اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع العلاج بالطاقة وتطوير الذات: رحلة أم مع الألم والأمل

في عالمنا اليوم، يواجه الكثير من الأسر تحديات كبيرة في التعامل مع الأمراض المزمنة أو الحالات الخاصة مثل اضطراب التوحد. وفي ظل محدودية المعرفة أو قلة ا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالمنا اليوم، يواجه الكثير من الأسر تحديات كبيرة في التعامل مع الأمراض المزمنة أو الحالات الخاصة مثل اضطراب التوحد. وفي ظل محدودية المعرفة أو قلة الدعم المتخصص، قد يجد البعض أنفسهم يلجؤون إلى طرق علاجية غير تقليدية، مثل العلاج بالطاقة أو بعض ممارسات "تطوير الذات"، بحثًا عن الأمل أو التغيير. في هذا المقال، أشارككم تجربة واقعية مؤثرة لأم مرت برحلة طويلة من الألم، البحث، والتيه، حتى وجدت طريقها الحقيقي.

بداية القصة: من البيت تبدأ الحكاية

تقول صاحبة التجربة: "لم أكن أعلم أنني سأكون من ضحايا هذه التجارب. المشكلة بدأت في بيتي، مع أطفالي وعائلتي. كنت أظن أنني أصلح الأمور، لكنني جلبت المتاعب دون أن أدري."

بدأت القصة عندما لاحظت الأم أن ابنتها تعاني من سلوكيات غير معتادة، فبدأت تبحث عن حلول. في منطقتها، لم يكن هناك وعي كافٍ حول اضطراب التوحد، فاضطرت للبحث بنفسها عن معلمات تخاطب وأخصائيات، حتى وصلت إلى من تدّعي العلاج بالطاقة.

العلاج بالطاقة: أمل زائف

تصف الأم كيف بدأت رحلتها مع مدربة طاقة في أحد الأندية. كانت المدربة تستخدم بخاخات ذات روائح غريبة، وتقوم بحركات دائرية حول جسم الطفلة، ثم بدأت في استخدام الأحجار. كانت تدّعي أنها "تسحب الطاقة السلبية" من الأطفال.

في البداية، كانت الأم تظن أن هذه الخطوات قد تساعد ابنتها، لكنها لاحظت أن الأمور لم تتحسن، بل ازدادت تعقيدًا. ومع الوقت، بدأت تظهر أعراض غريبة على ابنها الآخر أيضًا، مثل البكاء المستمر والسلوكيات غير المفهومة.

البحث عن الحلول: بين الرقية والشعوذة

مع استمرار معاناة العائلة، لجأت الأم إلى بعض الرقاة، لكن بعضهم استخدم طرقًا غريبة، مثل دهن الجسم بزيوت معينة بعد تعريضها للشمس لعدة أيام. بدلاً من التحسن، ازدادت حالتها سوءًا، وشعرت بآلام جسدية ونفسية شديدة.

تقول: "كلما جربت علاجًا غير تقليدي، كان تأثيره سلبيًا عليّ وعلى أسرتي. بدأت أعاني من اكتئاب شديد، حتى وصلت إلى ميول انتحارية."

تأثير الممارسات الخاطئة على الصحة النفسية

تؤكد صاحبة التجربة أن لجوءها لممارسات تطوير الذات غير المنضبطة، وقراءة كتب غير موثوقة، لم يزدها إلا حزنًا وقلقًا. وجدت نفسها تائهة بين الأفكار السلبية، وتراكمت عليها الضغوط النفسية حتى فقدت القدرة على الاستمتاع بحياتها أو رعاية أطفالها بشكل طبيعي.

تقول: "كنت أبحث عن أي حبل أتشبث به، حتى لو كان وهميًا. وبدلاً من أن أتعافى، كنت أغرق أكثر."

العودة إلى الطريق الصحيح: الإيمان والعلم

بعد سنوات من المعاناة، بدأت الأم تدرك أن الحلول الحقيقية تكمن في الجمع بين الأخذ بالأسباب العلمية (كالطب النفسي والعلاج السلوكي) واللجوء إلى الله بالدعاء والعبادة. تقول: "عندما بدأت أقرأ القرآن، وأركز على الرقية الشرعية بنفسي، شعرت بتحسن حقيقي. لم يعد بيتي مظلمًا كما كان، بل عاد إليه النور والسكينة."

وتنصح الأم كل من يمر بتجربة مشابهة: "لا تلجأوا إلى مدربي الطاقة أو الدورات المجهولة أو ممارسات الشعوذة. الحل في الطب والعلم والدين، وليس في أوهام لا أساس لها."

نصائح مهمة من الحوار

خلال النقاش مع مختصين، تم التأكيد على عدة قواعد مهمة:

  • الاعتماد على الأسباب المادية: عند مواجهة أي مشكلة صحية أو نفسية، يجب أولًا التوجه للأطباء والمتخصصين، وعدم إهمال العلاج العلمي.
  • عدم التشخيص الذاتي للأمور الغيبية: لا يجوز أن نشخص أي حالة بأنها "سحر" أو "مس" أو "عين" دون دليل واضح، فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله.
  • الرقية الشرعية مسؤولية شخصية: الأصل أن الإنسان يقرأ على نفسه، ويتضرع إلى الله بنفسه، ولا يجعل غيره يقوم بذلك عنه إلا للضرورة.
  • الابتلاء جزء من الحياة: يجب أن نؤمن أن الابتلاءات جزء من الحياة، وأن الصبر والاحتساب هما الطريق لتجاوزها.
  • الحذر من مدربي الطاقة وتطوير الذات غير الموثوقين: كثير من هذه الممارسات تضر أكثر مما تنفع، وقد تؤدي إلى التعلق بأوهام أو حتى الوقوع في الشرك أو الشعوذة.

رسالة أمل

تختم صاحبة التجربة رسالتها: "أردت أن أشارككم قصتي حتى لا تقع أم أخرى أو أي إنسان في نفس التيه الذي عشته. الحلول الحقيقية موجودة، فقط ابحثوا عنها في المكان الصحيح: عند أهل العلم، والأطباء، وفي كتاب الله وسنة نبيه. لا تجعلوا الألم يدفعكم إلى طرق مظلمة، فالنور أقرب مما تتخيلون."

الخلاصة:

هذه التجربة تلخص معاناة كثير من الأسر التي تبحث عن علاج لأبنائها في أماكن خاطئة، فتقع ضحية لممارسات غير علمية أو حتى خطيرة. الحل يبدأ بالوعي، والاستعانة بالله، ثم بالأسباب العلمية الصحيحة. إذا كنت تمر بتحديات مشابهة، تذكر أن الأمل موجود، وأن الطريق الصحيح يبدأ بخطوة نحو العلم والإيمان.

هل مررت بتجربة مشابهة؟ شاركنا رأيك أو قصتك في التعليقات ليستفيد الجميع.

https://www.youtube.com/watch?v=yB3ANiEPGsk

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك