اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع دورات الطاقة والتنمية البشرية: دروس وعِبر للفتيات

في عالم اليوم، يبحث الكثيرون عن طرق لتحقيق السعادة والراحة النفسية وزيادة الدخل وتحسين جودة الحياة. من بين هذه الطرق، انتشرت في السنوات الأخيرة دورات

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالم اليوم، يبحث الكثيرون عن طرق لتحقيق السعادة والراحة النفسية وزيادة الدخل وتحسين جودة الحياة. من بين هذه الطرق، انتشرت في السنوات الأخيرة دورات الطاقة والتنمية البشرية التي تعد المتدربين بتحقيق التوازن النفسي والثراء المادي، لكنها في كثير من الأحيان تحمل في طياتها تجارب سلبية، بل وخطيرة أحيانًا. في هذا المقال، أنقل لكم تجربتي الشخصية مع هذه الدورات، وأشارككم الدروس التي تعلمتها والنصائح التي أوجهها لكل من تفكر في خوض هذا الطريق.

بداية القصة: الفراغ والفضول

دخلت عالم دورات الطاقة بدافع الفضول والفراغ. لم يكن لدي هدف محدد، فقط رغبة في تجربة شيء جديد. بدأت أولى الدورات تحت عنوان "تنظيف الشاكرات" باستخدام ماء وملح الهيمالايا والقهوة، واتباع تعليمات غريبة مثل الكتابة بقلم أحمر وترديد توكيدات يومية أمام المرآة. في البداية، شعرت بالحماس، خاصة مع وعود المدربة بأن هذه الخطوات ستغير حياتي للأفضل.

التأملات الجماعية والطقوس الغريبة

من الأمور التي لفتت انتباهي في هذه الدورات هو التركيز على التأملات الجماعية، حيث كان يُطلب منا تخيل أنفسنا في الحرم المكي وأمام الكعبة، وتخيل هالة من الطاقة تحيط بنا. كانت هذه التأملات مرتبطة بأوقات محددة مثل بعد صلاة الفجر أو العصر، وكان يُطلب منا ألا نتأمل بمفردنا بل ضمن مجموعة في تطبيقات مثل واتساب.

وعود الثراء والخيبة

بعد فترة، التحقت بدورة أخرى بعنوان "دورة الوفرة" التي وعدت بجلب المال وتحقيق الثراء. كان المطلوب تخيل شجرة واختيار العملة التي أريدها، ثم تخيل أنني أعيش الثراء بالفعل. لكن النتيجة كانت أنني دفعت أموالاً ولم أحصل على أي مقابل حقيقي، بل خسرت مالي ووقتي في أوهام لا أساس لها.

آثار نفسية واجتماعية سلبية

من أغرب ما مررت به هو تعليمات المدربة بكتابة التوكيدات 114 مرة يوميًا، وكتابة قصة حياتي منذ الطفولة، مع استحضار كل المواقف السلبية التي مررت بها. كان الهدف المعلن هو "تنظيف الهالة" و"التصالح مع الماضي"، لكن النتيجة كانت عكسية تمامًا: عادت إلى حياتي أشخاص كنت قد ابتعدت عنهم، وبدأت أشعر بمشاعر سلبية تجاه أسرتي، حتى أن بعض الفتيات وصل بهن الأمر إلى الوساوس وأفكار عدوانية تجاه أمهاتهن بسبب أفكار المدربات حول "حياة سابقة" أو "صدمات الطفولة".

العودة للطريق الصحيح

استمرت تجربتي مع هذه الدورات قرابة سنة، لكن الحمد لله أنني عدت للطريق الصحيح. أدركت أن الراحة النفسية الحقيقية تكمن في الصلاة وقراءة القرآن واللجوء إلى الله بالدعاء، وليس في طقوس غريبة أو توكيدات وهمية. كما أنني تعلمت أن كل إنسان يمر بمواقف صعبة في طفولته، وهذا أمر طبيعي، ولا داعي للغرق في الماضي أو تحميل الأهل مسؤولية كل ما يحدث لنا.

نصيحتي للفتيات: احذرن من هذه الدورات

رسالتي لكل فتاة تفكر في دخول عالم دورات الطاقة والتنمية البشرية: احذري! كثير من هذه الدورات ليست سوى وسيلة لسلب أموالك واستغلال حاجتك للراحة النفسية أو الثراء. لا تصدقي من يدّعي أن السعادة أو النجاح يأتيان من طقوس غريبة أو تأملات جماعية أو كتابة التوكيدات مئات المرات. السعادة الحقيقية في القرب من الله، والرضا بما قسمه الله لنا، والاجتهاد في العمل والدعاء.

ختامًا

تجربتي هذه ليست حالة فردية، بل هناك الكثير من الفتيات وقعن في نفس الفخ. بعض المدربات قد يكون لديهن جهل حقيقي بما يفعلن، والبعض الآخر يستغل حاجات الناس للمال والشهرة. لذلك، كوني واعية، ولا تنجري وراء كل جديد أو مغرٍ. عودي إلى القرآن والصلاة، واطلبي من الله الهداية والراحة، فهو أقرب إليك من والديك.

أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق، وأن يبعد عنا طرق الضلال، وأن يرزقنا السكينة والطمأنينة في قلوبنا.

https://www.youtube.com/watch?v=6E-FlJp1K04

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك