اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع دورات الطاقة والتنمية الذاتية: رحلة من الانبهار إلى الوعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات الطاقة والتنمية الذاتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح الكثيرون يتابعون المدربين والمدربات في هذا المجا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات الطاقة والتنمية الذاتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح الكثيرون يتابعون المدربين والمدربات في هذا المجال، بحثًا عن التغيير والتحسين الذاتي والسعادة الداخلية. أشارككم هنا تجربتي الشخصية مع هذه الدورات، وما تعلمته منها، وكيف تغيرت نظرتي للأمور بعد عدة سنوات من الانخراط فيها.

بداية الرحلة: الفضول والانبهار

بدأت رحلتي منذ حوالي خمس سنوات. كنت أتابع البثوث المجانية والمدفوعة على منصات مثل إنستغرام، أتنقل من بث لآخر، أبحث عن إجابات لأسئلتي، وأحاول إيجاد حلول لمشاكلي. دخلت في دورات مع مدربات من مختلف الجنسيات، بعضها كان مكلفًا جدًا، وكنت أخصص وقتًا كبيرًا لمتابعة هذه الدورات حتى أصبحت جزءًا من روتيني اليومي.

تجارب غريبة وأعراض جسدية

خلال إحدى جلسات التأمل مع مدربة بحرينية، شعرت بأعراض غريبة في جسدي، كأن شيئًا يسري في ظهري، ولم أستطع الحركة أو حتى فتح عيني. بعد هذه الجلسة، أصبت بآلام شديدة في رقبتي استمرت شهرين، زرت خلالها العديد من الأطباء والمستشفيات دون جدوى. عندما أخبرت المدربة، نفت أن يكون التأمل هو السبب، لكنني كنت أشعر أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث لي.

الالتزام الديني والشعور بالتناقض

رغم أنني كنت محافظة على صلاتي وقراءتي للقرآن، إلا أنني وجدت نفسي أطبق تعليمات المدربات بحذافيرها. كنت أغلق على نفسي الغرفة لأتأمل، وأحرص على تنفيذ كل ما يطلبونه مني، حتى وإن كان يتعارض مع بعض مبادئي الدينية أو الاجتماعية. أحيانًا كنت أقرأ القرآن وأحاول تفسيره بطريقة توافق ما تعلمته في الدورات، وهو أمر شعرت لاحقًا بأنه غير صحيح.

تأثير الدورات على العلاقات الأسرية

من الأمور التي لاحظتها أن بعض التمارين أو "النيات" التي كنا نضعها كل شهر، كانت تؤثر بشكل سلبي على علاقاتي الأسرية. أذكر أنني وضعت نية لتحسين علاقتي مع والدي، لكن حدث العكس تمامًا، وحدثت بيننا مشكلات لم تحدث من قبل. بدأت أشعر أن هناك شيئًا خاطئًا في هذه الممارسات.

الصحوة والعودة للوعي

مع مرور الوقت، بدأت أشعر بالضيق وعدم الراحة، وبدأت أطرح على نفسي أسئلة كثيرة: هل فعلاً حققت شيئًا من هذه الدورات؟ هل تغيرت حياتي للأفضل؟ وجدت أن الإجابة كانت غالبًا "لا". لم تتحقق الأمنيات التي كنت أكتبها في كل بداية سنة، ولم أجد السعادة الحقيقية التي كنت أبحث عنها.

في لحظة ما، صادفت أحد الأشخاص الذين كانوا يحذرون من هذه الدورات، وبدأت أتابعه وأقارن بين ما يقوله وما تعلمته. شيئًا فشيئًا، بدأت أبتعد عن هذه الدورات والمدربات، ولم أعد أستطيع حتى الاستماع إليهم أو متابعة حساباتهم. شعرت أنني ارتكبت خطأ كبيرًا، لكنني في الوقت نفسه كنت ممتنة أنني استيقظت من هذا الوهم.

الدروس المستفادة ونصائح للآخرين

من خلال تجربتي، تعلمت عدة دروس مهمة:

  • الوعي الديني أساس مهم: مهما بدا لك بعض العلوم أو الدورات جذابة، يجب أن يكون لديك أساس ديني قوي يحميك من الانجراف وراء أفكار قد تكون مضللة.
  • لا تصدق كل ما يقال لك: ليس كل من يدعي المعرفة أو القدرة على تغيير حياتك صادقًا أو مؤهلاً لذلك.
  • التأمل والتمارين ليست دائمًا آمنة: بعض الممارسات قد تؤثر على صحتك النفسية أو الجسدية، ويجب الحذر منها.
  • العلاقات الأسرية أولى من أي دورة: إذا لاحظت أن ما تتعلمه يؤثر سلبًا على علاقتك بأهلك أو أصدقائك، فراجع نفسك فورًا.
  • لا تنشر ما لم تتأكد منه: كنت في السابق أروج لهذه الدورات وأدعو الآخرين لها، لكنني الآن أدركت أنني كنت مخطئة، وأحاول تصحيح ذلك بنشر التوعية.

كيف تتعامل إذا كنت في نفس الموقف؟

إذا كنت قد مررت بتجربة مشابهة، أو لازلت منخرطًا في مثل هذه الدورات، أنصحك بالتالي:

  • راجع قناعاتك وتأكد من مصادر العلم التي تتبعها.
  • استشر أهل العلم والدين إذا شعرت بأي شك أو حيرة.
  • لا تتردد في التراجع عن أي طريق تشعر أنه خاطئ، فالتوبة والعودة للحق أفضل من الاستمرار في الخطأ.
  • شارك تجربتك مع الآخرين حتى يستفيدوا ويأخذوا الحذر.

خاتمة

رحلتي مع دورات الطاقة والتنمية الذاتية كانت مليئة بالتجارب والدروس. ربما كنت أبحث عن السعادة والراحة، لكنني أدركت أخيرًا أن السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله، والرضا بما قسمه لنا، والثقة بأن كل ما نحتاجه موجود في ديننا وقيمنا الأصيلة. إذا كنت قد وقعت في نفس الفخ، تذكر أن العودة ممكنة، وأن الوعي هو أول خطوة نحو التغيير.

ملاحظة: هذه التجربة شخصية، والغرض منها نشر التوعية وليس الإساءة لأي شخص أو جهة. إذا كان لديك تجربة مشابهة، شاركنا بها ليستفيد الجميع.

https://www.youtube.com/watch?v=bqK53jheqb0

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك