تجربة واقعية: كيف غيّرت مفاهيم "الطاقة" حياة أسرة مستقرة؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم وعلوم الطاقة والتنمية البشرية في مجتمعاتنا العربية بشكل ملحوظ، وأصبح لها تأثيرات واضحة على الأفراد والأسر. في هذا ال

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
5 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم وعلوم الطاقة والتنمية البشرية في مجتمعاتنا العربية بشكل ملحوظ، وأصبح لها تأثيرات واضحة على الأفراد والأسر. في هذا المقال، نستعرض تجربة حقيقية لرجل عاش تحوّل زوجته من امرأة ملتزمة دينياً وأسرياً إلى شخصية غريبة الأطوار بسبب انخراطها في دورات وممارسات ما يُسمى بـ"علوم الطاقة".

بداية حياة أسرية طبيعية

حتى عام 2018، كانت حياة هذا الرجل وزوجته عادية ومستقرة. كان هناك التزام ديني، وصلاة، وقراءة للقرآن، وحرص على أداء العبادات، إضافة إلى علاقات أسرية متينة. كانت الزوجة مثالاً للمرأة الصالحة، تهتم ببيتها وأولادها، وتحث زوجها على فعل الخير وتوزيع الصدقات، خاصة في شهر رمضان.

بداية التغيّر: الشكوك والأسئلة الغريبة

بدأت التغيرات تظهر تدريجياً. لاحظ الزوج أن زوجته أصبحت تطرح أسئلة غريبة حول الدين، مثل التشكيك في السنة النبوية وصحيح البخاري، وبدأت تتساءل عن ضرورة الصلاة بالطريقة التقليدية. لم تعد تصلي أو تقرأ القرآن كما كانت من قبل، وبدأت تتجنب الأحاديث الدينية وتجادل في مسائل العقيدة.

الانخراط في دورات الطاقة والتنمية الذاتية

مع الوقت، اكتشف الزوج أن زوجته بدأت تحضر دورات في "الطاقة" والتنمية الذاتية، وسافرت إلى عدة مدن لحضور هذه الدورات، وأنفقت مبالغ كبيرة عليها. بدأت تظهر عليها تصرفات غريبة مثل الاهتمام المفرط بالأحجار الكريمة، والشموع، والبخور، وممارسة طقوس غامضة في أوقات متأخرة من الليل.

تغيرات سلوكية وجسدية

تغيرت عادات الزوجة الغذائية بشكل ملحوظ، حيث أصبحت تكتفي بشرب الماء والليمون وتناول السلطة فقط، وامتنعت عن أكل اللحوم. ظهرت عليها علامات النحافة الشديدة، وبدأت تهمل بيتها وأطفالها، بل أصبحت تعاملهم بقسوة، وتحبسهم في الغرف أحياناً، وتمنعهم من التواصل مع والدهم.

تأثيرات على الأبناء

لم تقتصر التغيرات على الزوجة فقط، بل امتدت إلى الأبناء. لاحظ الزوج تصرفات غريبة من أطفاله، مثل الخوف الدائم، وكثرة الكوابيس، واستخدامهم لجمل ومصطلحات غير مألوفة. حتى في المدرسة، لاحظ المعلمون تغيرات في سلوك الابن الأكبر، مثل صبغ الشعر بألوان غريبة وارتداء ملابس غير معتادة.

القطيعة الأسرية والتأثير الاجتماعي

مع تفاقم الوضع، بدأت الزوجة تقطع علاقتها مع جميع أفراد الأسرة، وتمنع التواصل مع الأهل والأقارب، وتستخدم خاصية الحظر على وسائل التواصل الاجتماعي. أصبح الحوار معها مستحيلاً، ورفضت أي محاولة للنقاش أو الإصلاح، وأصرت على الاستقلال التام ورفضت أي دور للرجل في حياتها أو حياة أبنائها.

التشكيك في الدين والتمرد على القيم

تعمقت الزوجة في مفاهيم الطاقة حتى وصلت إلى التشكيك في أصل الدين نفسه، وأنكرت السنة النبوية، وبدأت تروج لأفكار مثل أن الجسد مُستأجر ويحق للإنسان التصرف به كما يشاء، وأنه لا يوجد شيء اسمه حلال وحرام، بل كل إنسان يحدد ما هو الصواب والخطأ بنفسه.

مظاهر الطقوس الغامضة

من أبرز المظاهر التي لاحظها الزوج: كثرة استخدام الشموع في البيت، إطفاء الأنوار، ممارسة التأمل لفترات طويلة، الاهتمام بالأرقام والرموز، وحتى ذبح الطيور في المنزل دون سبب واضح. كما لاحظ وجود كتب غريبة تتحدث عن الطاقة والروحانيات، ودفاتر مليئة بكتابات عن "طاقتها الإيجابية والسلبية" يومياً.

أثر الطلاق والانفصال

مع استمرار التدهور، اضطر الزوج للانفصال عن زوجته حفاظاً على أبنائه. بعد الطلاق، اكتشف المزيد من الأسرار حول ممارساتها وطقوسها، وتأثير ذلك على الأطفال الذين أصبحوا يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية.

تعليقات ونصائح من مختصين

خلال النقاش، شارك عدد من المختصين والمستشارين الاجتماعيين والدينيين بآرائهم حول هذه التجربة. أكدوا أن مثل هذه المفاهيم الوافدة تحمل في طياتها خطراً كبيراً على العقيدة والأخلاق، وأنها تتسلل تدريجياً إلى العقول، خاصة عند غياب الوعي الديني والثقافي. كما شددوا على أهمية الحوار مع الأبناء، ومراقبة ما يتعرضون له من أفكار عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

الدروس المستفادة

  • التحصين الديني والفكري: ضرورة ترسيخ القيم الدينية الصحيحة في الأسرة، وعدم الاكتفاء بالممارسات الظاهرية فقط.
  • الحوار الأسري: أهمية فتح قنوات الحوار مع الأبناء والزوجة، ومتابعة اهتماماتهم ونشاطاتهم.
  • الوعي بخطورة بعض الدورات والممارسات: ليس كل ما يُروج له تحت مسمى التنمية الذاتية أو الطاقة مفيد، بل قد يحمل أفكاراً خطيرة.
  • التدخل المبكر: عند ملاحظة تغيرات جذرية في السلوك أو الفكر، يجب التدخل مبكراً واستشارة المختصين.
  • الاهتمام بالصحة النفسية: بعض الحالات تحتاج إلى دعم نفسي متخصص، خاصة عند ظهور أعراض الاكتئاب أو الانعزال.

رسالة أخيرة

هذه التجربة المؤلمة تذكرنا بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، وأن أي خلل فكري أو سلوكي قد يؤدي إلى تدميرها. علينا جميعاً أن نكون أكثر وعياً ويقظة تجاه الأفكار الدخيلة، وأن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم والدين والحوار المستمر.

نسأل الله أن يحفظ أسرنا ومجتمعاتنا من كل فكر دخيل، وأن يرد الضالين إلى طريق الحق والهداية.

https://www.youtube.com/watch?v=XcGip-q2PLo

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك