تجربتي مع ممارسات "الطاقة": تحذير من الوقوع في فخ الوهم والاستغلال
مرحبًا بكم جميعًا. أشارككم اليوم تجربتي الشخصية مع ما يُسمى بممارسات "الطاقة" مثل "الأكسس بارز" وغيرها من الجلسات التي انتشرت مؤخرًا تحت مسمى العلاج ا
مرحبًا بكم جميعًا. أشارككم اليوم تجربتي الشخصية مع ما يُسمى بممارسات "الطاقة" مثل "الأكسس بارز" وغيرها من الجلسات التي انتشرت مؤخرًا تحت مسمى العلاج البديل أو التشافي الذاتي. أكتب هذه الكلمات من باب النصح والتوعية، خاصة لمن يبحث عن حلول لمشاكله النفسية أو الجسدية ويقع فريسة للاستغلال.
البداية: بحث عن الراحة في وقت الأزمة
قبل سبع سنوات مررت بظروف صعبة أثرت على حالتي النفسية. في تلك الفترة، وجدت إعلانًا عن دورة "أكسس بارز" بسعر زهيد (150 ريال فقط) تحت شعار "تعلم كيف تشافي نفسك بنفسك". في البداية، بدا الأمر بسيطًا وغير مكلف، فقررت التجربة لعلّي أجد فيها ما يساعدني.
حضور الدورة: ممارسات غريبة وشكوك متزايدة
حضرت الدورة التي استمرت ثلاثة أيام، وكان الوقت طويلاً بالنسبة لي كأم لديها مسؤوليات. بدأ المدربون يشرحون كيفية وضع اليدين على الرأس وأماكن أخرى، ثم طلبوا منا أداء حركات غريبة شعرت بالحرج من تنفيذها، خاصة أنها لا تناسب عاداتنا أو قيمنا. عندما اعترضت، قيل لي: "يجب أن تقتنعي بكل شيء حتى تستفيدي"، ورافق ذلك عبارات غير مفهومة ومصطلحات غريبة.
جلسة "الصعود إلى السماء": تجاوزات خطيرة
بعد انتهاء الدورة، تواصلوا معي لدعوتي إلى جلسة مجانية أخرى. في هذه الجلسة، طلبت المدربة من الجميع إغلاق أعينهم والتخيل أننا نصعد إلى السماء الثانية ونرى الأرض من الأعلى! لم أستطع تقبل هذا الكلام، ورفضت إغلاق عيني بالكامل. شعرت بقشعريرة وخوف، خاصة عندما بدأوا يتحدثون عن خروج الأرواح من الأجساد والعودة إليها. عندما عبرت عن عدم شعوري بأي شيء مما يقولونه، قيل لي إن السبب أنني لم "أسلم روحي" أو لم أستسلم بالكامل!
خرجت من تلك الجلسة وأنا أشعر باكتئاب أشد مما كنت عليه، وبدأت أشعر باضطراب وحيرة من كل ما سمعته.
العودة إلى الطريق الصحيح: وعي ديني وعقلاني
الحمد لله أنني تحدثت مع إحدى قريباتي، وهي معلمة دين وواعية جدًا. ساعدتني على استيعاب حجم التجاوزات التي حدثت، وضحكنا سويًا على مدى السذاجة التي وصلت إليها تلك الممارسات، خاصة عندما يدّعون القدرة على تجاوز حدود الكون أو الصعود للسماء، وهو أمر لا يقدر عليه حتى الشياطين.
استغلال المشاعر والمشاكل الشخصية
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حاولت بعض المشارِكات استغلال وضعي الشخصي، مدعيات أنهن قادرات على إرجاعي لزوجي السابق باستخدام "قانون الجذب"! رفضت ذلك تمامًا، وأكدت أن هذه الأمور بيد الله وحده، ولا يمكن أن أستسلم لمثل هذه الأوهام.
تجربة في الهند: "جلسات طاقة" ومساجات وهمية
سافرت لاحقًا مع مجموعة إلى الهند، حيث قيل لنا إن هناك منتجعات تقدم جلسات غذاء وصحة. بعد المساج، عُرضت علي جلسة "طاقة" جديدة، حيث قامت المدربة بلمسي وقراءة عبارات غريبة. عندما استيقظت من النوم، قالت لي إن يدي أصبحتا ثقيلتين لأن "الطاقة السلبية خرجت مني"! أدركت حينها أنني وقعت في فخ جديد، وقررت الاكتفاء بالغذاء والمساج ورفضت أي جلسات طاقة أخرى.
جلسات تخسيس وهمية واستغلال مالي
عند عودتي، اقترحت عليّ إحدى السيدات جلسة "تخسيس بالطاقة والأكواد". أكدت لي أنها لا تستخدم الطاقة، بل فقط تمارين. خلال الجلسة، قامت بلمسي حول الرقبة وأصدرت أصواتًا غريبة، ثم نمت دون أن أشعر بأي شيء. عند الاستيقاظ، طلبت مني 1200 ريال مقابل الجلسة! شعرت بالصدمة من هذا الاستغلال الواضح، خاصة أنها لم تذكر لي السعر مسبقًا، ولم أستفد شيئًا سوى النوم.
الدروس المستفادة: كن واعيًا ولا تكن فريسة للوهم
من خلال هذه التجارب، أدركت أن هناك من يستغل حاجات الناس النفسية أو الجسدية ليبيع لهم الوهم تحت مسمى "الطاقة" أو "العلاج البديل"، وغالبًا ما ينتهي الأمر باستنزاف المال دون أي فائدة حقيقية. كثير من هذه الممارسات لا تستند إلى أي أساس علمي أو ديني، بل تتجاوز أحيانًا حدود العقيدة.
نصيحتي لكل من يقرأ هذه الكلمات:
- لا تنخدع بالشعارات البراقة أو الأسعار الزهيدة في البداية.
- لا تسلم نفسك أو عقلك لأي شخص يدّعي قدرات خارقة أو حلولًا سحرية.
- استشر دائمًا أهل العلم والدين، وكن حذرًا من كل ما يخالف المنطق أو العقيدة.
- احرص على صحتك النفسية والجسدية بالطرق العلمية الموثوقة، ولا تبحث عن حلول سريعة في أماكن مشبوهة.
في النهاية، أحمد الله أنني خرجت من هذه الدائرة، وأتمنى أن يكون ما شاركته مفيدًا لكل من يمر بتجربة مشابهة. الوعي هو السلاح الأقوى ضد الاستغلال والوهم.
https://www.youtube.com/watch?v=iDDPoMV6thg