تجربتي مع قراءة الخرائط الفلكية والتنجيم: رحلة من الانبهار إلى التوبة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة الاهتمام بقراءة الأبراج والخرائط الفلكية بين الشباب والفتيات، وأصبح الكثيرون يلجأون إلى "قارئي الخرائط" بحثًا عن إجاب
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة الاهتمام بقراءة الأبراج والخرائط الفلكية بين الشباب والفتيات، وأصبح الكثيرون يلجأون إلى "قارئي الخرائط" بحثًا عن إجابات تخص المستقبل أو العلاقات أو حتى الصحة النفسية والجسدية. لكن خلف هذا العالم البراق، هناك تجارب شخصية عميقة تحمل الكثير من الدروس والعبر، ومنها هذه القصة التي أرويها لكم اليوم.
البداية: فضول يتحول إلى شغف
بدأت رحلتي مع الأبراج قبل حوالي ست سنوات، عندما قام أحد الأشخاص بتحليل خريطتي الفلكية. أدهشني دقة التحليل، وشعرت أنني اكتشفت علمًا جديدًا يمكن أن يساعدني في فهم نفسي ومن حولي. لم يمض وقت طويل حتى بدأت أتعلم قراءة الخرائط الفلكية بنفسي، وكنت أطبق ما تعلمته على خريطتي وخريطة زوجي. في البداية، كان الأمر ممتعًا ومثيرًا، لكن سرعان ما بدأت المشاكل تتفاقم بيني وبين زوجي، وبدأت أفسر كل خلاف أو مشكلة من خلال "اتصالات سلبية" في الخريطة.
الانغماس في التنجيم والطاقة
بعد فترة قصيرة من تعلمي لهذا العلم، انجرفت أكثر نحو التنجيم ودخلت مجال الطاقة، وإن كان بشكل سطحي مقارنة بالتنجيم. صرت أستمتع بتحليل خرائط الآخرين مقابل المال، وكنت أشعر بالفخر كلما أدهشت أحدهم بتحليلي. لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بتعب نفسي شديد كلما قرأت خريطة جديدة، خاصة عندما أتعامل مع أشخاص يعانون من مشاكل روحية أو يشتكون من السحر.
التحذيرات والتجربة المريرة
رغم التحذيرات المتكررة من بعض المقربين بأن ما أفعله قد يكون له علاقة بالسحر أو التواصل مع الشياطين، كنت أرفض التصديق وأتمسك بأنني أستخدم فقط أدوات وتحليلات علمية. حتى أن أحد مفسري الأحلام قال لي صراحة إنني أتعامل مع السحر، لكنني تجاهلت كلامه.
وصل بي الحال إلى أنني بدأت أرى تأثيرًا سلبيًا واضحًا على حياتي وحياة من حولي. تفاقمت مشاكلي الأسرية، وبدأت أشعر بالخوف والقلق الدائم، لدرجة أنني فكرت في معرفة مستقبل أولادي من خلال الخرائط الفلكية، وهنا أدركت أنني دخلت في دوامة وهمية لا نهاية لها.
التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح
في لحظة صدق مع نفسي، قررت التوقف عن قراءة الخرائط الفلكية والتنجيم، وبدأت أبحث عن العلاج بالرقية الشرعية والعودة إلى الله. اكتشفت أن كثيرًا من المشاكل التي كنت أعيشها سببها انشغالي بهذه العلوم الباطنية، وأنني ظلمت نفسي وظلمت زوجي وأسرتي دون أن أشعر.
خلال فترة التوبة، واجهت صعوبات كثيرة، خاصة مع الأفكار والمعتقدات التي ترسخت في ذهني من خلال التنجيم والطاقة. لكن مع الوقت والصبر، تحسنت حالتي النفسية والعائلية، واستعدت هدوئي واستقراري.
حقيقة قراءة الخرائط الفلكية والتنجيم
من خلال تجربتي، أدركت أن ما يسمى بـ "قراءة الخرائط الفلكية" أو "تحليل الأبراج" ليس علمًا حقيقيًا، بل هو نوع من أنواع الكهانة والعرافة التي تعتمد على استدراج الناس وإيهامهم بمعرفة الغيب. كثير من "القراء" يستغلون حاجات الناس النفسية والعاطفية، ويستخدمون أساليب نفسية لجذبهم وإقناعهم بأنهم يعرفون تفاصيل حياتهم ومستقبلهم.
بل إن بعضهم يربط هذه التحاليل بمفاهيم الطاقة والشاكرات والطفل الداخلي والكارما وتناسخ الأرواح، وهي أفكار مستوردة من فلسفات شرقية لا تمت لديننا بصلة، بل قد تجر الإنسان إلى الشرك بالله والاعتماد على غيره في معرفة الغيب.
نصيحتي لكل من يفكر في اللجوء إلى التنجيم أو قراءة الخرائط
- لا أحد يعلم الغيب إلا الله: مهما بدا لك التحليل دقيقًا أو مقنعًا، تذكر أن علم الغيب عند الله وحده، وأن كل ما يقال في هذه الجلسات هو تخمينات أو استدراج من الشياطين.
- احذر من استنزاف المال والوقت: كثير من هذه الخدمات أصبحت تجارة تدر أرباحًا هائلة على أصحابها، بينما أنت تدفع مالك ووقتك دون فائدة حقيقية.
- لا تجعل الفضول يقودك إلى الضياع: البداية دائمًا تكون بدافع الفضول أو الرغبة في معرفة الذات، لكن النهاية قد تكون خسارة في الدين والدنيا.
- ابحث عن العلم النافع: استثمر وقتك ومالك في تعلم مهارات أو علوم حقيقية تعود عليك بالنفع في حياتك وعلاقاتك.
- العودة إلى الله هي الطريق للراحة النفسية: كلما ابتعدت عن هذه الممارسات وعدت إلى الله بالاستغفار والذكر وقراءة القرآن، وجدت السكينة والطمأنينة.
الخلاصة
تجربتي مع قراءة الخرائط الفلكية والتنجيم كانت درسًا قاسيًا تعلمت منه الكثير. أدركت أن الطريق إلى السعادة والراحة النفسية لا يمر عبر الأبراج أو الخرائط أو الطاقة، بل عبر الإيمان بالله والاعتماد عليه وحده. أنصح كل من يقرأ هذا المقال أن يحذر من الانجراف وراء هذه العلوم الباطنية، وأن يحرص على دينه وعقيدته، فالحياة قصيرة وأغلى ما فيها هو راحة القلب وسلامة النفس.
هل مررت بتجربة مشابهة أو لديك تساؤلات حول هذا الموضوع؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
https://www.youtube.com/watch?v=7q9FHegTugk