اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

طاقــة المــكان والفنــغ شــوي: حقيقة أم خرافة؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس مفاهيم جديدة تتعلق بـ"طاقة المكان" و"الفنغ شوي" (Feng Shui)، حتى أصبحت هذه المصطلحات تتردد في الدورات التدريبية،

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس مفاهيم جديدة تتعلق بـ"طاقة المكان" و"الفنغ شوي" (Feng Shui)، حتى أصبحت هذه المصطلحات تتردد في الدورات التدريبية، وصفحات التواصل الاجتماعي، وكتب تطوير الذات. لكن ما حقيقة هذه الأفكار؟ وهل لها أساس علمي أو ديني؟ في هذا المقال، سنناقش أبرز المعتقدات المتعلقة بطاقة المكان، ونكشف حقيقتها من منظور علمي وشرعي.

ما هي طاقة المكان والفنغ شوي؟

الفنغ شوي هو فلسفة صينية قديمة تدّعي أن ترتيب الأثاث والأشياء في المنزل يؤثر على الطاقة المحيطة بالإنسان، وبالتالي على صحته وراحته وحظه في الحياة. انتشرت هذه الفلسفة في العالم الغربي، ثم وجدت طريقها إلى مجتمعاتنا العربية، حيث بدأ البعض يروج لفكرة أن تنظيم المنزل أو وضع أشياء معينة فيه يجلب السعادة أو الرزق أو الصحة.

أشهر المعتقدات حول طاقة المكان

يعتقد بعض الناس أن شكل الهرم له طاقة خاصة، ويزعمون أنه يحفظ الطعام، ويحسن الصحة، ويحفز النشاط الذهني، بل ويجلب الطاقة الكونية ويفتح الشاكرات. لكن الحقيقة أنه لا توجد أي دراسات علمية تثبت صحة هذه الادعاءات، بل إن التجارب أثبتت بطلانها. الاعتماد على هذه الأفكار يدخل في دائرة التمائم الشركية، التي نهى عنها النبي ﷺ، حتى لو لم يعتقد الإنسان أن الهرم ينفع أو يضر بذاته، فمجرد اعتباره سببًا لجلب النفع أو دفع الضرر دون دليل شرعي أو علمي، يُعد من الشرك الأصغر أو الأكبر بحسب الاعتقاد.

تنتشر مزاعم بأن وضع نبات الصبار أو النباتات الشوكية في المنزل ينقي الجو من الإشعاعات، ويطرد الحسد، ويجلب الطاقة الإيجابية. علميًا، النباتات تقوم بعملية التمثيل الضوئي، أي أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين نهارًا، وتنعكس العملية ليلًا. أما فكرة "تنقية الجو من الإشعاعات" أو "جلب الطاقة" فهي خرافة لا أساس لها من الصحة، ولم تثبتها أي جهة علمية موثوقة.

انتشر كتاب "سحر الترتيب" لماري كوندو، والذي يقدم نصائح حول تنظيم المنزل والتخلص من الفوضى. رغم أن الترتيب والنظافة من الأمور المحمودة، إلا أن الكاتبة تبني أفكارها على فلسفات الطاقة والفنغ شوي، وتدّعي أن الجمادات لها وعي وتتأثر بمشاعر الإنسان، وأن الترتيب يجلب الحظ ويؤثر على الصحة وحتى خسارة الوزن! هذه الأفكار مبالغ فيها ولا تستند إلى أي أساس علمي أو شرعي، بل تروج لفلسفات باطنية تخالف العقيدة الإسلامية.

يتم الترويج لفكرة أن وضع المرايا في أماكن معينة يجلب المال أو يغير الواقع، ويُربط ذلك بما يسمى "قانون الانعكاس". لكن فيزيائيًا، الانعكاس هو ارتداد الضوء عن سطح عاكس، ولا علاقة له بجذب المال أو تغيير القدر. استغلال المصطلحات العلمية في غير موضعها هو نوع من التضليل، ويهدف لجعل الأفكار الباطلة مقبولة عند الناس.

يدّعي بعض مروجي طاقة المكان أن لكل حيوان طاقة خاصة، وأن اقتناء تماثيل معينة يجلب الحظ أو يدفع الشر. كذلك يربطون بين الألوان ومصير الإنسان، فيزعمون أن لونًا معينًا يجلب السعادة أو النجاح. هذه الأفكار لا تستند لأي دليل علمي أو شرعي، بل هي امتداد لمعتقدات وثنية قديمة.

الموقف الشرعي والعلمي

الإسلام دين التوحيد، ويحث على التوكل على الله وحده، واعتقاد أن النفع والضرر بيد الله فقط. كل ما يتعلق بالتمائم، أو الاعتقاد بأن الجمادات أو الألوان أو الأشكال تجلب نفعًا أو تدفع ضررًا، يدخل في دائرة الشرك أو البدع. كما أن العلم الحديث لم يثبت أي فائدة حقيقية لهذه الممارسات، بل يعتبرها خرافات لا أساس لها.

كيف نحكم على الأمور؟

  • كل سبب يُدّعى أنه يجلب النفع أو يدفع الضرر يجب أن يثبت بالدليل الشرعي أو التجربة العلمية الموثوقة.
  • الترتيب والنظافة من الأمور المحمودة، لكن ربطها بالحظ أو القدر أو الصحة بشكل خرافي غير مقبول.
  • استعمال الألوان أو النباتات أو الأشكال في المنزل يجب أن يكون للراحة النفسية أو الجمالية فقط، دون ربطها بمعتقدات باطلة.

نصيحة أخيرة

احرصوا على تقوية علاقتكم بالله، وتوكلوا عليه وحده، ولا تنساقوا وراء الدعايات البراقة أو الدورات التي تروج للخرافات. تذكروا أن النفع والضرر بيد الله وحده، وأن كل ما يُروج له من طاقة المكان أو الفنغ شوي أو غيرها من الفلسفات الباطنية، ما هو إلا خرافات لا أساس لها من الصحة.

الخلاصة:

طاقة المكان والفنغ شوي ليست سوى خرافات مستوردة من ثقافات أخرى، لا تستند إلى علم ولا إلى دين. علينا أن نعود للأصول، ونحكم عقولنا، ونبتعد عن كل ما يخالف التوحيد والعقل السليم.

دمتم بخير، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق، ويهدينا جميعًا لما يحب ويرضى.

https://www.youtube.com/watch?v=91ToPtn2mxc

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك