتشنجات في اليدين والرجلين استمرت حتى بعد انتهاء الجلسة. في إحدى المرات، كنت في مطعم وأحمل السكين بيدي اليسرى وشعرت أنني قد أؤذي أحدًا دون وعي.

البحث عن الحقيقة: قراءة الكتب والمصادر

بعد التجربة، بدأت أبحث أكثر في هذه المجالات لأقنع صديقي بأن الطريق غير سليم. قرأت كتبًا عن الخرائط الفلكية، وسيطا هيلينج، وأكسس بارز، وحتى وصلت إلى مستويات متقدمة في بعض هذه الممارسات. رغم أنني لم أكن أؤمن بها، إلا أنني لاحظت أن بعض الأفكار والمفاهيم بدأت تترسخ في ذهني وتؤثر عليّ بشكل غير مباشر.

التأثيرات السلبية والتحذير

مع الوقت، أدركت أن مجرد الاطلاع أو القراءة في هذه المجالات قد يترك أثرًا نفسيًا وروحيًا، حتى لو لم يكن الشخص مؤمنًا بها. بعض هذه الممارسات تحمل رموزًا وأفكارًا قد تتسلل إلى العقل وتؤثر على القناعات والسلوكيات. لذلك، أنصح الجميع بعدم الاستهانة بهذا الأمر وعدم الانخراط في قراءة أو ممارسة أي شيء له علاقة بالطاقة أو التنجيم أو ما شابه، حتى لو كان بدافع الفضول أو التحدي.

أهمية اختيار مصادر المعرفة

من أهم الدروس التي تعلمتها: راقب جيدًا الشخص الذي تأخذ منه النصيحة أو المعلومة. تأكد من خلفيته العلمية والدينية، ولا تنسَ أهمية الصلاة والارتباط بالله كحصن منيع ضد أي أفكار أو ممارسات مشبوهة. الالتزام بالقرآن الكريم والأذكار اليومية، خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم، هو ما يحصن الإنسان ويحميه من التأثيرات السلبية.

نصيحة أخيرة للباحثين عن الحقيقة

البحث عن الحقيقة أمر محمود، لكن لا يجب أن يكون على حساب العقيدة أو الصحة النفسية. يكفي البحث البسيط من مصادر موثوقة لمعرفة أصل أي ممارسة أو فكرة. أما التعمق في هذه المجالات، فقد يجلب شبهات يصعب التخلص منها لاحقًا. لا تتردد في الابتعاد عن أي مجال تشعر أنه مشبوه أو غير واضح، ولا تكابر في ذلك.

خلاصة

تجربتي الشخصية مع ممارسات الطاقة والتنمية الذاتية علمتني الكثير. أهم ما خرجت به هو ضرورة الحذر، وعدم الانجرار وراء أي فكرة أو ممارسة دون معرفة أصلها وحقيقتها. التزموا بالصلاة، واذكروا الله كثيرًا، وحصنوا أنفسكم وأبناءكم من كل ما قد يؤثر على عقيدتكم أو سلامتكم النفسية.

حفظكم الله وبارك فيكم جميعًا.

https://www.youtube.com/watch?v=sjEQWOHdkX4