اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع مدربي التنمية البشرية وعلوم الطاقة: رحلة شكّ واكتشاف

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات التنمية البشرية وعلوم الطاقة بشكل واسع، وأصبح كثير من الناس يلجأون إليها بحثًا عن تطوير الذات وتحسين جودة الحياة. كنت

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات التنمية البشرية وعلوم الطاقة بشكل واسع، وأصبح كثير من الناس يلجأون إليها بحثًا عن تطوير الذات وتحسين جودة الحياة. كنت واحدة من هؤلاء، حيث بدأت رحلتي مع مدربة متخصصة في هذا المجال، بناءً على توصية من أختي التي كانت في البداية تحذرني من الانخراط في مثل هذه الدورات. رغم تحذيراتها، لم أكن مقتنعة تمامًا بمخاوفها وقررت أن أخوض التجربة بنفسي.

البداية: حماس واكتشاف

في البداية، انضممت إلى أول بث مباشر مع المدربة وعدد من المتدربات. كان الحديث يدور حول "القوانين الكونية" وكيف أن بعض الأشخاص عندما يطبقون هذه القوانين تتحسن حياتهم بشكل ملحوظ، بينما يبقى آخرون على حالهم إذا لم يطبقوها. كنت أستمع وأصدق معظم ما يُقال، وأشعر أنني على الطريق الصحيح.

لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بشيء غريب. كان هناك إحساس داخلي يخبرني أن هناك شيئًا غير مريح في بعض الأفكار المطروحة، خاصة عندما بدأت المدربة تتحدث عن جلسات "إرسال طاقة الحب للأرض"، وتربط ذلك بغضب الأرض من ذنوب البشر، وكأنها تفصل بين مشيئة الله وبين ما يحدث في الكون. هنا بدأت أشعر بالرفض الداخلي، إذ لا يمكنني أن أقتنع بأن الأرض تغضب بمعزل عن إرادة الله سبحانه وتعالى، خالق كل شيء.

الخلط بين الدين والتنمية البشرية

ما زاد من شكوكي أن المدربة كانت أحيانًا تخلط بين مفاهيم دينية وأفكار التنمية البشرية بطريقة غير منطقية. على سبيل المثال، كانت تقول إن من لم يقتنع بكلامها يجب أن يخرج من الجلسة لأن طاقته السلبية ستؤثر على الآخرين، وتربط ذلك بآيات من القرآن بشكل غير دقيق. كما كانت تردد أن من يحصل على هذا العلم هو "مصطفى" من الله، وأن الكون اختاره ليمنحه هذه المعرفة، وتستشهد بآية "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" للدلالة على ذلك.

كان هذا الأسلوب في الحديث يثير لدي الكثير من التساؤلات، خاصة عندما كانت تتحدث عن "تفكيك المعتقدات" و"تحسين الواقع"، وهي أفكار قد تبدو إيجابية في ظاهرها، لكنها كانت تدمجها بمفاهيم غريبة عن الاستحقاق وجذب الكورسات والطاقة الكونية.

التجربة العملية والتوثيق

من الأمور التي لاحظتها أيضًا أن المدربة كانت تشدد على ضرورة تدوين كل ما يقال في الدورات، وتعتبر أن هذه الملاحظات ستكون مرجعًا دائمًا للمتدربة. بالفعل بدأت أكتب وأوثق، ولاحظت أن الكتابة تساعدني على التركيز أكثر. لكن مع تكرار الاستماع للمحاضرات، بدأت ألاحظ تناقضات في كلام المدربة، وأحيانًا كانت تغير رأيها أو تدخل مفاهيم دينية بشكل غير دقيق.

العودة إلى الفطرة والدين

مع مرور الوقت، شعرت أن هناك أمورًا لا يمكن أن أقبلها بالفطرة، ولا تتماشى مع عقيدتي. بدأت أستعيد وعيي تدريجيًا وأدرك أنني كنت أمشي في طريق غير صحيح. شعرت أن الله أرسل لي رسالة تحذير من خلال هذه الشكوك الداخلية، وأن عليّ أن أعود إلى الطريق الصحيح وأبتعد عن مثل هذه الأفكار التي قد تخلط بين الدين والعلم بطريقة مضللة.

نصيحة من القلب

أود أن أشارك هذه التجربة مع الجميع، خاصة أولئك الذين قد يجدون أنفسهم في مواقف مشابهة. من المهم أن نكون واعين ونميز بين ما يتوافق مع ديننا وفطرتنا وما هو مجرد أفكار دخيلة قد تؤثر على معتقداتنا. ليس كل ما يُطرح في دورات التنمية البشرية وعلوم الطاقة صحيح أو مفيد، وبعضها قد يحمل أفكارًا خطيرة تمس العقيدة.

الحمد لله أنني أدركت ذلك في الوقت المناسب، وأتمنى لكل من يقرأ هذه الكلمات أن يكون حذرًا، وأن يستشير أهل العلم والثقة قبل الانخراط في أي دورة أو برنامج قد يؤثر على إيمانه أو فكره. فالهداية من الله، وعلينا دائمًا أن نطلب منه التوفيق والسداد.

خلاصة:

  • لا تتبع أي مدرب أو برنامج دون وعي وتمييز.
  • احرص على أن يكون ما تتعلمه متوافقًا مع دينك وفطرتك.
  • استشر أهل العلم إذا راودتك الشكوك.
  • الكتابة والتوثيق تساعدك على اكتشاف التناقضات.
  • الهداية نعمة من الله، فاحمده عليها واطلب المزيد من البصيرة.

هذه تجربتي، وأتمنى أن تكون عبرة وفائدة لكل باحث عن الحقيقة.

https://www.youtube.com/watch?v=qHAad_B-ofI

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك