تجربتي مع التأملات والطاقة الحيوية: رحلة بين الفضول والمعاناة الصحية
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية والبديلة مثل التأملات وتمارين الطاقة الحيوية. كثيرون يلجؤون إليها بحثًا عن الراحة النفسية أو
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الروحانية والبديلة مثل التأملات وتمارين الطاقة الحيوية. كثيرون يلجؤون إليها بحثًا عن الراحة النفسية أو الهروب من ضغوط الحياة اليومية. في هذا المقال، أشارككم تجربة حقيقية لسيدة خاضت هذه الرحلة، وما واجهته من تحديات صحية ونفسية، لعل فيها فائدة وعبرة للباحثين عن حلول سريعة لمشاكلهم.
البداية: بحث عن الراحة وسط الضغوط
تروي سامية، وهي جراحة، أنها مرت بفترة صعبة من حياتها، حيث شعرت بتعب نفسي شديد وضغط عمل متواصل. لم تكن متعمقة في الدين، وكانت تبحث عن أي وسيلة تساعدها على تجاوز هذه المرحلة. أثناء جلسة مذاكرة مع إحدى صديقاتها المقربات، لاحظت الصديقة أن سامية ليست على ما يرام، فنصحتها بالاستماع إلى بعض المحاضرات التي تتناول مواضيع دينية وتنموية، مثل تلك التي يقدمها أحمد عمارة.
مع الوقت، بدأت سامية تتابع هذه المحاضرات، ثم انجذبت تدريجيًا إلى عالم التأملات والطاقة الحيوية. بدأت تطبق بعض التمارين التي كانت تسمع عنها عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مثل اليوتيوب والتليجرام، بما في ذلك تمارين التحكم بالجسد، والذبذبات الصوتية، ومحاولة الوصول إلى ما يُسمى بـ"الإسقاط النجمي" أو "الطيران الروحي".
تجارب غريبة ومخيفة
مع استمرارها في هذه الممارسات، بدأت سامية تلاحظ أعراضًا غريبة على صحتها. تقول إنها شعرت في إحدى المرات وكأنها ارتفعت عن سريرها بمقدار شبر تقريبًا، رغم أنها كانت في كامل وعيها. لم تستطع تفسير ما حدث، وظلت تتساءل: هل هذا حقيقي أم مجرد وهم؟
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل بدأت تعاني من نوبات مرضية شديدة، مثل آلام حادة في البطن، دون أن تظهر الفحوصات الطبية أي سبب واضح. أُدخلت المستشفى عدة مرات، وكانت نتائج التحاليل دائمًا طبيعية. في إحدى المرات، أصر طبيب يعرفها شخصيًا على إجراء عملية جراحية، ليكتشف أثناء العملية وجود انسداد معوي غريب، وكتل جيلاتينية وأكياس غير مفسرة بين الأمعاء. كانت هذه الحالات نادرة جدًا، وعادة لا تحدث إلا للأطفال الصغار، مما أثار دهشة الأطباء.
التأملات والهلوسات: بين الواقع والخيال
خلال تجربتها مع تمارين التأمل والطاقة الحيوية، مرت سامية أيضًا بحالات من الهلوسة والشلل النومي. وصفت كيف كانت تشعر أحيانًا بأنها تؤدي روتينها اليومي بالكامل، لكنها في الحقيقة لا تزال في سريرها. كما كانت تعاني من حالات ترى فيها أشخاصًا يدخلون غرفتها أو تشعر بأن جسدها يرتفع عن الأرض، وهي حالات معروفة في علم النفس وتسمى "الهلوسات النومية" أو "شلل النوم".
أوضحت سامية أن هذه الحالات كانت مزعجة جدًا وتسببت لها في الكثير من الخوف والقلق، خاصة عندما لم تجد لها تفسيرًا طبيًا واضحًا.
الدافع وراء الدخول في هذه الممارسات
عندما سُئلت سامية عن سبب دخولها عالم التأملات والطاقة الحيوية، أجابت بأنها كانت تبحث عن حل سريع يخرجها من حالة التعب النفسي الشديد التي كانت تمر بها. الفضول والرغبة في التجربة، إلى جانب الحاجة الملحة للراحة، دفعاها للاستمرار في هذه الممارسات رغم الشكوك والمخاوف التي بدأت تراودها مع مرور الوقت.
الدروس المستفادة والتحذيرات
تجربة سامية تلقي الضوء على أهمية الحذر عند اللجوء إلى ممارسات غير مثبتة علميًا أو دينيًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية والجسدية. البحث عن حلول سريعة قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية، بل وربما يعرض الإنسان لمضاعفات صحية خطيرة يصعب تفسيرها أو علاجها.
من المهم أيضًا استشارة الأطباء والمتخصصين النفسيين عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية، وعدم الانسياق وراء تجارب الإنترنت أو نصائح غير المختصين، مهما بدت مغرية أو شائعة.
الخلاصة
رحلة سامية مع التأملات والطاقة الحيوية بدأت بالفضول والأمل، وانتهت بمعاناة صحية ونفسية معقدة. قصتها تذكرنا بأن الطريق إلى الراحة النفسية ليس دائمًا معبدًا بالحلول السريعة أو التجارب غير الموثوقة. التوازن بين الروح والجسد والعقل يتطلب وعيًا، واستشارة المختصين، وعدم المجازفة بصحتنا من أجل تجارب قد تكون نتائجها غير محسوبة.
إذا كنت تمر بظروف صعبة، تذكر أن طلب المساعدة من المختصين هو الخيار الأكثر أمانًا وفاعلية، وأن صحتك أمانة بين يديك.
https://www.youtube.com/watch?v=m992uKpJyCw