تجربتي مع مدارس الطاقة: رحلة من الوهم إلى الحقيقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس الطاقة وممارساتها بشكل واسع بين الناس، حيث يدّعي الكثير من المدربين والمعالجين أنها طريق لتحقيق الراحة النفسية، الشفا
في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس الطاقة وممارساتها بشكل واسع بين الناس، حيث يدّعي الكثير من المدربين والمعالجين أنها طريق لتحقيق الراحة النفسية، الشفاء الجسدي، وجذب الأهداف. كنت واحدة من هؤلاء الذين انجذبوا لهذه الأفكار، وبدأت رحلتي مع مدارس الطاقة بحثًا عن حلول لمشاكل لم تكن في الأصل كبيرة، بل كان هدفي تطوير ذاتي فقط. لكن مع مرور الوقت، اكتشفت أن هذه المدارس لم تكن كما توقعت، بل كانت سببًا في ظهور مشاكل جديدة وتفاقم الأوضاع.
البداية: البحث عن الراحة والشفاء
عندما بدأت ممارسة جلسات الطاقة، لاحظت بعض التغيرات الغريبة في حياتي. كنت أرى خيالات وأحلام مزعجة، وأشعر بالخوف أحيانًا. في البداية، اعتقدت أن هذه مجرد أعراض مؤقتة، لكن مع الاستمرار، زادت الكوابيس وبدأت أشعر أن حياتي تتجه للأسوأ. لجأت إلى قراءة سورة البقرة وأذكار الصباح والمساء، ووجدت أن حالتي بدأت تتحسن تدريجيًا، خاصة مع الالتزام بالصلاة وترك ممارسات الطاقة.
تجربة شخصية مع المدربين والمعالجين
خلال تجربتي، تعاملت مع مدربين معروفين في هذا المجال، بل وشاركت في جلسات مع أشخاص يدّعون القدرة على الشفاء من خلال وضع الأيدي على مناطق معينة في الجسم أو استخدام رموز وتعويذات خاصة. لاحظت أن كل هذه الممارسات تعتمد بشكل أساسي على رموز غامضة وتعويذات مأخوذة من تراث غير إسلامي، وأحيانًا من طقوس ديانات أخرى. للأسف، لم أجد أي فائدة حقيقية، بل على العكس، بدأت تظهر مشاكل جديدة في حياتي، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي.
النتائج السلبية لممارسات الطاقة
خلال فترة انخراطي في مدارس الطاقة، لاحظت أن الأهداف التي كنت أعمل عليها توقفت، والعلاقات الاجتماعية بدأت تتدهور، بل وخسرت أشخاصًا كانوا مهمين في حياتي. حتى المدربون أنفسهم، الذين يظهرون أمام الناس بمظهر النجاح والسعادة، كانوا يعانون من مشاكل نفسية وصحية كبيرة في الخفاء. اكتشفت أن الكثير منهم يستفيدون ماديًا فقط من المتدربين، بينما حياتهم الحقيقية مليئة بالمشاكل.
خداع المظاهر والتسويق الزائف
من خلال متابعتي للمدربين على وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظت أنهم يعرضون دائمًا أفضل ما لديهم، ويخفون المشاكل الحقيقية. الهدف من ذلك هو جذب المزيد من المتدربين وتحقيق مكاسب مادية، وليس تقديم حلول حقيقية للمشاكل. في الواقع، كثير من هؤلاء المدربين يعيشون حياة صعبة، ويعانون من مشاكل نفسية وصحية، لكنهم يحرصون على إظهار صورة مثالية أمام الجمهور.
الحقيقة وراء مدارس الطاقة
مع مرور الوقت، أدركت أن كل ما يُمارس في مدارس الطاقة يعتمد على رموز وتعويذات، وغالبًا ما يكون هناك استحضار للجن والشياطين دون علم الممارسين بذلك. لا يوجد شيء اسمه علاج سحري أو تحقيق أهداف عن طريق جذب الطاقة. بل على العكس، هذه الممارسات قد تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية والاجتماعية، وتدمير العلاقات والأسر.
العودة إلى الطريق الصحيح
بعد هذه التجربة، عدت إلى الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار، ووجدت راحتي الحقيقية في القرب من الله والإيمان بالقدر. أدركت أن الله سبحانه وتعالى خلق فينا القدرة على التكيف مع الأحداث الصعبة، وأن الصبر والإيمان هما الطريق الحقيقي للراحة النفسية والشفاء.
نصيحة لكل من يفكر في دخول مدارس الطاقة
أنصح كل من يفكر في تجربة مدارس الطاقة أن يتوقف ويفكر جيدًا في العواقب. لا تنخدعوا بالمظاهر أو الادعاءات الكاذبة. الراحة النفسية والشفاء الحقيقي لا يأتيان إلا من خلال الإيمان بالله والتقرب إليه، وليس من خلال رموز وتعويذات لا أساس لها من الصحة. تذكروا أن الله هو الشافي والمعين، وأن كل ما يحدث لنا فيه خير حتى لو لم ندرك ذلك في البداية.
خلاصة القول
مدارس الطاقة ليست سوى وهم وخداع، وقد تؤدي إلى مشاكل أكبر مما تتخيلون. لا تبحثوا عن الحلول السريعة أو الطرق المختصرة، فالحياة تحتاج إلى صبر وإيمان وثقة بالله. ابتعدوا عن هذه الممارسات، وعودوا إلى الطريق الصحيح، والله يحفظكم جميعًا من كل شر.
https://www.youtube.com/watch?v=x_UuRVkQeIw