🔵 تأصيل 2 : رد الشيخ أبو مالك المبرد على 5 مقاطع للمدربة سونيا ( الله ونبيه كلفوني برسالة )
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة – مراجعة وتعليق الشيخ أبو مالك المبرد في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة ادعاء بعض المدربين والممارسين في مجالات الط
الرد العلمي على ادعاءات التواصل مع أرواح الأنبياء: تحليل ونقد
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة – مراجعة وتعليق الشيخ أبو مالك المبرد
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة ادعاء بعض المدربين والممارسين في مجالات الطاقة والباراسيكولوجي قدرتهم على التواصل مع أرواح الأنبياء والأولياء، بل ونقل رسائل روحية أو تحذيرات من خلال ما يسمونه "وسطاء روحيين" أو "كائنات أثيرية". وقد أثارت هذه الادعاءات جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والاجتماعية، خاصة مع تصاعد موجة البرامج والبثوث المباشرة التي تتناول هذه المواضيع.
في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء في نقاش الشيخ أبو مالك المبرد حول خمس مقاطع للمدربة سونيا، والتي ادعت فيها أن الله ونبيه كلفاها برسالة خاصة، ونحلل هذه الادعاءات في ضوء النصوص الشرعية والعقلية، مع تقديم نصائح عملية للقراء.
أصل الادعاء: التواصل مع أرواح الأنبياء
بدأت المدربة سونيا حديثها بالقول إنها مختصة في علوم الباراسيكولوجي، وأنها اعتادت التواصل مع أرواح الأنبياء والأولياء، وتعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا في الغرب، بل وتدعي أن الدول الغربية تستفيد من هؤلاء الوسطاء الروحيين في حل القضايا الغامضة. وتزعم أن لديها عشرات الوسطاء الروحيين، وأن التواصل مع "جنود الله" من الملائكة أو غيرهم أمر متاح وسهل عبر قنوات أثيرية.
تسعى سونيا من خلال نشر هذه الأفكار إلى طمأنة من يشاركونها نفس القناعات، وتشجيعهم على عدم الشعور بالغربة، وتدعي أن هذه العلوم عادت بقوة بسبب ابتعاد الناس عن الروحانيات.
الرد الشرعي والعلمي: بيان الحقائق وتفنيد الادعاءات
1.حقيقة الكهانة والتواصل مع الغيب
أوضح الشيخ أبو مالك أن النبي محمد ﷺ أخبرنا أن الكهان يكذبون، وأن الشياطين قد تسترق كلمة من السماء وتضيف إليها مائة كذبة، فيصدقهم الناس بسبب تلك الكلمة الصحيحة. وأكد أن سؤال الكهان وتصديقهم لا يجوز شرعًا، وأن هؤلاء دجالون وكذبة.
2.هل يعلم الأنبياء الغيب بعد وفاتهم؟
استشهد الشيخ بآيات صريحة من القرآن الكريم تبين أن الأنبياء لا يعلمون شيئًا عن أحوال الناس بعد وفاتهم. فعندما يسأل الله عيسى عليه السلام يوم القيامة: "أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ؟" يجيب: "ما قُلتُ لَهُم إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ..." ويؤكد أنه لا يعلم ما حدث بعد وفاته. وكذلك جميع الرسل يقولون يوم القيامة: "لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب".
3.ادعاء تلقي الرسائل من الأنبياء والأولياء
يرى الشيخ أن ادعاء تلقي رسائل من الأنبياء أو الأولياء بعد وفاتهم هو تكذيب صريح للقرآن والسنة. فالله سبحانه وتعالى يقول: "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ" (فاطر: 13-14). أي أن الأموات لا يسمعون دعاء الأحياء ولا يستجيبون لهم.
4.الفرق بين الإلهام والوحي
استشهدت المدربة سونيا بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وادعت أن ما يحدث معها نوع من الإلهام أو "الحديث الداخلي". بيّن الشيخ أن الإلهام قد يقع لبعض الصالحين، لكنه لا يُبنى عليه تشريع أو أحكام، ولا يُستخدم لتغيير العقيدة أو ادعاء النبوة أو الرسالة. كما أن عمر بن الخطاب لم يدّعِ يومًا أنه يتلقى وحيًا أو أنه وسيط بين الناس والأنبياء.
5.ادعاء التجديد الديني وتكليف الله
ادعت سونيا أن الله كلفها برسالة لتجديد الدين، واستدلت بحديث "يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها". أوضح الشيخ أن التجديد المقصود هو إعادة الناس إلى صفاء الدين، وليس إضافة تعاليم جديدة أو فتح باب التواصل مع الأموات. كما أن الله سبحانه وتعالى لم يرسل بعد النبي محمد ﷺ أي رسل أو أنبياء، بل ختم الرسالة به.
6.الكائنات الأثيرية: حقيقة أم خرافة؟
تستخدم سونيا مصطلحات غامضة مثل "الكائنات الأثيرية" لتبرير مصادر رسائلها. يوضح الشيخ أن هذه الألفاظ غير محددة، وغالبًا ما يستخدمها السحرة والكهنة لستر أعمالهم. ويؤكد أن الشياطين قد توحي إلى أوليائها ليجادلوا المؤمنين ويضلوا الناس.
نصائح عملية للقراء
- التمسك بالتوحيد: أعظم ما يحفظ الإنسان من الشرك والضلال هو التمسك بعقيدة التوحيد، والرجوع إلى القرآن والسنة في كل أمر.
- عدم تصديق الدجالين: لا يجوز سؤال أو تصديق من يدّعي معرفة الغيب أو التواصل مع الأموات أو الكائنات غير المرئية.
- الرد على الشبهات: إذا صادفت من يروج لمثل هذه الأفكار، فلا تسكت، بل بيّن له الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد تكون كلمتك سببًا في هداية غيرك.
- التحقق من المصادر: لا تأخذ دينك من كل من هب ودب، بل ارجع إلى العلماء الثقات المعروفين بعلمهم وتقواهم.
- الحذر من التأثر بالغرب: ليس كل ما هو شائع في الغرب صحيح أو مقبول شرعًا. كثير من الخرافات والشعوذات تجد رواجًا هناك، لكنها لا تستند إلى علم أو دين.
- الدعاء بالثبات: كان النبي ﷺ يدعو: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". فاحرص على هذا الدعاء، وكن دائمًا على حذر من الفتن.
خاتمة
إن ما نشهده اليوم من انتشار الدجل والشعوذة وادعاء التواصل مع الغيب ليس أمرًا جديدًا، فقد حذر منه القرآن الكريم منذ قرون. لكن الجديد هو سهولة انتشار هذه الأفكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجرأة بعض الأشخاص على ادعاء ما لا يملكون عليه دليلاً من الشرع أو العقل.
واجبنا جميعًا أن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الصحيح، وأن نرد على هذه الشبهات بالبرهان والدليل، وأن نكون دعاة توحيد في زمن كثرت فيه البدع والخرافات.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن يجنبنا الشرك والضلال، وأن يجعلنا من الدعاة إلى الحق.
مصادر موثوقة للرجوع إليها
- القرآن الكريم
- صحيح البخاري ومسلم
- كتب العقيدة الإسلامية (مثل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب)
- فتاوى العلماء المعتبرين
ملاحظة:يمكنكم متابعة برامج الشيخ أبو مالك المبرد الأسبوعية على منصات التواصل الاجتماعي، وطرح الأسئلة والاستفسارات حول العقيدة والرد على الشبهات.