اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع الطاقة واليوغا: رحلة تحذيرية من عالم الظواهر الروحانية

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالتنمية الذاتية مفاهيم مثل الطاقة، اليوغا، التأمل، الريكي، والعلاج بالأحجار، وأصبحت هذه المصطلحات رائ

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالتنمية الذاتية مفاهيم مثل الطاقة، اليوغا، التأمل، الريكي، والعلاج بالأحجار، وأصبحت هذه المصطلحات رائجة في منصات التواصل الاجتماعي والدورات التدريبية. كثيرون يرونها طريقًا للراحة النفسية أو اكتشاف الذات، لكن خلف هذه الممارسات تجارب واقعية قد تحمل تحذيرات هامة، خاصة لمن يجهل أبعادها الدينية والنفسية. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية عميقة مع هذه الممارسات، وما تعلمته منها من دروس قد تنقذ الكثيرين من الوقوع في نفس الفخ.

البداية: من الحزن إلى البحث عن الراحة

بدأت رحلتي في عالم الطاقة واليوغا بعد مروري بفترة فقدان وألم نفسي شديد، حيث فقدت عدة أشخاص من عائلتي. وجدت نفسي محاطًا بأشخاص يمارسون اليوغا ويتحدثون عن فوائدها في تحقيق السلام الداخلي. بدافع الفضول والرغبة في الهروب من الحزن، بدأت أستمع إلى مقاطع عن التأمل وتنظيف الشاكرات والذبذبات الموسيقية على اليوتيوب. لم أكن أتعمق في الأفكار الفلسفية، بل كنت أبحث فقط عن وسيلة للشعور بالراحة.

الانغماس في عالم الطاقة

مع مرور الوقت، وجدت نفسي أتعمق أكثر في هذا العالم. بدأت أسمع عن الأحجار الكريمة، واشتريت بعضها من مصر. ثم تعرفت على مفهوم "الجارديان أنجل" (الملاك الحارس)، واتبعت تمارين خاصة للتواصل معه. في البداية، شعرت بنشوة غريبة، وبدأت أرى أحلامًا غريبة وتفاصيل دقيقة عن أشخاص متوفين من عائلتي. لاحقًا، أدركت أن هذه الظواهر ليست كما تبدو، وأن هناك قوى خفية تستغل نقاط ضعف الإنسان في لحظات الألم والوحدة.

من التأمل إلى السحر: مراحل متقدمة وخطيرة

لم يتوقف الأمر عند التأمل والأحجار. مع الوقت، دخلت دورات متقدمة في الريكي والتارو، حتى سافرت إلى الهند لتعلم هذه العلوم من مصادرها الأصلية. هناك، لاحظت أن الرموز المستخدمة في الريكي مرسومة على جدران معابد بوذية وهندوسية، وأن هناك طقوسًا غريبة تشبه طقوس السحر. خلال التدشين (Initiation) في الريكي، شعرت بغشاوة حولي وكأن هناك كيانات تحاول التلبس بي. بعد هذه التجربة، تغيرت حالتي النفسية والجسدية بشكل مرعب: ألم في الجسد، بكاء مستمر، شعور بالانفصال عن الذات، وأحلام مزعجة.

حقيقة الطاقة والريكي: سحر مقنع بغطاء علمي

مع الوقت، بدأت أكتشف أن كل ما يُروج له على أنه "علم طاقة" أو "علاج روحي" ما هو إلا سحر مقنع بغطاء علمي أو تنموي. الرموز، الطقوس، الأحجار، وحتى العقود التي يُطلب منك توقيعها في بعض الدورات، كلها وسائل لربط الإنسان بقوى خفية، وغالبًا ما يكون الهدف منها التربح المادي أو النفوذ الروحي على الآخرين.

العودة إلى الدين: النجاة الحقيقية

بعد معاناة طويلة، بدأت أبحث عن النجاة. عدت إلى قراءة القرآن، وبدأت أقرأ سورة البقرة والمعوذات بانتظام. استعنت بأشخاص موثوقين في الرقية الشرعية، وابتعدت عن كل ما له علاقة بالطاقة واليوغا والتأمل غير المشروع. أدركت أن الراحة الحقيقية والسلام النفسي لا يأتيان إلا بالقرب من الله والتمسك بالدين الصحيح.

تحذيرات هامة لكل باحث عن الراحة النفسية

  • لا تنخدع بالمظاهر العلمية أو الروحانية: كثير من ممارسات الطاقة واليوغا الحديثة مستمدة من عقائد وثنية أو طقوس سحرية، حتى وإن تم تغليفها بمصطلحات علمية أو تنموية.
  • احذر من الموسيقى والذبذبات: الاستماع المتكرر لمقاطع "تنظيف الشاكرات" أو الذبذبات قد يكون مدخلًا لتأثيرات نفسية وروحية خطيرة.
  • الأحجار والطلاسم ليست علاجًا: العلاج بالأحجار أو الرموز الغامضة قد يكون وسيلة لربط الإنسان بقوى غير مرئية، وقد يفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها بسهولة.
  • الرقية الشرعية الصحيحة فقط من الكتاب والسنة: لا تعتمد على مقاطع رقية غير موثوقة أو محرفة على الإنترنت. التزم بالآيات والأذكار الثابتة.
  • لا توقع عقودًا أو تكتب تعهدات في هذه الدورات: بعض الدورات تطلب توقيع عقود غريبة، وهذه قد تكون بمثابة "عقد روحي" يربطك بما لا تعلم.
  • ابتعد عن المدربين غير الموثوقين: كثير من المدربين يروجون لهذه العلوم بدافع الربح المادي أو النفوذ، وليس لديهم أي أساس علمي أو ديني صحيح.
  • لا تستهين بأي ممارسة مهما بدت بسيطة: حتى الاستماع العابر أو التجربة العابرة قد تكون مدخلًا لأمور خطيرة يصعب الخروج منها.

نصيحتي للممارسين والمدربين

  • اتقوا الله في أنفسكم وفي الناس: إذا كنتم تدركون حقيقة هذه الممارسات، فاعلموا أنكم تتحملون وزر من يتبعكم.
  • افتحوا عقولكم للرأي الآخر: استمعوا إلى تجارب من خرجوا من هذا العالم، وابحثوا في المصادر الدينية الموثوقة.
  • لا تجعلوا المال أو الشهرة هدفكم: التربح من معاناة الناس أو استغلال حاجتهم للراحة النفسية جريمة أخلاقية ودينية.

الخلاصة

تجربتي مع الطاقة واليوغا كانت رحلة قاسية، لكنها علمتني أن السلام النفسي الحقيقي لا يُشترى بدورات أو أحجار أو طقوس غامضة، بل يُنال بالقرب من الله والتمسك بالعقيدة الصحيحة. إذا كنت تبحث عن الراحة، فابحث عنها في القرآن والصلاة والدعاء، وابتعد عن كل ما يشوب عقيدتك أو يفتح عليك أبوابًا من الغيب لا تعلم عواقبها.

احذروا، وكونوا على وعي. فليس كل ما يلمع ذهبًا، وليس كل ما يُسمى علمًا أو طاقة هو في الحقيقة كذلك.

للمزيد من التوعية حول مخاطر اليوغا والطاقة والسحر المقنع، يمكنك متابعة قنوات متخصصة مثل "سحر اليوغا والطاقة" على يوتيوب وتليجرام.

https://www.youtube.com/watch?v=mlR17-YlBfs

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك