اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع دورات الطاقة والتنمية الذاتية: دروس وعبر

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي تطوير الذات وزيادة الوعي وتحقيق السعادة والنجاح من خلال مفاهيم مثل الطاقة، التوكيدات،

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي تطوير الذات وزيادة الوعي وتحقيق السعادة والنجاح من خلال مفاهيم مثل الطاقة، التوكيدات، علم الأرقام، وغيرها من الأساليب غير التقليدية. كثير من الناس انجذبوا لهذه المجالات بحثًا عن حلول لمشاكلهم أو طموحًا لحياة أفضل. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه الدورات، وأهم الدروس والعبر التي خرجت بها، لعلّها تكون مفيدة لكل من يفكر في خوض هذا الطريق.

البداية: بحث عن الأمل وسط الصعوبات

مررت بفترة صعبة من حياتي، شعرت خلالها بالحاجة الماسّة لأي قشة أتمسك بها للخروج من أزمتي. بدأت أبحث عن حلول في كل مكان، ووجدت أمامي العديد من الدورات التي تتحدث عن الطاقة والتنمية الذاتية. لم أتعمق كثيرًا في البداية، لكنني مع مرور الوقت بدأت أنجذب أكثر لهذه الدورات، خاصة مع كثرة من يروجون لها ويعدون بنتائج مذهلة.

الاستثمار في الدورات: خسارة المال والوقت

خلال خمس أو ست سنوات، أنفقت مبالغ كبيرة على حضور الدورات، بعضها كان يكلف ألف أو ألفي ريال للدورة الواحدة. لم تكن هذه الدورات رخيصة، وكنت أضحي بوقتي وجهدي وحتى علاقاتي من أجل البحث عن معلومة أو سر قد يغير حياتي. للأسف، اكتشفت أن معظم ما كنت أبحث عنه كان سرابًا، ولم أجد تلك النتائج الموعودة. شعرت بأنني أضعت الكثير من الوقت والمال دون فائدة حقيقية.

لحظة التحول: العودة للطريق الصحيح

في إحدى المرات، كنت على وشك التسجيل في دورة جديدة، لكنني قررت أن أستخير الله وأدعو أن يوجهني للخير. فجأة، ظهر لي فيديو يتحدث عن مخاطر هذه الدورات ومخالفتها للتعاليم الدينية. رغم أنني كنت أرفض الاستماع لمثل هذه التحذيرات سابقًا، إلا أنني هذه المرة شعرت باهتمام غريب دفعني لسماع الفيديو حتى النهاية. بعدها، اتخذت قرارًا بالتوقف عن حضور هذه الدورات والعودة للتمسك بتعاليم ديني.

أنواع الدورات التي حضرتها

شاركت في دورات متنوعة، مثل دورات الطاقة، التوكيدات، جداول التخيل، وحتى بعض الأفكار المتعلقة بعلم الأرقام مثل كتابة أرقام معينة على اليد لجذب المال. كما كان هناك تركيز كبير على ما يسمى "رفع الوعي" وتحقيق السلام النفسي من خلال وسائل غير مثبتة علميًا أو شرعيًا.

النتائج النفسية والاجتماعية

بعد تركي لهذه الدورات، لاحظت تحسنًا كبيرًا في حياتي. نومي أصبح أفضل، نفسيتي أكثر استقرارًا، علاقاتي الاجتماعية عادت لطبيعتها، ووجدت راحتي الحقيقية في التقرب من الله والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية. أدركت أن البركة الحقيقية تأتي من الالتزام بتعاليم الدين، وليس من ممارسات مشبوهة أو غير مثبتة.

نصائح مهمة للراغبين في تطوير الذات

  • تحقق من مصادر المعرفة: لا تنجرف وراء أي دورة أو برنامج دون التأكد من مصداقيته وموافقته للشريعة الإسلامية.
  • اعتمد على القرآن والسنة: كل خير وبركة في حياتنا مصدره القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، فلا تبحث عن حلول خارج هذا الإطار.
  • احذر من الشبهات: كثير من هذه الدورات تروج لأفكار غير مثبتة أو حتى مخالفة للدين، فكن حذرًا ولا تدخل في أمور مشبوهة.
  • استشر أهل العلم: إذا راودك الشك في أي ممارسة أو فكرة، استشر العلماء واطلب النصيحة من أهل الخبرة.
  • لا تهمل صحتك النفسية والاجتماعية: تطوير الذات الحقيقي يبدأ من الاهتمام بالنفس، العلاقات، والصحة النفسية والجسدية، وليس من خلال وعود زائفة.

خلاصة التجربة

أحمد الله أن هداني للطريق الصحيح بعد سنوات من التيه والبحث عن حلول سريعة. تعلمت أن العودة للقرآن والسنة، والابتعاد عن الشبهات، هو الطريق الأمثل للراحة النفسية والنجاح الحقيقي. أنصح كل من يبحث عن تطوير ذاته أن يبدأ من الداخل، وأن يثق بأن الله سبحانه وتعالى هو الموفق والهادي، وأن البركة الحقيقية في اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ختامًا، أرجو أن تكون تجربتي عبرة لكل من يفكر في دخول هذه المجالات، وأدعو الله أن يحفظكم ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح.

https://www.youtube.com/watch?v=zbXdc4O28aw

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك