تجربتي مع "علم الطاقة": كيف غيّر هذا الفكر حياة أسرتي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشارككم اليوم تجربتي الشخصية مع ما يسمى بـ"علم الطاقة" وكيف أثّر على حياتي الزوجية والأسرة، لعلها تكون عبرة وفائدة لم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشارككم اليوم تجربتي الشخصية مع ما يسمى بـ"علم الطاقة" وكيف أثّر على حياتي الزوجية والأسرة، لعلها تكون عبرة وفائدة لمن يقرأها، خاصة الآباء والأمهات الذين يلاحظون تغيرات غريبة في سلوك أفراد عائلتهم.
البداية: حياة طبيعية وتغيرات إيجابية
كنت شابًا عاديًا، مقصرًا في بعض العبادات، لكن الله رزقني بزوجة صالحة، تقوم الليل، محافظة على صلاتها. كنت أتعجب من صلاحها وأحمد الله على هذه النعمة، وكنت أحاول أن أقتدي بها وأصلح من نفسي، حتى بدأت ألاحظ تحسنًا في سلوكي وابتعدت عن بعض العادات السيئة.
بداية التغير: من الالتزام إلى الانحدار
بعد سنوات من الزواج، لاحظت تغيرًا في زوجتي. أصبحت الصلاة عندها أمرًا ثانويًا، وأحيانًا تؤخرها أو تتركها. بدأت تتحدث عن تطوير الذات، وتكرّر عبارات مثل: "يجب أن أكون أنثى مستقلة"، وظهرت لديها بعض السلوكيات العدوانية، خاصة إذا لم أوافقها الرأي. ازدادت رغبتها في الاستقلالية، وبدأت تظهر خلافات بيننا لم نعهدها من قبل.
ظهور مفاهيم جديدة: الطاقة والخرز والأبراج
مع الوقت، لاحظت أن زوجتي بدأت تؤمن بأشياء غريبة مثل "الخرزة الزرقاء" وتأثيرها، وبدأت تتحدث عن الأبراج وتؤمن بها. عندما ناقشتها في هذا الأمر، استشهدت بحديث نبوي ينهى عن تصديق المنجمين، لكن ردها كان: "أي شيء يجيك حطه بعقلك، اقتنعت به خذه، ما اقتنعت به اتركه". هذا الفكر كان جديدًا علينا، وبدأت ألاحظ تأثيره على أبنائي أيضًا.
العزلة والعدوانية: أثر الطاقة على العلاقات الأسرية
بعد فترة، أصبحت زوجتي تمارس ما يسمى "تأمل" أو "ميديتشن"، وكانت تغلق على نفسها ساعات طويلة يوميًا، تاركة الأطفال دون رعاية. لاحظت عدوانيتها تجاه الأطفال وحتى تجاه والدتها وإخوانها. بدأت تتوتر العلاقات بيننا، وازدادت المشاكل حتى وصلنا إلى الطلاق.
البحث عن الحقيقة: ما هو علم الطاقة؟
بدافع الفضول والقلق على أسرتي، بدأت أبحث عن "علم الطاقة". وجدت أنه منتشر في بعض مجموعات الواتساب مثل "زهور الريكي"، وبدأت أتابع حلقات توعوية لبعض الدعاة والأطباء مثل الدكتور هيثم طلعت، الذي كشف لي الكثير من الحقائق حول خطورة هذا الفكر، وأنه خليط من الشعوذة والمعتقدات الوثنية التي لا تمت للإسلام بصلة.
النتائج: التفكك الأسري وفقدان الروابط
للأسف، بعد الطلاق، لاحظت أن أبنائي يعانون من مشاكل نفسية وسلوكية. علاقتهم بوالدتهم أصبحت متوترة، وأمها وإخوانها أصبحوا ينفرون منها بسبب عدوانيتها. حتى في عملها، أصبحت علاقاتها متوترة مع زميلاتها. كل ذلك بسبب انغماسها في هذه الممارسات الغريبة، التي لم تجلب لها إلا السلبية والعداوة مع الجميع.
الدروس المستفادة: كيف نحمي أنفسنا وأسرنا؟
- الوعي والبحث: لا تقبل أي فكرة جديدة دون بحث وتحقق. كثير من الأفكار المنتشرة اليوم تروج للسعادة والراحة النفسية لكنها تحمل في طياتها انحرافات عقائدية خطيرة.
- الرجوع للثوابت: ديننا الإسلامي غني بالعبادات والأذكار التي تحقق لنا الطمأنينة والسعادة الحقيقية، دون الحاجة لممارسات دخيلة.
- الحوار الأسري: ناقشوا أبناءكم وزوجاتكم بهدوء، ووضحوا لهم خطورة بعض المعتقدات المنتشرة على وسائل التواصل.
- طلب المساعدة: إذا لاحظت تغيرًا جذريًا في سلوك أحد أفراد الأسرة، لا تتردد في استشارة مختصين أو طلب الدعم من أهل العلم.
كلمة أخيرة
ما يسمى "علم الطاقة" ليس إلا بابًا من أبواب الشعوذة والضلال، وقد يؤدي إلى تدمير الأسر وتفكك العلاقات. علينا أن نكون واعين، وأن نحافظ على ثوابتنا وقيمنا الإسلامية، وألا ننجرف خلف كل جديد دون تمحيص.
أسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين من كل سوء، وأن يرد كل ضال إلى الطريق المستقيم.
https://www.youtube.com/watch?v=fSXoQXiihmo