تجربتي مع جلسات الطاقة: بين الحقيقة والوهم
في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العديد من الدورات والجلسات التي تدّعي القدرة على تحسين الحالة النفسية والصحية من خلال ما يُسمى بـ"العلاج بالطا
في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العديد من الدورات والجلسات التي تدّعي القدرة على تحسين الحالة النفسية والصحية من خلال ما يُسمى بـ"العلاج بالطاقة". قد يكون الفضول أو الحاجة للخروج من ضغوط الحياة سببًا في دفع البعض لخوض هذه التجارب، لكن من المهم أن نعرف حقيقة هذه الممارسات، ونفهم ما قد يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية.
بداية القصة: بحث عن الراحة النفسية
بدأت قصتي عندما كنت أمر بفترة عصيبة مليئة بالمشاكل والضغوطات، خاصة في علاقتي الزوجية. في تلك الفترة، نصحتني إحدى قريباتي - والتي سبق أن حضرت دورات عن الطاقة خارج المملكة - بتجربة جلسة طاقة لديها في منزلها بالرياض. لم أكن أملك أي خلفية عن هذا النوع من الجلسات، لكنني قررت خوض التجربة بدافع الفضول والرغبة في التغيير.
تفاصيل الجلسة: طقوس غريبة ورموز مجهولة
في اليوم المحدد، طلبت منا قريبتي الحضور قبل الساعة الثانية عشرة ليلاً، وأكدت أن التوقيت مهم جدًا. عند وصولنا، أعدّت أجواء خاصة: أضاءت الشموع، شغّلت موسيقى هادئة، وطلبت منا إغلاق أعيننا وعدم التفكير في أي شيء. أرشدتنا لتخيل أنفسنا ننزل إلى قبو مظلم، وبدأت تروي لنا قصصًا عن أشخاص أذونا، وتطلب منا التعبير عن مشاعرنا حتى لو بالزعيق والصراخ.
بعد انتهاء الجلسة، وزّعت علينا رموزًا غريبة على شكل سلاسل وكروت ذهبية مرسوم عليها رموز فرعونية، وطلبت منا تعليقها على صدورنا أو وضعها عند مدخل المنزل، مع أداء بعض الطقوس اليومية مثل خبط الكرت الذهبي بعدد معين من المرات. في البداية، شعرت براحة نفسية مؤقتة، لكن سرعان ما بدأت أشعر بالريبة تجاه هذه الممارسات، خاصة مع تكرار الطقوس الغريبة.
تطور الأحداث: من جلسة طاقة إلى عالم الشعوذة
مع مرور الوقت، استمرت أختي في حضور الجلسات وتعرفت على شخص آخر له علاقة بنفس المجال. تطورت علاقتها به حتى تزوجا، لكن بعد الزواج بدأت تظهر أمور غريبة في حياتها؛ شعرت بوجود أنفاس غريبة في المنزل، وبدأ زوجها يتصرف بشكل غير طبيعي. اكتشفت أختي شنطة تحتوي على أغراض غريبة، مثل ملابس وأشياء شخصية لأشخاص مجهولين، وحتى رجل غنم! تبين لاحقًا أن هذا الشخص كان يمارس السحر والشعوذة، وأنه استغل جلسات الطاقة لجمع "آثار" من الحضور واستخدامها في أعماله.
الأحلام والتحذيرات: إشارات غامضة
خلال هذه الفترة، بدأت تراودني أحلام غريبة تحذرني من أشياء ستحدث. في أحد الأحلام، رأيت قطة تتبول على أختي، وظهرت ملامح المرأة التي أجرت لنا جلسة الطاقة على وجه القطة. لم أفهم معنى الحلم حينها، لكن بعد فترة قصيرة توفي أخي، وازدادت المشاكل في العائلة. بدأت أختي تعاني من أعراض نفسية وجسدية غريبة، وبدأت تتردد على الرقاة الشرعيين للعلاج.
الدروس المستفادة: الحذر واجب
من خلال هذه التجربة، أدركت أن بعض الممارسات التي تبدو بريئة أو "روحانية" قد تكون في حقيقتها مرتبطة بالشعوذة والسحر. كثير من هذه الجلسات تعتمد على طقوس غامضة ورموز غير مفهومة، وقد يتم استغلال الحضور لجمع "آثار" شخصية تُستخدم في أعمال غير شرعية. كما أن الاعتماد على هذه الجلسات قد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة.
نصائح مهمة للقراء
- تحرّوا عن مصدر أي جلسة أو دورة قبل المشاركة فيها. تأكدوا من أن مقدم الخدمة يحمل شهادات معترف بها ويمارس طرق علاجية مثبتة علميًا.
- احذروا من الطقوس والرموز الغريبة. أي ممارسة تتطلب استخدام رموز مجهولة أو أداء طقوس غير مفهومة يجب أن تثير الشك.
- استشيروا المختصين. في حال الشعور بضيق نفسي أو مشاكل حياتية، يُفضل مراجعة أخصائي نفسي أو اجتماعي معتمد.
- تسلحوا بالرقية الشرعية والأذكار. التحصين بالقرآن والأدعية المأثورة من أهم وسائل الوقاية من أي أذى روحي أو نفسي.
- لا تترددوا في الإبلاغ عن أي ممارسة مشبوهة. السحر والشعوذة جريمة يعاقب عليها القانون، ومن المهم حماية أنفسنا ومجتمعنا من هذه الآفات.
خاتمة
قد نبحث جميعًا عن الراحة النفسية والتغيير الإيجابي في حياتنا، لكن علينا أن نكون واعين وحذرين من الانجراف وراء ممارسات غير واضحة أو مشبوهة. تجربتي كانت درسًا قاسيًا، وأتمنى أن يستفيد منها الجميع في التمييز بين العلاج الحقيقي والدجل والشعوذة. سلامتكم وسلامة عائلاتكم أمانة، فكونوا على وعي دائمًا، ولا تترددوا في طلب المساعدة من المختصين عند الحاجة.
https://www.youtube.com/watch?v=aDYGVt_a7wE