تجربتي مع الطلاق بسبب دورات الطاقة: قصة واقعية وتحذير للأسر
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ الدورات والورش المتعلقة بالطاقة والتنمية الذاتية، وأصبح لها متابعون وممارسون من مختلف الأعمار والفئات. وبينما يج
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ الدورات والورش المتعلقة بالطاقة والتنمية الذاتية، وأصبح لها متابعون وممارسون من مختلف الأعمار والفئات. وبينما يجد البعض فيها متنفسًا أو وسيلة لتحسين حياتهم، قد تتسبب هذه الدورات في مشاكل أسرية واجتماعية عميقة، كما حدث مع "موني"، التي تروي لنا قصتها المؤثرة مع هذا العالم، وكيف كان سببًا رئيسيًا في انفصالها عن زوجها.
بداية القصة: حياة زوجية هادئة
تقول موني: "كنت متزوجة ومرتاحة في حياتي، لم تكن هناك مشاكل كبيرة، فقط خلافات بسيطة مثل أي زوجين." كانت تعيش حياة طبيعية، حتى بدأ زوجها يهتم بدورات الطاقة وورش اليوغا والتأمل، وبدأ يدعوها لمرافقته.
دخول عالم الطاقة
تتابع موني: "ذهبت معه عدة مرات، لكنني لم أشعر بالراحة أبدًا. كانوا يتحدثون عن طاقة وتغييرات داخلية، ويطلبون منا أن نشعر بأشياء لم أشعر بها مطلقًا. كنت أضطر أحيانًا للكذب وأقول إنني شعرت، حتى لا أبدو مختلفة عنهم." شعرت موني بأنها لا تنتمي لهذا المجتمع، ولم تستطع الاندماج فيه.
مع مرور الوقت، أصبح زوجها أكثر اندماجًا في هذا العالم، وبدأ يتهمها بأنها "تسحبه إلى البعد الأول" بينما هو يسعى للوصول إلى "البعد الخامس"، وهي مصطلحات لم تكن تفهمها. وعندما كانت تحاول ربط الأمور بالدين، كان يرفض ذلك ويقول لها إنها هي من تجذب الابتلاءات لنفسها.
تغيرات بعد سنوات من الزواج
بعد حوالي 15 سنة من الزواج، بدأ زوج موني يتغير بشكل واضح. أصبح يحضر مخيمات ودورات للطاقة داخل وخارج البلاد، وينفق الكثير من المال عليها. كما بدأ يطالبها بفك الارتباط، بحجة أن طاقتها لا تتوافق مع طاقته.
تقول موني: "كان يذهب إلى مخيمات فيها أولاد وبنات، ويمارسون طقوسًا غريبة، ويعزلون أنفسهم في أماكن بعيدة. لم أستطع تحمل ذلك، ورفضت الانضمام إليهم."
الطقوس والممارسات الغريبة
لاحظت موني العديد من التصرفات الغريبة، مثل ممارسة التأمل واليوغا في غرف مغلقة، إشعال الشموع، رسم رموز غير مفهومة وتعليقها في المنزل، وحتى الانعزال في الفنادق لفترات طويلة بحجة "الخلوة الروحية". كما كان زوجها يحضر "مدربين" للطاقة يزعمون قدرتهم على كشف الماضي وتحرير الإنسان من "الطفل الداخلي" أو "الحواجز النفسية".
تقول موني: "كانوا يقولون لي إنني إنسانة سيئة ولا أصلح كزوجة، ويشجعونه على الابتعاد عني. حتى أطفالي، عندما كانوا يزورونه، كان يحدثهم عن الخرائط الفلكية وأوقات الدعاء المستجابة، ويخلط بين الدين ومعتقدات غريبة."
تصاعد الخلافات والوصول للطلاق
مع تزايد تعلق زوجها بهذا العالم، أصبح يصف موني بأنها "متخلفة" وتحتاج للعلاج، بل كان يصر أحيانًا على أخذها إلى مدربين طاقة لعلاجها. ومع استمرار هذا الوضع، ازداد البعد بينهما حتى وصل الأمر إلى الطلاق.
تقول موني: "حاولت كثيرًا أن أتحاور معه وأقنعه بأن ما نمر به ليس طبيعيًا، وأن بعض هذه الممارسات قد تكون نوعًا من السحر أو الدجل. لكنه كان يرفض الاستماع لي ويتهمني بالجهل والجنون."
حماية الأبناء من التأثيرات السلبية
بعد الطلاق، حرصت موني على حماية أولادها من هذه التأثيرات، وكانت تحرص على تحصينهم بالرقية والدعاء، وتبعدهم عن أي طقوس أو رموز غريبة كان والدهم يحاول إدخالها إلى المنزل.
رسالة تحذيرية للأسر
تختم موني قصتها بنصيحة مهمة: "أنصح كل أسرة بالانتباه لمثل هذه الدورات والممارسات، وعدم الانجراف وراء أي شيء يخالف الفطرة والدين. قد تبدو هذه الأمور في البداية بريئة أو مفيدة، لكنها قد تتسبب في تدمير العلاقات الأسرية وتهديد استقرار الأسرة."
الدروس المستفادة:
- ضرورة الوعي: من المهم أن يكون لدى الأسرة وعي كافٍ حول الدورات والورش التي يشارك فيها أفرادها، خاصة تلك التي تتعلق بالطاقة أو التنمية الذاتية.
- التمسك بالقيم الدينية: يجب أن يكون الدين هو المرجع الأساسي في مواجهة أي معتقدات أو طقوس غريبة.
- الحوار الأسري: الحوار المستمر بين الزوجين ضروري لحل أي خلافات أو سوء فهم، وعدم ترك الأمور تتفاقم دون نقاش.
- حماية الأبناء: يجب حماية الأبناء من أي تأثيرات سلبية قد يتعرضون لها بسبب ممارسات أحد الوالدين.
هذه القصة الواقعية تبرز أهمية الوعي والحذر من الانجراف وراء أفكار أو ممارسات قد تضر بالأسرة والمجتمع، وتدعو إلى العودة للقيم الأصيلة والثوابت الدينية في مواجهة كل جديد وغريب.
https://www.youtube.com/watch?v=yjZDqlHbOIM