تجربة واقعية مع تمارين الطاقة والإسقاط النجمي: دروس وعبر
في عالمنا المعاصر، ينجذب الكثيرون إلى مجالات التنمية البشرية وتمارين الطاقة والروحانيات، بحثًا عن السكينة أو تحقيق الذات أو حتى الفضول لاكتشاف عوالم ج
في عالمنا المعاصر، ينجذب الكثيرون إلى مجالات التنمية البشرية وتمارين الطاقة والروحانيات، بحثًا عن السكينة أو تحقيق الذات أو حتى الفضول لاكتشاف عوالم جديدة. لكن خلف هذا الانجذاب قد تكمن تجارب قاسية لم تكن في الحسبان، وقد يدفع الإنسان ثمنها غاليًا من راحته النفسية والجسدية. في هذا المقال، نستعرض تجربة واقعية مؤثرة لشخص خاض هذه الرحلة، لعلها تكون عبرة لكل من يفكر في سلوك هذا الطريق.
بداية القصة: البحث عن التغيير
بدأت القصة منذ حوالي خمس إلى ست سنوات، حين قرر صاحب التجربة أن يخوض في عالم تمارين الاسترخاء والتنفس وتصفية الذهن من الأفكار. لم يكن ذلك من خلال دورات منهجية أو تحت إشراف مختصين، بل كان بحثًا ذاتيًا متشعبًا عبر الإنترنت، مع حرص شديد على تجنب أي ممارسات تمس العقيدة أو تتعلق بالشركيات.
في البداية، كانت التمارين تبدو بسيطة ومغرية: تمارين استرخاء، تمارين تنفس، محاولات لإيقاف التفكير والوصول إلى حالة "الصفر الذهني". ومع الوقت، شعر بتقدم في إتقان بعض التمارين بعد جهد يومي استمر لشهر أو أكثر.
الدخول في تمارين الإسقاط النجمي
مع التدرج، دخل صاحب التجربة في تمارين أكثر عمقًا، كان من بينها ما يُعرف بـ"الإسقاط النجمي". هذه التمارين تهدف إلى فصل الوعي عن الجسد والشعور بالخروج منه، وغالبًا ما يتم الترويج لها كأحد أشكال الاستنارة أو التحرر الروحي.
في إحدى المرات، وأثناء ممارسة أحد التمارين، شعر فجأة بفقدان السيطرة على نفسه، وكأنه يطير بين المباني والأشياء. كان واعيًا تمامًا لكنه غير قادر على التحكم بجسده، واستمر ذلك لعدة دقائق. بعد انتهاء التجربة، أصيب بصدمة وخوف شديدين، وتوقف عن ممارسة أي تمارين مماثلة.
بداية المعاناة النفسية والجسدية
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد. بعد أيام قليلة من تلك التجربة، بدأت تظهر أعراض غريبة: رؤى وتهيؤات لأشخاص وحيوانات وكائنات زاحفة، بعضها يظهر بشكل واضح وبعضها كخيالات سوداء. كانت هذه الهلاوس تحدث في أوقات وأماكن عشوائية، ولا يراها أحد سواه.
ازدادت الأعراض مع محاولات التحصين بالقرآن والأذكار، وبدأ يعاني من اضطرابات شديدة في النوم، حتى أصبح النوم العميق شبه مستحيل. كما ظهرت آلام جسدية غير مفسرة طبيًا، خاصة في الرأس، وصفها بأنها أشبه بشعلة نار متحركة.
رحلة البحث عن العلاج
لم يترك صاحب التجربة بابًا إلا وطرقه: زار المستشفيات، أجرى التحاليل، استشار الأطباء النفسيين وأطباء الأعصاب، لكن جميع الفحوصات أكدت خلوه من أي مرض عضوي أو نفسي مصنف. لجأ أيضًا إلى الرقية الشرعية وقراءة القرآن والأذكار باستمرار، وكان لديه يقين تام أن الشفاء بيد الله وحده.
استمرت المعاناة لسنوات، ولم يكن يبوح بما يمر به إلا لأخته التي تفهمت حالته وساندته، بينما بقي بقية الأهل يلاحظون تغيرًا في طاقته دون معرفة السبب الحقيقي.
الدروس والعبر من التجربة
من خلال هذه التجربة المؤلمة، يوجه صاحبها عدة رسائل مهمة لكل من يفكر في دخول هذا المجال:
- المخاطر ليست كما تتخيل
كثيرون يظنون أن أسوأ ما قد يحدث هو خسارة مادية أو عدم تحقيق نتائج، لكن الواقع أن التبعات النفسية والجسدية قد تكون شديدة وطويلة الأمد، وربما لا يمكن علاجها بسهولة.
- الطريق إلى الاستنارة المزعومة محفوف بالمخاطر
بعض المدربين أو المروجين لهذه التمارين يصفون الأعراض الخطيرة بأنها "علامات استنارة" أو "تحرر"، ويشجعون الناس على الاستمرار رغم الأذى النفسي والجسدي.
- الدين هو الملاذ الآمن
يؤكد صاحب التجربة أن أفضل طريق للسكينة والطاقة الإيجابية هو العودة إلى الله، والتمسك بالعبادات والأذكار، بدلًا من البحث عن حلول غامضة أو خطيرة.
- التحذير من الفضول غير المنضبط
الفضول والرغبة في التجربة قد يدفعان الإنسان إلى طرق مجهولة العواقب، خاصة في مجالات لا تستند إلى العلم أو الدين.
- الصبر والرضا بقضاء الله
رغم شدة المعاناة، لم يفقد الأمل وظل يدعو الله بالشفاء، ويشكر الله على ما بقي له من صحة وعمل وعلاقات اجتماعية.
نصيحة ختامية
إذا كنت تبحث عن الراحة النفسية أو الطاقة الإيجابية أو تطوير الذات، فاعلم أن الطريق الآمن والمجرب هو ما جاء به ديننا الحنيف من عبادات وأذكار وصدقة ودعاء. أما الطرق المجهولة التي تروج لها بعض المدارس الروحانية أو تمارين الطاقة، فقد تكون بابًا لمعاناة لا تتخيلها.
وأخيرًا، هذه القصة ليست دعوة للخوف، بل دعوة للوعي والحذر، وللثقة بأن الله هو الشافي والمعين، وأن في الدين الإسلامي ما يغني عن كل ما عداه من طرق مشبوهة أو خطيرة.
اللهم اشفِ كل مبتلى، واحفظنا جميعًا من كل سوء.
إذا كان لديك تجربة مشابهة أو استفسار، لا تتردد في طرحه، فالمشاركة قد تنقذ غيرك من الوقوع في نفس الفخ.
https://www.youtube.com/watch?v=qb0sMxJQecI