اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع علم الفلك والتنجيم: رحلة من الشك إلى اليقين

في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع علم الفلك والتنجيم، وكيف انتقلت من الانبهار والفضول إلى الوعي بخطورة هذه الممارسات، وأهمية التمسك بالعقيدة ال

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع علم الفلك والتنجيم، وكيف انتقلت من الانبهار والفضول إلى الوعي بخطورة هذه الممارسات، وأهمية التمسك بالعقيدة الصحيحة والاعتماد على الله وحده.

بداية الرحلة: البحث عن الإجابات

مثل كثيرين، دخلت عالم الفلك بدافع الفضول والرغبة في معرفة المستقبل أو البحث عن حلول لمشاكل الحياة. كنت أتابع التوقعات الفلكية وأقرأ الخرائط وأحللها، وكنت أظن أنني سأجد فيها إجابات لأسئلتي، أو ربما وسيلة لتحسين حياتي أو حتى مصدر دخل.

لكن مع مرور الوقت، بدأت أطرح على نفسي أسئلة جوهرية: ما حقيقة الطلاسم والعلوم الخفية؟ لماذا هناك طقوس محددة في أيام معينة؟ لماذا يُقال لنا أن نتصدق أو ندعو في أوقات معينة مرتبطة بالكواكب؟ لم أجد لهذه الأسئلة إجابات مقنعة في علم الفلك أو التنجيم.

التنجيم والاعتقادات الخاطئة

لاحظت أن كثيرًا من الممارسات الفلكية تعتمد على ربط الأحداث بالكواكب والنجوم، مثل القول بأن زحل يجلب المشاكل أو أن المريخ يسبب الحوادث. لكن هل يعقل أن الله سبحانه وتعالى يربط مصائر البشر بحركة كوكب أو نجم؟! في القرآن والسنة، لم يرد أي دليل على أن للكواكب تأثيرًا على مصائرنا، بل حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من التنجيم والكهانة.

بل حتى في الأحداث الطبيعية مثل الكسوف والخسوف، أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أنها آيات من آيات الله وليست مرتبطة بموت أو حياة أحد، وأرشدنا إلى الصلاة والدعاء والاستغفار، لا إلى طقوس أو علاجات غامضة.

التأثير النفسي والروحي

مع الوقت، لاحظت تدهورًا في حالتي النفسية. أصبحت أعيش في حالة من التشاؤم والقلق، وأحمل هم كل حدث صغير أو كبير، وأربطه بالكواكب وخريطة ميلادي. نسيت أن كل ما يحدث لنا هو من أقدار الله، وأن علينا الرضا والصبر والتوكل عليه.

بل إنني تعرضت لتجارب روحية غريبة، مثل الإحساس بالمس الشيطاني أو رؤية أشياء غير مألوفة أثناء تحليل الخرائط. هذه الأمور زادت من قناعتي بأن هناك جانبًا خطيرًا وخفيًا في هذه الممارسات، وأنها ليست مجرد علم أو ترفيه بريء.

حقيقة الخرائط الفلكية

كثيرون يعتقدون أن الخرائط الفلكية دقيقة وتكشف المستقبل أو تعكس صفات الشخص بدقة. لكن الحقيقة أن هذه الخرائط تعطي احتمالات كثيرة، ويختار القارئ منها ما يناسبه أو ما يتوافق مع واقع الشخص، وغالبًا ما يكون ذلك بتأثير من القرين أو التخاطر الشيطاني.

بل إن بعض الأشخاص جربوا رسم خرائطهم بناءً على تواريخ أو بيانات غير دقيقة، فظهرت نتائج مختلفة تمامًا! وهذا دليل على أن الأمر مجرد تخمينات وتلاعب بالمعلومات، وليس علمًا حقيقيًا.

مخاطر التنجيم والسحر

من أخطر ما واجهته هو الربط بين التنجيم والسحر. بعض الممارسين يطلبون من الناس تقديم قرابين أو اتباع طقوس معينة، مثل ارتداء ألوان أو تناول أطعمة محددة أو ذبح ذبائح في أيام معينة بزعم إرضاء الكواكب! هذه الأمور ليست إلا شركيات وبدع، وقد حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم بشدة.

بل إن بعضهم يستخدم الخرائط الفلكية كوسيلة للسحر أو الأذى، ويستغلون جهل الناس لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية.

الرد على الشبهات والأسئلة الشائعة

خلال تجربتي، واجهت العديد من الأسئلة من أشخاص يبحثون عن الحقيقة:

  • هل للكواكب والنجوم تأثير على حياتنا؟

لا يوجد أي دليل علمي أو ديني على أن للكواكب تأثيرًا مباشرًا على مصائر البشر. ما يُقال عن تأثير القمر أو المد والجزر على الإنسان مجرد خرافات، وقد فندها علماء الفيزياء.

  • لماذا تتطابق أحيانًا دلالات الخرائط مع الواقع؟

هذا التطابق ليس إلا نتيجة لتعدد الاحتمالات أو تأثير القرين أو التخاطر الشيطاني. وحتى لو صادف وحدث تطابق، فهو لا يتجاوز 15% وغالبًا يكون عامًا وغير دقيق.

  • ما حكم تقديم القرابين أو اتباع طقوس معينة؟

هذه الأمور شركية ومحرمة، ولا يجوز للمسلم أن يتبعها أو يعتقد فيها. العبادة والدعاء يجب أن تكون لله وحده، دون وسيط أو طقوس مبتدعة.

  • هل يمكن تغيير المصير أو القضاء بالخرائط أو الطقوس؟

لا أحد يستطيع تغيير ما كتبه الله إلا بالدعاء الصادق والتقرب إليه، وليس بالخرائط أو القرابين أو قانون الجذب أو غيرها من المعتقدات الباطلة.

العودة إلى الطريق الصحيح

بعد هذه التجربة، أدركت أن الطمأنينة والسعادة الحقيقية لا تأتي من التنجيم أو محاولة معرفة الغيب، بل من التوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره. كل ما يحدث لنا مكتوب ومقدر قبل أن نولد، ولا ينفعنا أو يضرنا إلا ما شاء الله.

أنصح كل من يمر بتجارب مشابهة أو يشعر بالقلق من الخرائط أو الأبراج أن يعود إلى الله، ويكثر من الدعاء والاستغفار، ويبتعد عن كل ما فيه شبهات أو شركيات. الحياة جميلة عندما نعيشها بإيمان ورضا، ونترك الغيب لله وحده.

نصائح ختامية

  • لا تقتربوا من الكهانة أو التنجيم أو قراءة الخرائط الفلكية.
  • ردوا أي شبهة أو وسوسة إلى كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الأمة.
  • اعلموا أن النافع والضار هو الله وحده.
  • احرصوا على نقاء العقيدة وإخلاص العبادة لله.
  • لا تدعوا أحدًا يخدعكم بدعوى معرفة الغيب أو تغيير المصير.
  • عيشوا حياتكم بإيمان واطمئنان، وتوكلوا على الله في كل أموركم.

أسأل الله أن يرزقنا جميعًا الهداية والسكينة، وأن يبعد عنا كل سوء وشر، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

https://www.youtube.com/watch?v=y9U0KRIjkck

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك