تجربتي مع تقنيات الطاقة: رسالة إلى كل امرأة
في عالم اليوم، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي تدّعي تحقيق السعادة والراحة النفسية، ومن بين هذه المفاهيم ما يُعرف بـ"تقنيات الطاقة". كثير من
في عالم اليوم، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي تدّعي تحقيق السعادة والراحة النفسية، ومن بين هذه المفاهيم ما يُعرف بـ"تقنيات الطاقة". كثير من الناس، وخاصة النساء، قد يجدن أنفسهن منجذبات إلى هذه الممارسات بحثًا عن الطمأنينة أو علاج مشكلات حياتية. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه التقنيات، وأوجه رسالة صادقة إلى كل أخت وأم وابنة في مجتمعنا.
نعمة الهداية والعودة إلى الله
أول ما أود التأكيد عليه هو أهمية نعمة الهداية والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. بعد فترة من التأمل في حياتي قبل وبعد دخولي في مجال الطاقة، أدركت الفرق الكبير بين الحالتين. قبل أن أتعرف على هذه التقنيات، كنت أمًا، أختًا، وجارةً، أشارك في المجتمع وأقف إلى جانب من حولي. كنت أشعر بقيمتي كإنسانة نافعة لمن حولي، أُستشار وأُسأل وأدعم الآخرين.
لماذا التركيز على النساء؟
لاحظت أن هناك تركيزًا كبيرًا على النساء في هذه الممارسات، وكأن هناك من يريد أن يشتت دور المرأة في الأسرة والمجتمع. فالمرأة إذا فقدت توازنها أو ضاعت، يتأثر من حولها: أم، أخت، خالة، عمة، جارة، وابنة خالة. المرأة هي عماد الأسرة، وإذا تزعزعت، تزعزع المجتمع كله. لهذا السبب، أرى أن هناك من يستهدف المرأة بشكل خاص، لأن تدميرها يؤدي إلى تدمير الأسرة والمجتمع الإسلامي والفطرة السليمة.
الإحساس بالضياع والفراغ
عندما كنت أمارس تقنيات الطاقة، شعرت بفراغ داخلي غريب، لم أستطع تفسيره. كان هناك دائمًا شعور بعدم الراحة والانزعاج، وكأن هناك شيئًا ناقصًا في روحي. حتى من حولي لاحظوا هذا التغير في شخصيتي، ولم أكن أعرف كيف أصفه أو أتعامل معه.
تجربتي مع تقنية "إعادة الاتصال"
من بين التقنيات التي جربتها كانت تقنية تُسمى "إعادة الاتصال". تعتمد هذه التقنية على قراءة كتاب خاص بها ثلاث مرات متتالية، وبعدها يُقال إن الطاقة تتفعل في الجسم، ويمكن للممارس أن يعالج نفسه أو الآخرين عن بعد. لم أقم بعلاج أحد والحمد لله، لكني جربت التقنية على نفسي.
الغريب أنه في المرة الثالثة من قراءة الكتاب، حدث لي انهيار نفسي شديد، بكيت بكاءً لم أبكه في حياتي، حتى في أصعب لحظات فقد الأحبة. كان بكاءً غريبًا وعميقًا، شعرت فيه أن روحي تستنجد وأن نفسي حزينة بشكل غير مفهوم. بعد هذه التجربة، بدأت أشعر بحركات لا إرادية في يدي، وقيل لي إن هذا دليل على تفعيل الطاقة، وأن بإمكاني الآن تنظيف الشاكرات أو أعضاء الجسم أو استخدام قانون الجذب لحل المشكلات.
رسالة ونصيحة للأخوات
رسالتي إلى كل أخت تقرأ هذه الكلمات: لا تنخدعي بالمظاهر البراقة لهذه التقنيات. قد تبدو سهلة وبسيطة، مجرد قراءة كتاب أو حضور دورة، لكنها تحمل في طياتها آثارًا نفسية وروحية عميقة قد تضر أكثر مما تنفع. المرأة هي أساس الأسرة والمجتمع، واستهدافها بهذه الممارسات قد يؤدي إلى ضياع قيمنا وفطرتنا السليمة.
الحمد لله على نعمة الهداية والعودة إلى الله، فهي الطريق الحقيقي للطمأنينة والسعادة. أنصح كل أخت بالتمسك بدينها وقيمها، وعدم الانسياق وراء أي ممارسة غير واضحة المصدر أو الأثر. الطمأنينة الحقيقية لا تأتي إلا من الإيمان والثقة بالله، وليس من تقنيات قد تضر أكثر مما تنفع.
خاتمة
في النهاية، تجربتي مع تقنيات الطاقة كانت درسًا مهمًا في حياتي. تعلمت أن البحث عن الراحة النفسية يجب أن يكون من خلال الطرق الصحيحة والثابتة، وأن أكون يقظة لما يُروج في مجتمعاتنا من أفكار وممارسات قد تبدو بريئة لكنها تحمل في طياتها الكثير من المخاطر. حافظي على نفسك، وكوني دائمًا مصدر قوة وإيجابية لمن حولك، فالمجتمع بحاجة إلى نساء واعيات ومتمسكات بقيمهن.
https://www.youtube.com/watch?v=WKk8XLfEU58