اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع برامج الطاقة والتنمية البشرية: رحلة من الشك إلى اليقين

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من برامج الطاقة والتنمية البشرية في العالم العربي، مثل اليوغا، الأكسس بارز، الشاكرات، التوكيدات، وغيرها من المفاهيم

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من برامج الطاقة والتنمية البشرية في العالم العربي، مثل اليوغا، الأكسس بارز، الشاكرات، التوكيدات، وغيرها من المفاهيم التي تبدو للوهلة الأولى جذابة ومغرية، خاصة لمن يبحثون عن التميز أو تحسين أوضاعهم المادية أو النفسية. لكن خلف هذه الواجهة البراقة، هناك الكثير من التفاصيل التي يجب التوقف عندها، والتفكير فيها بعمق، خصوصًا فيما يتعلق بعلاقتها بالدين والعقيدة.

بداية الطريق: البحث عن التميز والتحسن

بدأت قصتي عندما سمعت عن دورات الأكسس بارز، ولم أجد أي معلومات واضحة عنها في العالم العربي، مما زاد من فضولي. انتقلت إلى مدينة أخرى لأحضر دورة تدريبية، ووجدت نفسي أمام مدربة غريبة الأطوار، تتصرف بشكل غير مريح، وتردد عبارات غير مفهومة. رغم ذلك، استمريت في حضور الدورة، مدفوعة برغبة التميز، وتحسين وضعي المادي والاجتماعي، خاصة أن المدربة كانت تروج لفكرة أن هذه الدورات ستغير حياتك للأفضل.

ممارسات غريبة وشكوك داخلية

خلال الدورة، لاحظت وجود طقوس وحركات غريبة، بعضها مستمد من اليوغا أو الشاكرات، حتى وإن تم تبريرها بأنها مجرد "استطالة" أو تمارين جسدية. لكن الحقيقة أن كل حركة لها دلالة دينية أو طقسية في ثقافات أخرى، ولا يمكن فصلها عن أصلها. كما لاحظت أن المدربين يصرون على إغلاق العقل وعدم التفكير، واتباعهم دون نقاش، وهو أمر يناقض جوهر الإسلام الذي يدعو إلى التفكر والتدبر.

الأثر النفسي والروحي

مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيرات في حياتي: ضعف في الذكر والدعاء، فقدان الخشوع، كثرة التعب والإرهاق، وحتى رؤية خيالات وأمور غير طبيعية. لم أكن أربط هذه الأعراض بممارسات الطاقة في البداية، وكنت أظن أنني مقصرة في حق الله أو أعاني من ذنوب أخرى. لكن بعد فترة من الانقطاع عن هذه الدورات، والرجوع إلى الذكر والدعاء، بدأت أستعيد راحتي النفسية والروحية تدريجيًا.

حقيقة برامج الطاقة: بين الشك واليقين

مع البحث والتعمق، اكتشفت أن كثيرًا من هذه البرامج تقوم على أفكار دخيلة، بعضها مرتبط بالسحر الأسود أو تحضير الجن، وأن ما يسمى بـ"الهجمات الطاقية" بين المدربين ما هو إلا صراع على السيطرة الشيطانية، وليس كما يروج له بأنه طاقة إيجابية أو هالة نورانية. كما أن فكرة "الرسائل الكونية" أو استلام الإشارات من الكون، لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، بل هي مدخل خطير للبدع والشرك.

الجانب المظلم: استغلال مادي ومعنوي

لاحظت أن أغلب من يروج لهذه الدورات يهتم بالربح المادي، وجذب أكبر عدد من المتابعين، دون الاهتمام الحقيقي بمصلحة الناس. كثير من القصص التي تُروى عن التغيير الإيجابي أو الشفاء ما هي إلا مبالغات أو أوهام، بينما الحقيقة أن كثيرًا من المشاركين يعانون من مشاكل نفسية وروحية بعد الانخراط في هذه البرامج.

طقوس خطيرة وابتعاد عن الفطرة

من أخطر ما لاحظته، وجود طقوس جماعية غريبة، مثل ما يسمى "طاقة الوعي الجمعي"، والتي قد تصل إلى ممارسات محرمة شرعًا وأخلاقيًا. كما أن بعض التمارين تتضمن كسر الحياء، أو الوقوف أمام المرآة بدون ملابس، بحجة التحرر من العار، وهي أمور لا يقبلها عقل ولا دين.

العودة إلى الطريق الصحيح

بعد رحلة طويلة من الشك والمعاناة، عدت إلى الله تعالى، وتبت من كل هذه الممارسات. أدركت أن الخير كله في اتباع السنة النبوية، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، وأن كل ما أحتاجه من راحة وسعادة وتوفيق، هو في الذكر والدعاء، والاعتماد على الله وحده، وليس في طقوس غامضة أو برامج مستوردة.

نصيحة لكل باحث عن التغيير

أوجه رسالتي لكل من يفكر في دخول هذه الدورات أو التأثر بها: لا تغتروا بالمظاهر البراقة أو الوعود الكاذبة. ابحثوا عن العلم النافع، وتمسكوا بدينكم، ولا تفتحوا على أنفسكم أبواب الشبهات. فالحلال بيّن والحرام بيّن، وما بينهما مشتبهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.

خلاصة التجربة

  • الطاقة والتنمية البشرية ليست دائمًا كما تبدو، وقد تحمل في طياتها مفاهيم خطيرة على العقيدة.
  • الكثير من المدربين يروجون لأفكار دخيلة بقالب علمي أو نفسي، لكنها في حقيقتها تتعارض مع الدين.
  • الرجوع إلى الله والتمسك بالذكر والدعاء هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية والنجاح في الدنيا والآخرة.
  • احذروا من استغلالكم ماديًا أو معنويًا من قبل مدربين أو برامج غير موثوقة.
  • اسألوا أهل العلم وتحققوا من كل ما يعرض عليكم قبل الانخراط فيه.

أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق، وأن يهدينا لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظنا من كل شر وفتنة.

https://www.youtube.com/watch?v=5JZgbVvSmLI

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك