اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع الخروج من دوامة الخرافات والتنمية الزائفة: رسالة توعية لكل باحث عن الحقيقة

في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم والدورات التي تدّعي أنها علوم أو طرق حديثة للتنمية الذاتية، لكنها في الحقيقة قد تحمل في طياتها أفكارًا مغلوط

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم والدورات التي تدّعي أنها علوم أو طرق حديثة للتنمية الذاتية، لكنها في الحقيقة قد تحمل في طياتها أفكارًا مغلوطة أو حتى ممارسات خطيرة. أشارككم اليوم تجربتي الشخصية، والتي أرجو أن تكون عبرة لكل من يسعى للمعرفة الحقيقية والنجاة من براثن الجهل والاستغلال.

بداية القصة: الانجراف خلف المجهول

بدأت قصتي عندما كنت أعيش حياة طبيعية مع زوجي، الذي كان يعمل كمدرب (كوتش) في مجال التنمية الذاتية. لم أكن على دراية كافية بماهية العلوم التي كان يمارسها أو يروج لها، وكنت أظن أنها مجرد طرق لتحسين الذات وتطوير الروح. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أمورًا غريبة، ووجدت نفسي أنجرف خلف أفكار لم أكن أفهمها، فقط لأنني وثقت به ولأنه كان أقرب الناس إلي.

الشعور بالنقص واللوم المستمر

كان زوجي دائمًا يردد عليّ عبارات مثل: "أنتِ بحاجة لتطهير روحك"، "فيكِ خلل"، "أنتِ غير روحانية بما فيه الكفاية". كان يُلقي عليّ اللوم في كل شيء، ويجعلني أشعر أنني أقل من الآخرين وأنني بحاجة دائمة للعلاج الروحي. ولأنني كنت أبحث عن الطمأنينة، لجأت إلى الله بالصلاة والدعاء، لكن الضغط النفسي كان يزداد مع كل يوم.

صدمة "توأم الشعلة" والمفاهيم الغريبة

في مرحلة لاحقة، بدأ زوجي يتحدث عن مفهوم "توأم الشعلة"، وأعلن فجأة أنه وجد توأم شعلة له ويريد الارتباط بها! بدأت أبحث عن هذا المفهوم واكتشفت أنه ليس له أساس علمي أو ديني، وأنه مجرد فكرة انتشرت حديثًا، رغم وجود بعض جذورها في ثقافات قديمة مثل الصين. الغريب أن هذه المفاهيم باتت تُروّج على أنها علوم، وتُستخدم لتبرير علاقات غير صحية أو حتى خيانة الشريك.

الاستغلال تحت مسمى التنمية

لم يقتصر الأمر على الأفكار، بل تطور إلى أفعال. كان زوجي يسافر كثيرًا لحضور دورات غامضة في أماكن مختلفة، ويعود ليطلب مني تنفيذ كل ما يقوله دون نقاش، بحجة أنني أفتقر للعلم والخبرة. حتى عندما كان ينظم "ريتريت" أو تجمعات مع أشخاص يشاركونه نفس الفكر، كنت أساعده في كل شيء دون أن أفهم حقيقة ما يجري.

المواجهة والهروب

في إحدى المرات، اصطحبني إلى مكان خارج السعودية بحجة إقامة دورة تدريبية. هناك، اكتشفت أن الأمر أشبه بجماعة مغلقة تمارس طقوسًا غريبة، ووجدت نفسي محاصرة بينهم. حاولت الهروب مرارًا، لكنهم أصروا على بقائي. لم أجد ملاذًا إلا في التحصين بالقرآن والدعاء، حتى تمكنت أخيرًا من الفرار والعودة إلى بلدي.

العودة إلى الذات والانتصار

عدت إلى وطني وأنا في حالة صدمة شديدة، لم يفهمها حتى أهلي. لجأت إلى الحرم المكي، حيث قضيت وقتًا طويلًا في الاستغفار وتجديد إيماني بالله. قررت بعدها رفع قضية فسخ نكاح، وبفضل الله والأدلة التي جمعتها، كسبت القضية وانفصلت عن زوجي بشكل رسمي.

الدروس المستفادة ورسالة توعية

تجربتي علمتني الكثير، وأهم ما خرجت به هو أن علينا جميعًا أن نتحرى العلم الصحيح، وألا ننجرف خلف أي فكرة أو دورة تدريبية لمجرد أنها تبدو جذابة أو منتشرة. ليس كل ما يُسمى "تنمية ذاتية" أو "تطوير روحي" هو علم حقيقي، وبعضها قد يكون ستارًا للاستغلال أو حتى ممارسات خطيرة.

أدعو كل من يقرأ قصتي إلى التمسك بالإيمان، والرجوع إلى المصادر الموثوقة، وعدم التردد في طلب المساعدة أو الاستشارة عند مواجهة مواقف مشابهة. فالحياة مليئة بالتجارب، لكن الأهم أن نخرج منها أقوى وأكثر وعيًا.

أسأل الله أن يحفظكم جميعًا من كل سوء، وأن يثبت قلوبكم على الحق والعلم النافع.

https://www.youtube.com/watch?v=ANBOi7Cl0lg

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك