اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع الفنون القتالية وعلوم الطاقة: رحلة بحث عن الحقيقة

في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع الفنون القتالية الصينية وعلوم الطاقة، وكيف انتقلت من الانبهار بهذه المجالات إلى إدراك حقيقتها، محذراً من الوق

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع الفنون القتالية الصينية وعلوم الطاقة، وكيف انتقلت من الانبهار بهذه المجالات إلى إدراك حقيقتها، محذراً من الوقوع في فخ الخرافات والمعتقدات البعيدة عن المنطق والدين.

البداية: شغف بالفنون القتالية الصينية

بدأت رحلتي بتخصصي في الفنون القتالية الصينية، مثل الكونغ فو، التاي تشي، والتشي كونغ. تدربت على يد أساتذة كبار في مدارس مرموقة في هونغ كونغ والفلبين. كنت أمارس أساليب متنوعة مثل الأرنيس، الباكوا، الهونجر، والشاولين، وكنت أظن أن هذه الرياضات تقتصر على تطوير الجسد والمهارات القتالية.

الانجراف إلى علوم الطاقة

مع مرور الوقت، لاحظت أن بعض المدربين يربطون الفنون القتالية بمفاهيم روحانية مثل طاقة "التشي" والهالات، بعيداً عن الرياضة البحتة. بدأوا يتحدثون عن قدرات خارقة، وجذب المال، وتحقيق السعادة من خلال التحكم بالطاقة. في البداية، لم أكن أفهم هذه الأفكار بعمق، فاتبعتهم بدافع الفضول، ودخلت في معتقدات غريبة نُسبت أحياناً إلى أنبياء أو شخصيات تاريخية دون دليل.

التعمق في الماورائيات

انجرفت أكثر نحو علوم غامضة مثل علم الأرقام، السحر بأنواعه (الأسود، الأبيض، الذهبي، والأزرق)، التأملات الميتافيزيقية، والإسقاط النجمي. في عام 2018، جربت الإسقاط النجمي بنفسي، وكانت تجربة مرعبة لا يمكن وصفها. عندما استشرت أساتذتي، أخبروني أنني دخلت في منحنى خاطئ لأني لم أستخدم "طاقتي" بشكل صحيح، لكنني لم أكن أفهم ما يقصدون.

اكتشاف الحقيقة: خرافات وأوهام

مع الوقت والبحث، اكتشفت أن معظم هذه المفاهيم ليست سوى خزعبلات تعتمد على التأثير النفسي والعقل الباطن. تم إيهامي بأن لدي قوى خارقة أو أنني قادر على الخروج بروحي إلى أبعاد أخرى، بينما الحقيقة أن الأمر كله خداع للعقل. بدأت ألاحظ أن من يمارسون هذه العلوم غالباً ما يواجهون مشاكل نفسية واجتماعية، وأن كثيراً منهم يعيشون في تعاسة أو فقر رغم وعود "جذب المال والطاقة".

التحذير من مخاطر علوم الطاقة

أود أن أوضح أن الدخول في علوم الطاقة لا يجلب السعادة أو المال كما يُشاع، بل قد يفتح أبواباً لمشاكل نفسية وروحية خطيرة. كثير من الممارسات تبدأ بمواضيع بسيطة مثل الهالات، ثم تتطور إلى طقوس وسلوكيات معقدة قد تجر الإنسان إلى عوالم مظلمة يصعب الخروج منها. لا يوجد أي إثبات علمي حقيقي لهذه العلوم، وكل ما يُقال عنها مبني على الأساطير والخرافات.

العلاقة بالدين والحذر من الانحراف

ديننا الإسلامي لم يأمرنا بالدخول في هذه الأمور، بل حثنا على طلب العلم النافع والتعرف على حضارات العالم دون أن نعارض عقيدتنا أو ننجرف خلف أفكار هدامة. للأسف، قضيت سنوات من عمري في هذه المعتقدات قبل أن أكتشف الحقيقة وأعود إلى الطريق الصحيح. أنصح الجميع بعدم الانسياق وراء أي شخص يدعي امتلاك قوى خارقة أو قدرات روحانية دون دليل علمي أو ديني.

أهمية التوعية والبحث

نحن بحاجة إلى التوعية والبحث قبل الدخول في أي مجال جديد، خاصة في زمن تنتشر فيه المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي. كثير من الأشخاص ينقلون تجاربهم أو معلوماتهم بشكل غير دقيق، وقد يضللون الآخرين دون قصد. لذلك، يجب أن نفتح عقولنا ونبحث عن الحقيقة بأنفسنا، ونتأكد من صحة أي معلومة قبل تصديقها أو نشرها.

نصيحتي الأخيرة

رسالتي لكل من يقرأ هذا المقال: لا تدخلوا في علوم الطاقة أو الماورائيات بدافع الفضول أو بحثاً عن السعادة السريعة. السعادة الحقيقية تأتي من الإيمان بالله، والاعتماد عليه، والعمل الجاد، وليس من خرافات لا أساس لها. احرصوا على تثقيف أنفسكم، واطلبوا العلم من مصادر موثوقة، ولا تسمحوا لأحد أن يعبث بعقولكم أو عقيدتكم.

وأخيراً، أشكر كل من ساعدني في هذه الرحلة، وأتمنى أن أكون سبباً في توعية الآخرين، وأن يحفظنا الله جميعاً من الفتن والضلالات. إذا كان لديكم أي أسئلة أو تجارب مشابهة، لا تترددوا في مشاركتها، فالنقاش الصادق هو طريقنا جميعاً للمعرفة والنجاة.

https://www.youtube.com/watch?v=oOl0INC7Zi0

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك