🔵 تأصيل 2 : حقيقة الزوهريين الأستاذة ( ندى محمد )

بقلم الأستاذة ندى محمد – قناة سحر اليوغا والطاقة في هذا المقال، نسلط الضوء على موضوع "الزوهريين" الذي انتشر في المجتمعات العربية والإسلامية، ونكشف أص

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق
0

حقيقة الزوهريين: بين الخرافة والحقيقة

بقلم الأستاذة ندى محمد – قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في هذا المقال، نسلط الضوء على موضوع "الزوهريين" الذي انتشر في المجتمعات العربية والإسلامية، ونكشف أصوله الفكرية والدينية، ونوضح مخاطره من منظور علمي وديني. سنتناول المفاهيم المغلوطة حول الزوهريين، ونربطها بجذورها الغنوصية والقبالية، مع بيان أثرها على العقيدة الإسلامية.

من هم الزوهريون؟

يُقال عن بعض الأشخاص أنهم "زوهريون"، أي أنهم يتمتعون بقدرات خارقة أو حظ استثنائي، أو لديهم قدرة على رؤية الغيب أو التواصل مع العوالم غير المرئية. وغالبًا ما يُربط هذا الوصف بصفات جسدية أو سلوكيات معينة تظهر منذ الطفولة، مثل رؤية أشياء غريبة أو الإحساس بأحداث غير طبيعية.

أصل الاعتقاد

يرجع أصل الاعتقاد بالزوهريين إلى موروثات شعبية ودينية متداخلة، تتغذى على أفكار الغنوصية القديمة والقبالة اليهودية، وتجد لها صدى في بعض طقوس التصوف والمدارس الباطنية. وقد ساهمت هذه الأفكار في نشر خرافات حول وجود أشخاص مختارين لديهم "قوة نفسية" أو "عين ثالثة" أو قدرات خارقة.

الزوهريون بين العلم والخرافة

الرؤية الإسلامية

من منظور إسلامي، لا يوجد ما يسمى بالزوهريين أو الأشخاص ذوي القدرات الخارقة منذ الولادة. فالنبي محمد ﷺ أوضح أن الشيطان يحضر الإنسان في جميع أوقاته، وأن ما قد يراه الطفل من أمور غريبة هو من تسلط الشيطان وليس دليلاً على امتلاك قوة خارقة.

دور الأم في حماية الطفل:إذا لاحظت الأم أن طفلها يروي رؤى غريبة أو يدعي رؤية أشياء غير مألوفة، فعليها أن تحصنه بالأذكار الشرعية وتلهيه ليصرف ذهنه عن هذه الأمور. التركيز على هذه الظواهر قد يؤدي إلى ترسيخها في ذهن الطفل، مما يصعب التخلص منها لاحقًا إلا بالرقية والعلاج النفسي.

خرافة التوارث

يعتقد البعض أن الزوهريين يولدون من آباء وأمهات زوهريين، وأنها صفة موروثة تنتقل عبر الأجيال. هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، بل هو خرافة تهدف إلى تضخيم الفكرة وإضفاء طابع القداسة عليها.

الزوهريون والغنوصية والقبالة

جذور غنوصية

ترجع فكرة الزوهريين إلى الديانات الغنوصية التي تعتقد أن الإنسان يحمل جزءًا من الإله بداخله، وأن هناك أرواحًا مختارة لها قدرات خاصة. هذه الأفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية التي تميز بين الأنبياء (الذين أيدهم الله بالمعجزات) وبين بقية البشر.

إسقاط النبوة

من أخطر ما في هذه الأفكار أنها تخلط بين الكرامات والمعجزات، وتساوي بين الزوهري والنبي، مما يؤدي إلى إسقاط ركن الإيمان بالأنبياء، وإدخال الناس في متاهات باطنية خطيرة.

العين الثالثة والقوى النفسية

تروج مدارس الطاقة والوعي لفكرة "فتح العين الثالثة" أو "القوى النفسية"، وتدعي أن هذه القدرات ترفع الإنسان إلى مستويات روحية عالية. هذه المفاهيم مستمدة من الغنوصية والقبالة، وتهدف إلى جعل الإنسان يعتقد أنه قادر على التحكم في مصيره والوصول إلى الكمال.

الأبراج والعرق السادس: خرافات حديثة

يرتبط الزوهريون في بعض المعتقدات بالأبراج الهوائية (الجوزاء، الميزان، الدلو)، وتُربط هذه الأبراج بكواكب وأسماء شياطين في التراث الغنوصي. كما تظهر خرافة "العرق السادس" الذي سيأتي ليخلص البشر من الموت والمرض والهرم، ويحولهم إلى كائنات خارقة، ثم ينتقلون إلى كوكب الزهرة في العرق السابع. هذه الأفكار لا أساس لها في الإسلام أو العلم، بل هي من موروثات الديانات الباطنية.

القبالة: الجذور اليهودية للفكرة

ما هي القبالة؟

القبالة هي مدرسة صوفية يهودية تشرح الكون والحياة والإله بطريقة فلسفية باطنية. تعتقد القبالة أن الإنسان صورة من الإله، وأن فهم الإنسان لنفسه يعني فهم الإله. وتحتوي القبالة على أفكار حول شجرة الحياة، والسفرات، والانبعاثات النورانية، وغيرها من المفاهيم الغيبية.

العقائد التوفيقية

انتقلت أفكار القبالة إلى المجتمعات الإسلامية عبر ما يسمى "العقائد التوفيقية"، أي الأفكار التي يتم تهذيبها وتكييفها لتناسب بيئات وثقافات مختلفة. ومن هنا دخلت هذه الأفكار إلى التصوف وبعض مدارس الطاقة والوعي.

التصوف والمدارس الباطنية

التصوف، خاصة الغالي منه، يُعتبر أرضًا خصبة لانتقال الأفكار الغنوصية والقبالية. فكلما اقترب الخطاب الصوفي من لغة الناس وتدينهم، كان أكثر تأثيرًا في نقل هذه العقائد. التصوف المغالي يروج لفكرة تقسيم الروح والنفس، ويفتح الباب أمام الخوض في الغيبيات بلا دليل شرعي، مما يؤدي إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة.

خطورة تقسيم الروح والنفس

من أخطر ما انتقل إلى المجتمعات الإسلامية من هذه الأفكار هو تقسيم الروح والنفس، والاعتقاد بوجود مستويات روحية متعددة. هذه الفكرة لم يأت بها القرآن ولا السنة، بل هي من اختراعات المدارس الباطنية، وتهدف إلى فتح الباب أمام الخرافة والبدع.

التعامل مع الغيبيات في الإسلام

أمور الغيب في الإسلام لا تُؤخذ إلا من نصوص قطعية الدلالة والثبوت، ولا يجوز تأويلها أو التوسع فيها بلا دليل. الخوض في الغيبيات وتفسيرها على ضوء الأفكار الباطنية يوقع الإنسان في الانحراف والضلال.

خاتمة

فكرة الزوهريين ليست سوى خرافة غنوصية وقبالية تسربت إلى المجتمعات الإسلامية عبر التصوف والمدارس الباطنية. لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالزوهريين أو الأشخاص ذوي القدرات الخارقة. على الأمهات والآباء توعية أبنائهم وتحذيرهم من هذه الأفكار، والرجوع إلى القرآن والسنة في التعامل مع الأمور الغيبية.

دعوة للتعلم والنقاش

ندعوكم للبحث والتعمق في مصادر العقيدة الصحيحة، وعدم الانجرار وراء الخرافات والأفكار الدخيلة. كما سنخصص في الأسبوع القادم بثًا خاصًا حول القبالة وأثرها على الفكر الديني، فكونوا على الموعد لمزيد من التوضيح والنقاش.

المراجع المقترحة:- القرآن الكريم والسنة النبوية- كتب نقد التصوف والغنوصية- دراسات حول القبالة والديانات الباطنية

**بقلم الأستاذة ندى محمد – قناة سحر اليوغا والطاقة*

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك