اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع علم الطاقة وحركة العصر الجديد: رحلة من الضياع إلى الوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في هذا المقال الذي أشارككم فيه تجربتي الشخصية مع ما يُعرف بعلم الطاقة وحركة العصر الجديد، وكيف تحولت

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في هذا المقال الذي أشارككم فيه تجربتي الشخصية مع ما يُعرف بعلم الطاقة وحركة العصر الجديد، وكيف تحولت من ضحية لهذه الممارسات إلى شخص يسعى للتوعية وكشف حقيقتها. أرجو أن يكون هذا المقال نافعا لكل من يبحث عن الحقيقة أو مرّ بتجربة مشابهة.

بداية الرحلة: كيف وقعت في الفخ؟

نشأت في عائلة سعودية متوسطة، ومرت طفولتي بظروف عائلية صعبة، خاصة بعد انفصال والديّ وسفري إلى أمريكا في سن المراهقة. كنت شخصية حساسة، انطوائية، وأعاني من صدمات نفسية وعاطفية، مما جعلني فريسة سهلة للأفكار الغريبة والممارسات المشبوهة، خاصة في ظل ضعف معرفتي الدينية والعقدية.

في أمريكا، وبدافع الفضول واليأس، زرت كاهنة رومانية طلبت مني مبلغًا كبيرًا بحجة فك "لعنة" مزعومة. للأسف، استغلتني ماليًا ونفسيًا، ووقعت ضحية لسلسلة من الخداع النفسي والروحي، مما أدى إلى تدهور حالتي النفسية والدراسية والاجتماعية بشكل كبير.

مراحل الانخداع بممارسات العصر الجديد

مع الوقت، بدأت ألاحظ انتشار مصطلحات ومفاهيم غريبة بين صديقاتي وزميلاتي مثل "طاقة المكان سلبية" أو "الصبار يجذب الطاقة السلبية"، وأصبحت هذه الأفكار جزءًا من الحديث اليومي دون إدراك لخطرها.

بعد تجربتي مع الكهنة والعرافات، انتقلت تدريجيًا إلى ممارسات أخرى مثل التخاطر، قانون الجذب، التأمل، جلسات الطاقة، وغيرها من ممارسات حركة العصر الجديد. كنت أبحث عن حلول لمشاكلي العاطفية والنفسية، ووجدت في هذه الممارسات وعودًا براقة بتحقيق الأحلام وجذب الواقع المثالي.

مرت تجربتي بثلاث مراحل رئيسية:

  • مرحلة النشوة والانبهار: حيث شعرت أنني وجدت الحل السحري لكل مشاكلي.
  • مرحلة اللهث خلف الممارسات: حيث انتقلت من تقنية إلى أخرى، ومن كتاب إلى دورة، دون نتائج حقيقية.
  • مرحلة الارتطام بالواقع: حيث واجهت تدهورًا نفسيًا وجسديًا، وشعرت باليأس والإحباط، بل وكدت أفقد ديني وهويتي.

خداع العرافات والكهنة: كيف يستغلون الضحايا؟

تعتمد العرافات والكهنة على حيل نفسية متقنة لاستدراج الضحايا، أهمها:

  • تشخيص إصابة روحية كاذبة: مثل السحر أو الحسد أو الطاقة السلبية.
  • إيهام الضحية بضرورة العلاج مقابل المال.
  • استخدام القراءة الباردة وتحليل لغة الجسد لمعرفة نقاط الضعف.
  • كسب ثقة الضحية عبر التودد والادعاء بالحب والحرص.
  • تحذير الضحية من إخبار الآخرين حتى لا يتم كشف الخدعة.
  • تقديم وعود كاذبة بتحسن الحال وتحقيق الأمنيات.

هذه الحيل ليست محصورة على الغرب فقط، بل انتشرت في العالم العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نجد حسابات لمدربات طاقة وقارئات تاروت وخرائط فلكية يتابعهن عشرات الآلاف من الشابات، مع ترويج لمفاهيم دينية مغلوطة.

تجربتي مع قانون الجذب وممارسات الطاقة

دخلت عالم قانون الجذب عبر منتديات ومواقع أجنبية، ثم عبر كتب ومحاضرات عربية. كنت أظن أنني وجدت الحل السحري لتحقيق كل ما أريده: الحب، الوظيفة، المال، السعادة... لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا.

طبقت كل التمارين: التوكيدات، التخيل، الشكر، التحرر الطاقي... لكن لم أحقق أي نتائج حقيقية. بل على العكس، تدهورت حالتي النفسية، وأصبت بأعراض روحية ونفسية شديدة، حتى كدت أفقد عقلي.

أدركت بعد سنوات من المعاناة أن هذه الممارسات ليست سوى وهم كبير، وأنها تؤدي إلى الإدمان النفسي والروحي، وتفتح الباب لتسلط الشياطين والضياع العقدي.

الجذور الفلسفية والروحية لحركة العصر الجديد

من خلال بحثي، اكتشفت أن حركة العصر الجديد ليست مجرد تقنيات تطوير ذات أو استشفاء نفسي، بل هي حركة فلسفية روحية تستند إلى عقائد وثنية وغنوصية قديمة، تهدف إلى نشر عقيدة وحدة الوجود، وتذويب الفوارق بين الأديان، وترويج أفكار خطيرة مثل أن الإنسان إله في جسد إنسان (والعياذ بالله).

تعود جذور هذه الحركة إلى كتابات شخصيات مثل أليستر كراولي (ساحر شهير)، وأليس بيلي (كاتبة ثيوصوفية)، وهيلينا بلافاتسكي، وغيرهم ممن روجوا لعقائد لوسيفر (الشيطان) و"العصر الذهبي" المزعوم. كما أن هناك دعمًا مؤسسيًا ضخمًا لنشر هذه الأفكار عالميًا، عبر منظمات ومؤسسات تقدم محتوى مجانيًا لتعليم الطاقة وحركة العصر الجديد، بهدف نشر هذه العقائد بين أكبر عدد ممكن من الناس.

التحذير الشرعي من هذه الممارسات

من المهم أن نعرف أن الشريعة الإسلامية حذرت بشدة من اللجوء إلى الكهنة والعرافين، وأن من يصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. كما أن ممارسة هذه الطقوس تؤدي إلى الإلحاد الروحي، حتى لو لم يدرك الممارس ذلك.

نصائح للمخدوعين بممارسات الطاقة وحركة العصر الجديد

  • لا تبحث عن حل مشاكلك عند العرافات أو مدربات الطاقة: فهن يستغلنك نفسيًا وماليًا، ويقدمن وعودًا كاذبة.
  • اعلم أن تحقيق الأمنيات بيد الله وحده: وليس عبر تمارين أو طقوس أو أفكار سحرية.
  • لا تظن أن النتائج المؤقتة دليل على صحة المنهج: بل هي طعم شيطاني لجذبك للضياع الأكبر.
  • حافظ على عقيدتك وتوكل على الله: ولا تترك نفسك فريسة للأوهام والخرافات.
  • ابحث عن الدعم النفسي الحقيقي: عبر الأهل، الأصدقاء، المختصين، وليس عبر مدربات الطاقة أو قارئات التاروت.

رسالتي الأخيرة

أكتب هذه التجربة بصدق وأمانة، وأرجو أن تكون عبرة لكل من يمر بظروف نفسية صعبة أو يبحث عن حلول سريعة لمشاكله. لا تنخدعوا بالوعود البراقة، ولا تتركوا دينكم وهويتكم فريسة لهذه الموجات الفكرية الخطيرة.

الحياة اختبار، وكل رغبة أو صدمة تمر بها هي ابتلاء من الله، فاجعل توكلك عليه وحده، واطلب العون منه، وابتعد عن كل ما يخالف دينك وعقيدتك.

أسأل الله لي ولكم الثبات والهداية، وأن يحفظنا جميعًا من كل شر وفتنة، وأن يجعل هذا المقال صدقة جارية لي ولوالديّ ولكل من ساهم في نشر الوعي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

https://www.youtube.com/watch?v=0NHboR9A7eM

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك