تجربة واقعية تحت المجهر: كيف دمرت علوم الطاقة أسرة كاملة؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت ما يُسمى بـ"علوم الطاقة" و"مدارس الوعي" في مجتمعاتنا العربية، وأصبحت تجذب الكثيرين تحت شعارات التنمية الذاتية، والشفاء الرو
في السنوات الأخيرة، انتشرت ما يُسمى بـ"علوم الطاقة" و"مدارس الوعي" في مجتمعاتنا العربية، وأصبحت تجذب الكثيرين تحت شعارات التنمية الذاتية، والشفاء الروحي، ورفع الذبذبات، وغيرها من المصطلحات البراقة. لكن خلف هذه الشعارات، تختبئ مخاطر حقيقية تهدد الأسر والمجتمعات، وتؤدي أحياناً إلى انهيار العلاقات الأسرية وتفكك البيوت.
في هذا المقال، نستعرض تجربة حقيقية ومؤلمة لأسرة دمرتها هذه الممارسات، ونحللها من منظور علمي وديني ونفسي، مستفيدين من آراء خبراء ومتخصصين شاركوا في نقاش صريح حول الموضوع.
قصة واقعية: من الاستقرار إلى الانهيار
تحكي إحدى السيدات تجربتها قائلة: "كنت متزوجة منذ خمسة عشر عاماً، حياتنا كانت مستقرة، ولم تكن هناك مشاكل كبيرة تدعو للطلاق. لكن زوجي بدأ يهتم بدورات الطاقة، وبدأ يجرني معه لحضورها. لم أرتح أبداً لهذه الأجواء، وشعرت بنفور داخلي، لكنني حاولت مجاراته في البداية."
تتابع السيدة: "مع الوقت، أصبح زوجي أكثر تعمقاً في هذه الدورات، وبدأ يتحدث عن مفاهيم غريبة مثل البعد الخامس، وتوأم الشعلة، وضرورة فك الارتباط بيننا لأن طاقتي لا تتوافق مع طاقته. صار يذهب إلى معسكرات مختلطة، ويشارك في جلسات فيها اختلاط ورقص وطقوس غريبة. حاولت نصحه مراراً، لكنه اتهمني بالتخلف والجهل، وادعى أنني السبب في تعطيله عن التنوير الروحي."
وتضيف: "في النهاية، تعرف على امرأة أخرى من نفس الدائرة، وأصرت عليه أن يطلقني ليتزوجها. حدث الطلاق، وأصبح الأولاد يعانون من أفكار غريبة عندما يزورونه، مثل قراءة الخرائط الفلكية، وتحديد أوقات الدعاء بناءً على الساعات الفلكية، وغيرها من الخرافات."
تحليل الخبراء: لماذا تدمر الطاقة الأسر؟
1. جذور المشكلة: الانجراف وراء الوهم
يؤكد الخبراء أن من أخطر نتائج الانخراط في علوم الطاقة هو الانفصال عن الواقع والمنطق، وتبني أفكار وممارسات لا تستند إلى علم أو دين. كثير من المدربين يروجون لفكرة أن الإنسان يجذب لنفسه كل ما يحدث له، وأنه يستطيع التحكم في مصيره بالكامل عبر "ذبذباته" و"طاقته"، فيتخلى عن التوكل على الله وعن الأسباب الحقيقية للنجاح أو الفشل.
2. الطلاق الروحي وتوأم الشعلة
من أبرز المفاهيم المدمرة التي انتشرت في هذه الدوائر، فكرة "توأم الشعلة"، والتي تعني أن لكل إنسان نصف روحي يجب أن يبحث عنه، حتى لو كان متزوجاً. يؤدي ذلك إلى تبرير الخيانة الزوجية والانفصال، بحجة عدم توافق الطاقات، أو ضرورة البحث عن "الشريك المثالي" روحياً، متجاهلين القيم الدينية والأخلاقية.
3. انهيار القيم وتبرير المحرمات
لاحظ الخبراء أن ممارسي الطاقة غالباً ما يبدأون بتبرير المحرمات، مثل الاختلاط غير المنضبط، والطقوس الغامضة، وحتى العلاقات المحرمة، تحت مسميات مثل "تحرير الطاقة الجنسية" أو "الرقص الواعي". ومع الوقت، تضعف الحواجز الدينية والأخلاقية، ويصبح كل شيء مباحاً باسم "الوعي" و"التنور".
4. استغلال العواطف والجفاف العاطفي
من أهم أسباب انجراف البعض وراء هذه الممارسات هو الجفاف العاطفي، سواء في الأسرة أو العلاقة الزوجية. يستغل المدربون هذا الاحتياج، ويقدمون أنفسهم كبديل روحي أو عاطفي، مستغلين ضعف الضحايا لتحقيق مكاسب مادية أو حتى استغلال جنسي في بعض الحالات.
5. التأثير على الأطفال والأجيال القادمة
الخطر الأكبر يكمن في انتقال هذه الأفكار إلى الأبناء، حيث يبدأ الآباء أو الأمهات الممارسون للطاقة في تعليم أطفالهم طقوساً غريبة، أو ربطهم بالخرافات الفلكية والسحرية، مما يهدد عقيدتهم وتوازنهم النفسي والاجتماعي.
دروس مستفادة ونصائح عملية
- الانتباه للعلامات الحمراء: إذا لاحظتِ على شريك حياتك ميولاً نحو السحر أو الطقوس الغريبة، أو الانخراط في دورات مشبوهة، فهذه علامة خطر يجب التعامل معها بجدية.
- لا تصبري على الباطل: الصبر في الزواج مطلوب، لكن ليس على حساب الدين أو سلامة الأسرة. التعامل مع السحرة أو المشعوذين ليس أمراً يمكن التغاضي عنه.
- حماية الأبناء: في حال وقوع الطلاق بسبب هذه الممارسات، يجب الحرص على بقاء الأطفال في بيئة آمنة دينياً ونفسياً، وعدم تركهم تحت تأثير الطرف الممارس للطاقة.
- التوعية والبحث: لا تنخدعي بالمصطلحات البراقة مثل "الاستشفاء الطاقي" أو "رفع الذبذبات". ابحثي دائماً عن مصادر علمية وشرعية موثوقة، ولا تتبعي إلا ما وافق الكتاب والسنة.
- لا تسكتي عن الخطأ: إذا مررتِ بتجربة مشابهة، لا تخجلي من الحديث عنها وتحذير الآخرين. التستر على هذه الممارسات يساعد على انتشارها.
- استشارة أهل العلم: عند الشك في أي ممارسة أو دورة أو مدرب، استشيري أهل العلم الثقات أو المختصين في الشريعة والعلم النفسي.
خلاصة: احذروا علوم الطاقة الزائفة
تجربة هذه الأسرة ليست حالة فردية، بل تتكرر في مجتمعاتنا مع ازدياد انتشار مدارس الطاقة والتنمية الزائفة. هذه الممارسات لا تجلب سوى الوهم، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى خراب البيوت، وضياع الأبناء، والانحراف عن الدين والفطرة السليمة.
احرصوا على حماية أنفسكم وأهلكم من هذه الأفكار، وعودوا دائماً إلى نور القرآن والسنة، فهما الضمان الحقيقي للسعادة والاستقرار النفسي والأسري.
وأخيراً...
إذا كنتَ أو كنتِ قد مررتِ بتجربة مشابهة، لا تترددوا في مشاركة قصتكم لتحذير الآخرين، فالكلمة أمانة، والتوعية مسؤولية جماعية. نسأل الله أن يحفظ أسرنا ومجتمعاتنا من كل فتنة، وأن يثبتنا على الحق، ويجنبنا طرق الضلال.
شاركوا المقال مع من تحبون، فربما تكون سبباً في إنقاذ أسرة أو شخص من الوقوع في هذا الفخ الخطير.
بقلم: فريق نور الحقيقة للتوعية من علوم الطاقة الزائفة
https://www.youtube.com/watch?v=iXwsyMHzeO4