اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع علم الطاقة: رحلة بحث عن الحقيقة بين العلم والدين

في عالم اليوم، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي تدّعي قدرتها على تحقيق التوازن النفسي والعلاجي، ومن أبرزها ما يُسمى بـ"علم الطاقة". كثيرون يقب

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالم اليوم، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي تدّعي قدرتها على تحقيق التوازن النفسي والعلاجي، ومن أبرزها ما يُسمى بـ"علم الطاقة". كثيرون يقبلون على هذه الجلسات أملاً في تحسين حالتهم النفسية أو الجسدية، دون التحقق من مصادرها أو مدى توافقها مع العلم والدين. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع علم الطاقة، وكيف قادني البحث إلى اكتشاف حقيقته، وأهمية العودة إلى الأسس الدينية والعلمية في تحقيق الصحة النفسية.

بداية القصة: عرض مغرٍ وجلسات مجانية

بدأت قصتي عندما شاركت في بث مباشر على منصة تيك توك، حيث تحدثت إحدى الشخصيات عن مواضيع العناية والجمال، ثم تطرقت إلى موضوع المشاكل النفسية. عرضت عليّ هذه الشخصية ست جلسات مجانية مع "دكتورة" متخصصة في علم الطاقة، وبعدها إذا أعجبني الأمر يمكنني دفع ثمن الجلسات المتبقية. وافقت على العرض وبدأت أولى الجلسات.

الجلسات الأولى: شكوك وتساؤلات

حضرت جلستين فقط، وخلالهما شعرت بعدم الاقتناع بما يُطرح عليّ. بدأت ألاحظ وجود أفكار وممارسات غريبة، بعضها قد يكون مخالفًا للعقيدة الإسلامية، وشعرت أن هناك شركيات أو خرافات لا تتفق مع قناعاتي الدينية والعلمية. قررت البحث أكثر عن أصل هذا العلم، خاصة أن كل من استشرتهم من الشيوخ والمتدينين أكدوا لي أنه نوع من السحر ويجب الابتعاد عنه. رغم ذلك، كنت أبحث عن إجابة علمية تقنعني بشكل كامل.

أصل علم الطاقة: تلاعب بالترددات

من خلال البحث، اكتشفت أن ما يُسمى بعلم الطاقة بدأ مع شخص لاحظ اختلاف ترددات الأذنين، وحاول تعديلها ليجعلها متساوية، معتقدًا أن ذلك سيحقق توازنًا في الجسم والعقل. استخدم هذا الشخص التأملات والموسيقى وتلاعب بترددات الدماغ، حتى وصل إلى ما يُعرف اليوم بـ"المخدرات الرقمية". بعد عام من التجارب، لاحظ أنه أصبح يعاني من مشكلات نفسية مثل الخوف والوسواس، رغم أنه كان يسعى للتخلص منها.

فلسفة الطاقة: مخاطر التلاعب بالوعي

يتلخص عمل فلسفة الطاقة في خفض ترددات الجسم أثناء اليقظة، مما يؤدي تدريجيًا إلى فقدان الوعي والتركيز، ويجعل الإنسان أكثر عرضة للوساوس والانحرافات. لاحظت أن كثيرًا ممن دخلوا هذا المجال انتهى بهم الأمر إما إلى الإلحاد، أو إلى انتقاء أجزاء من الدين وترك أجزاء أخرى، أو حتى استخدام الدين كغطاء للترويج لهذه الممارسات.

جلسات الطاقة: خرافات وتجارب شخصية

خلال الجلسات، طُلب مني إحضار أشياء معينة، مثل ماء الليمون، والتركيز على لون "الهالة" حول جسدي، وتدوين مشاعري في دفاتر متعددة. كما تم الحديث عن "الشاكرات" وتنظيفها، دون أي تفسير علمي واضح. عندما سألت عن معنى هذه المصطلحات، كان الجواب دائمًا: "هذا علمي، لا تسألي، فقط اتبعي التعليمات".

في إحدى المرات، أعطتني "الدكتورة" دعاءً غريبًا باسم "أسماء الله الحسنى التي لا نعلمها"، وطلبت مني ترديده أمام شخص معين لحل مشكلة معه. بالفعل، لاحظت تغيرًا في سلوك هذا الشخص، لكنني شعرت بالخوف والريبة من هذه الممارسات، خاصة عندما نصحتني بعدم إخبار أحد من أهلي بما أفعله.

العودة إلى الأمان: نصيحة الأم والبحث العلمي

عندما أخبرت والدتي عن الدعاء الغريب، حذرتني بشدة وطلبت مني قطع العلاقة مع هذه "الدكتورة". بدأت أبحث أكثر، وتواصلت مع أطباء نفسيين، بعضهم أكد ضرورة الابتعاد عن هذه الممارسات، خاصة تلك التي تتعلق بتلاعب ترددات العقل. أدركت أن كثيرًا من الحديث الديني الذي يُستخدم لتبرير علم الطاقة إما ضعيف أو غير صحيح.

الدروس المستفادة: العودة إلى الأساس

بعد هذه التجربة، أدركت أن الطريق الحقيقي للصحة النفسية والتوازن هو الالتزام بالصلاة في وقتها، وقراءة القرآن الكريم، والمحافظة على الأذكار اليومية. لا حاجة لدفع الأموال أو اللجوء إلى خرافات غير مثبتة علميًا أو دينيًا. ثلاث شهور فقط من الالتزام بهذه العبادات كفيلة بأن تغير حياتك النفسية للأفضل بنسبة 100%.

خلاصة ونصيحة

علم الطاقة ليس علمًا حقيقيًا، بل هو فلسفة قائمة على تلاعب بالترددات وأفكار غير مثبتة، وقد يحمل مخاطر دينية ونفسية كبيرة. أنصح كل من يبحث عن الراحة النفسية أن يلتزم بتعاليم دينه، ويبتعد عن الشبهات، ويستشير المختصين الموثوقين في الطب النفسي عند الحاجة. لا تدع للشيطان مدخلًا إلى حياتك من خلال ممارسات مشبوهة أو غير واضحة المصدر.

أسأل الله أن يغفر لي ولكل من خاض هذه التجارب، وأن يريكم الحق ويرزقكم اتباعه.

https://www.youtube.com/watch?v=E-toS7yUC7o

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك