اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربتي مع تنظيف الهالة والطاقة: رحلة بين الأوهام والواقع

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والهالة والتنظيف الروحي بين الشباب والفتيات، وأصبح كثيرون يبحثون عن طرق لتطوير الذات من خلال هذه الممارسات. ف

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والهالة والتنظيف الروحي بين الشباب والفتيات، وأصبح كثيرون يبحثون عن طرق لتطوير الذات من خلال هذه الممارسات. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذا العالم، وكيف أثرت هذه الرحلة على حياتي بشكل لم أكن أتوقعه.

البداية: البحث عن التطهير والتنمية الذاتية

بدأت رحلتي عندما سمعت عن أهمية تنظيف الهالة والطاقة الشخصية. كان هدفي أن أرتقي بنفسي وأشعر بالسلام الداخلي، فبدأت أبحث عن مصادر وكتب ودورات تتحدث عن هذا الموضوع. قرأت كثيرًا، ثم قررت أن أبدأ بالتطبيق العملي من خلال الانضمام إلى دورات وبرامج متخصصة، حتى أنني دفعت مبالغ كبيرة للاشتراك فيها.

الأوهام التي رافقتني

منذ اللحظة التي بدأت فيها تطبيق تقنيات تنظيف الهالة، بدأت أشعر أنني أرتقي لمستويات أعلى، وأن طاقتي تتحسن. لكن مع كل مرحلة كنت أظن أنني أتقدم فيها، كنت ألاحظ أنني أفقد أشخاصًا من حولي. شعرت أنني كلما "تنظفت" أكثر، كلما ابتعد عني أصدقائي وأقاربي، حتى وصلت إلى مرحلة لم يعد يعجبني أحد، وبدأت أشعر بالوحدة.

التضحيات الغريبة

من أغرب الأشياء التي قمت بها خلال هذه الفترة، أنني شاركت في كورس اشترط عليّ أن أتخلص من كل ملابسي القديمة، والعطورات، وأي شيء يربطني بالطاقة السابقة. بالفعل أخرجت كل شيء من غرفتي، حتى أدوات المكياج، واحتفظت فقط بما اشتريته حديثًا. في ذلك الوقت، كنت أظن أن هذه الخطوات ستساعدني على التحرر من الطاقات السلبية.

العزلة والنتائج السلبية

مع مرور الوقت، بدأت أشعر أنني دخلت في عزلة تامة. فقدت تقريبًا كل من حولي، وجلست تسعة أشهر في البيت دون عمل أو تواصل اجتماعي. في البداية، لم أكن مدركة أن حالتي النفسية تتدهور، بل كنت أعتقد أنني أكتشف شيئًا جديدًا وأتطور. لكن الحقيقة أنني كنت أعاني من قلق شديد، وبكاء مستمر، وتخيلات غير واقعية، وأوهام بأنني أحقق تطورًا روحانيًا.

التكلفة المادية والمعنوية

خلال هذه الفترة، أنفقت مبالغ طائلة على الدورات والبرامج. كنت أظن أنني أستثمر في نفسي، لكنني اكتشفت لاحقًا أنني لم أحقق أي نتيجة إيجابية حقيقية. بل على العكس، تدمرت حياتي الاجتماعية والنفسية، واحتجت وقتًا طويلًا حتى أستعيد توازني من جديد.

الدروس المستفادة

من خلال هذه التجربة، أدركت أن البحث عن التطوير الذاتي أمر مهم، لكن يجب أن يكون مبنيًا على أسس علمية وعملية واضحة. المبالغة في اتباع أي منهج دون وعي أو تمحيص قد يؤدي إلى نتائج عكسية. كما أن التضحية بكل شيء من أجل "تنظيف الطاقة" قد يحرم الإنسان من علاقاته الاجتماعية وصحته النفسية.

نصيحتي لكل باحث عن التطوير

إذا كنت ترغب في تطوير ذاتك وتحسين حياتك، ابحث عن الطرق المتوازنة والمعتمدة علميًا. لا تنخدع بالوعود البراقة أو الممارسات غير المثبتة. حافظ على علاقاتك الاجتماعية وصحتك النفسية، ولا تجعل أي فكرة أو معتقد يبعدك عن واقعك وحياتك اليومية.

في النهاية، التجربة خير معلم، وأتمنى أن يستفيد كل من يقرأ هذا المقال من الدروس التي مررت بها، وأن يسعى دائمًا لتحقيق التوازن بين الروح والعقل والعلاقات الإنسانية.

https://www.youtube.com/watch?v=UHNOGAkSa7E

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك