تجربتي مع قراءة الخرائط الفلكية: رحلة من الفضول إلى التوبة

في عالم اليوم، تنتشر الكثير من العلوم الزائفة والممارسات التي تدّعي معرفة الغيب أو التحكم في المستقبل، مثل قراءة الخرائط الفلكية والأبراج والطاقة وغير

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
5 دقائق
0

في عالم اليوم، تنتشر الكثير من العلوم الزائفة والممارسات التي تدّعي معرفة الغيب أو التحكم في المستقبل، مثل قراءة الخرائط الفلكية والأبراج والطاقة وغيرها. كثير من الناس ينجذبون إلى هذه الأمور بدافع الفضول أو القلق على المستقبل، خاصة عندما يواجهون تحديات في حياتهم الشخصية أو العائلية. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع قراءة الخرائط الفلكية، وكيف انتقلت من الانغماس فيها إلى التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح.

البداية: الفضول والبحث عن الأمان

بدأت قصتي في عام 2020، عندما كنت أماً لأربعة أطفال، أحدهم مصاب بالتوحد. كنت أعاني من قلق دائم حول مستقبل أطفالي، وأسأل نفسي: ماذا سيحدث لهم إذا فقدوني أو فقدوا والدهم؟ رغم أنني كنت ملتزمة بالصلاة ودرست التوحيد والعقيدة، إلا أن الفضول دفعني لمعرفة المزيد عن مستقبل أبنائي، فبدأت أتعلم قراءة الخرائط الفلكية.

التعمق في عالم الفلك: من مساعدة الآخرين إلى مواجهة المجهول

مع مرور الوقت، أصبحت بارعة في قراءة الخرائط الفلكية، وبدأت أساعد الآخرين ممن كانوا يعانون من مشاكل في حياتهم. في إحدى المرات، قرأت خريطة فلكية لشخص كان يعاني من التعب، ولاحظت فيها دلالات على أنه مسحور. بعدها بدأت أسمع أصواتاً غريبة، وشعرت وكأن هناك من يحاول التواصل معي من عالم الجن. كانوا يقولون لي إنني "زوهَر" وأن يدي لا تحمل رقماً، وبدأوا يهددونني بأطفالي.

إدراك الحقيقة: علوم زائفة وخطر على العقيدة

كنت أتساءل دائماً: من أين جاء علم الفلك القديم؟ هل كان لديهم أدوات متقدمة مثل الميكروسكوب؟ أدركت أن هناك علاقة بين هذه العلوم والشياطين، خاصة وأن أسماء الكواكب مأخوذة من أسماء آلهة وشياطين. بدأت ألاحظ أنني عندما تعمقت في هذه العلوم، شعرت بثقل وهمّ كبيرين على قلبي، رغم أنني كنت أرى أشياء قبل أن تحدث وأعرف أموراً عن المستقبل.

لكنني أدركت أن هذا ليس من حقي، وأن الله وحده هو من يعلم الغيب. هذه العلوم تبعد الإنسان عن دينه وعقيدته، وتجعله يعتمد على غير الله في معرفة مستقبله. كما لاحظت أن معظم من يمارسون هذه الأمور ليسوا أسوياء نفسياً، حتى وإن ادعوا غير ذلك.

التأثيرات السلبية: تشتت العلاقات وفقدان البركة

خلال تجربتي، لاحظت أن قراءة الخرائط الفلكية لا تقتصر فقط على معرفة الطبع أو السمات، بل تتدخل في تفاصيل دقيقة من حياة الناس، مثل معرفة هل الزوج يخون زوجته أو من سرق شيئاً في المنزل. هذا أدى إلى مشاكل كبيرة بين الأزواج والأسر، وتسبب في تدمير علاقات كثيرة بناءً على أوهام وتوقعات لا أساس لها من الصحة.

أما من الناحية المادية، فحتى الأموال التي كنت أحصل عليها من قراءة الخرائط لم يكن فيها بركة، رغم أنني كنت أتبرع بها. شعرت دائماً أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وأن الرزق الحقيقي والراحة النفسية لا تأتي إلا بالقرب من الله.

العودة إلى الطريق الصحيح: التوبة والسكينة

عندما سمعت حديث الشيخ عبد الله عن أن من يتعامل مع الأبراج لا تُقبل صلاته أربعين يوماً، شعرت بالخوف وقررت التوبة فوراً. تذكرت قول الله تعالى: "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات". شعرت براحة وسكينة لم أشعر بها من قبل، وزال عن قلبي ذلك الهم الثقيل.

أدركت أن الإنسان لا يجد الطمأنينة الحقيقية إلا بالقرب من الله، وأن كل ما يُقال عن الأبراج والطاقة والتارو وغيرها مجرد أوهام تضر الإنسان أكثر مما تنفعه. حتى لو بدا أن فيها فائدة، فإن ضررها على العقيدة والنفس كبير جداً.

نصيحتي لكل من يفكر في هذه العلوم

رسالتي لكل من ينجذب إلى هذه العلوم الزائفة: لا تدعوا الفضول أو القلق على المستقبل يدفعكم للابتعاد عن الله. مصيرنا مكتوب من قبل أن نولد، ولا خريطة فلكية أو توافقية يمكن أن تحدد مستقبلكم أو تغيره. ثقوا بالله، واهتموا بإيمانكم وثقافتكم فيما ينفعكم في دينكم ودنياكم.

احرصوا على الصلاة في وقتها، وابتعدوا عن العزلة والأفكار السلبية. اجلسوا مع أهلكم وأحبابكم، واملؤوا وقتكم بما ينفعكم. لا تنخدعوا بغطاء ديني مزيف يربط هذه العلوم بالصيام أو الذبح لغير الله، فهذه شركيات واضحة.

في النهاية، لا شيء يجلب الراحة والطمأنينة مثل القرب من الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. حفظكم الله من كل شر، ووفقكم للخير والصواب.

https://www.youtube.com/watch?v=Qcpy4ItYHXo

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك