تجربتي مع جلسات الوقوف العائلي: تحذير من تجربة خطيرة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من تقنيات العلاج بالطاقة والتنمية الذاتية، من بينها ما يُعرف بـ "الوقوف العائلي" أو "الكونستيليشن". يروج ممارسو هذه

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
5 دقائق
0

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من تقنيات العلاج بالطاقة والتنمية الذاتية، من بينها ما يُعرف بـ "الوقوف العائلي" أو "الكونستيليشن". يروج ممارسو هذه الجلسات لفكرة أن مشاكلنا الحالية في العلاقات أو العمل أو حتى الصحة، قد تكون مرتبطة بما يُسمى "كارما الأجداد"، وأنه يمكن حلها من خلال تقنيات معينة خلال جلسة جماعية. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع الوقوف العائلي، وأوضح المخاطر التي واجهتها، وأوجه رسالة تحذيرية لكل من يفكر في خوض هذه التجربة دون وعي كامل.

ما هو الوقوف العائلي؟

الوقوف العائلي هو نوع من الجلسات الجماعية، يُقال فيها إن المشاركين يمثلون أفراد عائلة الشخص الذي يعاني من مشكلة ما. خلال الجلسة، يطلب الميسر من بعض المتطوعين الوقوف في أماكن معينة، وأداء حركات أو ترديد عبارات، بهدف "حل" العقد النفسية أو الطاقية المتوارثة. يروج القائمون على هذه الجلسات لفكرة أن مشاكلنا العائلية أو العاطفية أو حتى المالية، قد تكون بسبب "كارما" أو طاقة سلبية انتقلت إلينا من الأجداد، وأنهم قادرون على تحريرنا منها.

كيف دخلت هذا المجال؟

كنت أبحث عن حلول لمشاكل شخصية وعائلية، وسمعت كثيراً عن الوقوف العائلي من أشخاص يبدون مقتنعين بفعاليته. قيل لي إن هذه الجلسات تساعد على التحرر من المشاعر السلبية، وتحسين العلاقات، وحتى جلب البركة والنجاح في الحياة. في البداية، شاركت كمتطوعة في إحدى الجلسات، ثم لاحقاً كـ"كلاينت" أو مستفيدة رئيسية.

تفاصيل تجربتي في الجلسة

خلال الجلسة، بدأ الميسر بتوجيهنا إلى التأمل، ثم طلب من كل واحد منا الوقوف وأداء حركات معينة على الرأس أو الصدر أو الظهر، مع ترديد كلمات غير مفهومة أو تمتمات. فجأة، بدأت أشعر بمشاعر غريبة لم أكن أفهمها: حزن عميق، رغبة بالبكاء، ألم داخلي غير مبرر. بكيت بكاءً شديداً دون أن أعرف السبب، وشعرت وكأنني فقدت السيطرة على نفسي.

بعد انتهاء الجلسة، استمر معي هذا الشعور بالحزن والبكاء ليومين كاملين، وصرت أعاني من كوابيس. عندما تواصلت مع الميسر، نصحني بغسل رأسي بملح معين وتخيل عمود من النور ينزل عليّ، مع ترديد بعض العبارات. شعرت بتحسن طفيف، لكن بقيت حالتي النفسية سيئة.

الأثر النفسي والعملي بعد الجلسة

بدلاً من أن تتحسن حياتي كما وُعدت، بدأت الأمور تتدهور بشكل غير مسبوق. تدهورت علاقاتي العائلية، فقدت عملي، تعطلت مشاريعي، حتى سيارتي تعطلت ولم أعد قادرة على الحركة. صرت أشعر بأنني أعيش في حياة مختلفة تماماً، وكل شيء يسير نحو الأسوأ. الأهم من ذلك، أنني دخلت في حالة نفسية سيئة جداً، وصلت لمرحلة التفكير في الانتحار، وفقدت الرغبة في الحياة.

عندما حاولت التواصل مع الميسر وشرحت له ما حدث، ألقى اللوم عليّ، وقال إن المشكلة في "وعي الضحية" لديّ، وأنه لا يتحمل أي مسؤولية. شعرت حينها أنني تعرضت للخداع، وأنني لجأت إلى شخص غير مؤهل، بل وربما مارس عليّ نوعاً من الشعوذة.

تحذير من خطورة هذه التجارب

من خلال تجربتي، أود أن أوجه رسالة واضحة: لا تدخلوا في تجارب مثل الوقوف العائلي أو غيرها من تقنيات الطاقة والوعي دون وعي كامل أو بحث دقيق. كثير من الممارسين يروجون لأفكار غير مثبتة علمياً، ويستخدمون أساليب قد تكون خطيرة نفسياً وروحياً. بعضهم يمارس طقوساً غريبة، ويستخدم تمتمات أو رموزاً غير مفهومة قد تكون أقرب إلى السحر أو الشعوذة منها إلى العلاج النفسي.

الأخطر من ذلك، أن بعض الميسرين يلجؤون إلى التهديد أو التخويف إذا حاولت مشاركة تجربتك أو التحذير منها، ويزعمون أن بإمكانهم "لعنك" أو إيذاءك روحياً، ما يدل على مدى خطورة هذه الجماعات.

نصيحتي لمن يبحث عن المساعدة

  • ابحث عن العلاج النفسي المعتمد: إذا كنت تعاني من مشاكل نفسية أو عائلية، توجه إلى مختصين معتمدين في الطب النفسي أو العلاج السلوكي.
  • لا تثق بأي شخص يدّعي امتلاك قدرات خارقة أو حلول سحرية: الحلول السريعة والوعود الكبيرة غالباً ما تكون خداعاً.
  • احذر من أي جلسة تتضمن طقوساً غريبة أو تمتمات غير مفهومة: هذه قد تكون شعوذة أو سحراً مقنعاً.
  • لا تضع ثقتك أو أملك إلا بالله: الإيمان بأن الحل بيد الله وحده، واللجوء إليه بالدعاء والصلاة، هو الطريق الآمن.
  • شارك تجربتك: إذا مررت بتجربة مشابهة، لا تتردد في التحذير منها، فقد تنقذ غيرك من الوقوع في نفس الفخ.

الخلاصة

تجربتي مع الوقوف العائلي كانت مؤلمة، وأثرت على حياتي بشكل سلبي جداً. أشاركها اليوم ليس بهدف الهجوم على أحد، بل لتحذير من قد ينجرف وراء هذه التقنيات دون وعي أو بحث. قد تبدو الوعود مغرية، لكن النتائج قد تكون عكسية وخطيرة. تذكروا دائماً أن الحلول الحقيقية تأتي من الله أولاً، ومن العلم الصحيح ثانياً، وأن الطريق المختصر قد يكون أحياناً الطريق إلى الهاوية.

احموا أنفسكم وأحبابكم من الوقوع في مثل هذه التجارب، وكونوا دائماً على وعي ويقظة.

إذا كان لديك تجربة مشابهة أو رأي في هذا الموضوع، شاركنا في التعليقات ليستفيد الجميع.

https://www.youtube.com/watch?v=d3ghn-Y9lAs

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك