اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع البرامج الدينية المشكوك فيها: دروس وعبر

في عصرنا الحالي، أصبح الوصول إلى المعلومات الدينية أسهل من أي وقت مضى، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة مثل تيليجرام وواتساب. لكن للأسف،

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في عصرنا الحالي، أصبح الوصول إلى المعلومات الدينية أسهل من أي وقت مضى، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة مثل تيليجرام وواتساب. لكن للأسف، هذا الانفتاح الكبير جعل البعض يقع ضحية لمعلومات مغلوطة أو أفكار مشوشة قد تضر بالإيمان أكثر مما تنفعه. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع أحد البرامج الدينية التي أثرت سلباً على علاقتي بالدين، وكيف استطعت تجاوز هذه الأزمة.

البداية: البحث عن الإيمان الأعمق

كنت دائمًا حريصة على التقرب إلى الله، واعتدت على الاستغفار بشكل منتظم. ومع الوقت، رغبت في تعميق علاقتي بالله وزيادة استغفاري، فبدأت أبحث عن مصادر جديدة تلهمني وتعلمني طرقًا مختلفة للعبادة. هنا، صادفت شخصًا لديه قناة على تيليجرام، يقدم بثوثًا مباشرة وبرامج دينية، وبدت عليه الثقة في حديثه عن الله وحسن الظن به.

الصدمة الأولى: التشكيك في الاستغفار التقليدي

في أحد البثوث، تناول موضوع الاستغفار، لكنه قدمه بطريقة غريبة لم أسمع بها من قبل. كان يقول إن الاستغفار بالطريقة المعتادة (كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم) مجرد ترديد بلا معنى، وأن الاستغفار الحقيقي هو أن تتخيل طاقة المغفرة تنزل من السماء وتغسل هالتك، وتتركز على الأعضاء التي أخطأت بها. في البداية لم أقتنع، لكن مع الوقت بدأت أشعر أن الاستغفار التقليدي لم يعد يمنحني نفس الراحة، وبدأ الشك يتسلل إلى قلبي.

الانزلاق نحو الشكوك الدينية

استمررت في متابعة هذا الشخص، خصوصًا في شهر رمضان، حيث قدم برنامجًا بعنوان "روائع يوم القيامة". كان البرنامج مليئًا بالأفكار التي تشكك في أصول الدين، وتطعن في السنة النبوية، وتهاجم العلماء والموروث الديني. وصل الأمر إلى حد الزعم بأن جمع الحديث النبوي كان محظورًا في البداية، وأن من يؤمنون بالأحاديث السنية كفار، وأن الإمام البخاري كان حاقدًا على العرب!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأ يروج لفكرة أن الحجاب هو حجاب القلب فقط، وليس حجاب الرأس أو الجسد، وأن كل مسلم يجب أن يفسر القرآن بنفسه دون الاعتماد على العلماء أو التفاسير الموثوقة. دخلت مجموعات نقاشية في واتساب، ووجدت العديد من الفتيات يتأثرن بهذه الأفكار، حتى وصل الأمر إلى إنكار أن جبريل عليه السلام ملك من الملائكة.

الاكتشاف المؤلم: الخداع وسرقة القصص

مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تناقضات في حديث هذا الشخص. كان يكرر قصة عن نفسه بأنه كان مديونًا وسجد لله في الليل حتى فرّج الله عنه، لكنني اكتشفت لاحقًا أنها قصة مسروقة من إمام مصري. هنا شعرت أن هذا الشخص ليس صادقًا، وأنه يستغل ثقة الناس لنشر أفكار مشبوهة.

النتيجة: أزمة نفسية وشكوك في الدين

تركت تلك المجموعات بعدما شعرت بالإرهاق النفسي، لكن آثار الشكوك ظلت تلاحقني، خاصة في مسألة الاستغفار. أصبحت أشعر أن إيماني بالله تزعزع، وأصبحت أتساءل عن صحة كثير من الأمور التي كنت أؤمن بها سابقًا. كان هذا البرنامج، الذي استمر 33 حلقة، كفيلًا بأن يهز ثقتي بالدين والسنة النبوية.

الدروس المستفادة: كيف نحمي أنفسنا؟

  • التحقق من المصادر: ليس كل من يتحدث عن الدين مؤهل لنشر العلم الشرعي. علينا التأكد من خلفية المتحدث وعلمه الشرعي، وعدم الانجراف وراء الكلام المعسول أو الأساليب المؤثرة.
  • الرجوع للعلماء الموثوقين: التفاسير والكتب المعتمدة لم توضع عبثًا، بل هي نتاج جهود علماء أجلاء أفنوا أعمارهم في خدمة الدين. لا يجب أن نلغيها بحجة "الاجتهاد الشخصي".
  • الابتعاد عن الشبهات: إذا شعرت أن هناك أفكارًا تشوش عليك إيمانك أو تزرع الشك في قلبك، ابتعد فورًا وابحث عن من يوضح لك الأمر من أهل العلم.
  • مراجعة النفس: كلنا نمر بلحظات ضعف أو شك، لكن المهم ألا نستسلم لها، بل نسعى لتصحيح مسارنا والعودة إلى الطريق الصحيح.

خاتمة

تجربتي هذه كانت قاسية، لكنها علمتني أهمية التمسك بالثوابت الدينية والرجوع إلى المصادر الموثوقة. في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات، علينا أن نكون أكثر وعيًا ونحذر من كل ما يمكن أن يزعزع إيماننا. أسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

https://www.youtube.com/watch?v=zp5B5MzVOP4

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك