🔵 تأصيل 2 : شاهدوا ممارسات دم الحيض وكيف يعلمون بناتنا السحر وصيام الحائض وتدمير التوحيد والحياء
في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر بعض القنوات وورش التدريب مفاهيم وممارسات غريبة تتعلق بدم الحيض، حيث يتم الترويج لها على أنها طقوس روحية أو طرق لزيادة ا
ممارسات دم الحيض: بين الخرافة والخطر على التوحيد والحياء
في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر بعض القنوات وورش التدريب مفاهيم وممارسات غريبة تتعلق بدم الحيض، حيث يتم الترويج لها على أنها طقوس روحية أو طرق لزيادة الطاقة والوعي. هذه الممارسات، رغم أنها تبدو غريبة وصادمة للكثيرين، إلا أنها تلقى رواجًا بين بعض الفتيات والسيدات، ويتم تقديمها على أنها طرق لتعزيز الخصوبة أو التصالح مع الجسد. في هذا المقال نسلط الضوء على هذه الظواهر، ونوضح مخاطرها على العقيدة والحياء، ونكشف حقيقتها العلمية والدينية.
دم الحيض في الممارسات المعاصرة
تروج بعض المدربات لفكرة أن دم الحيض له خصائص طاقية وروحية فريدة، ويعتبرنه "الدم الوحيد في العالم الذي ينزف دون اعتداء". ويذهبن إلى أبعد من ذلك، فيدعين أن دم الحيض غني بالمعادن والفيتامينات والخلايا، وله قدرة على تغذية الأرض والنباتات، مستشهدات بممارسات من حضارات قديمة كانت تعيد دم الحيض للأرض وتعتبره "ينبوع الحياة".
من ضمن هذه الممارسات:
- خلط دم الحيض بالماء وسقي النباتات به: يقال أن ذلك يزيد من الخصوبة، ويُربط دم الحيض بالرحم المقدس، الذي يزعمون أنه مرتبط بآلهة الخصوبة في بعض الثقافات القديمة.
- رسم الأكواد أو الرموز على الوجه أو الجسد بدم الحيض: يُروج لهذا الفعل على أنه وسيلة لتحفيز الطاقة الداخلية أو تحقيق التصالح مع الذات.
- استخدام دم الحيض كماسك للوجه: حيث يتم استبدال الماسكات الطبيعية بماسك مصنوع من دم الحيض، بزعم أنه يساعد على رفع الوعي والتصالح مع الجسد.
المحفزات وبرمجة العقول
تعتمد هذه الممارسات على ما يسمى "المحفزات"، وهي طرق نفسية تهدف إلى برمجة العقل الباطن وتغيير القناعات. يتم تحفيز الفتيات على تقبل هذه الأفكار عبر أمثلة وصور واقعية، وتقديمها على أنها جزء من الوعي الحديث والتصالح مع الجسد، بل ويُشجعن على نشر هذه الأفكار بين صديقاتهن.
خطورة هذه الممارسات
هذه الممارسات ليست مجرد خرافات، بل تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على العقيدة والحياء:
- تقديس دم الحيض: ربط دم الحيض بمفاهيم مقدسة أو بآلهة مزعومة هو نوع من الشرك بالله، ويخالف التوحيد الذي هو أساس العقيدة الإسلامية.
- نشر أفكار سحرية وخرافية: مثل الاعتقاد بأن دم الحيض يحمل طاقة خارقة أو له تأثيرات روحية، وهذه أفكار لا أساس لها من الصحة، بل هي من بقايا السحر والشعوذة.
- إفساد الحياء والفطرة: دفع الفتيات لاستخدام دم الحيض في أمور غير طاهرة، أو رسمه على الجسد، أو حتى وضعه على الوجه، هو انتهاك للحياء والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
- تشجيع على مخالفة الشريعة: صيام الحائض أو ممارسة طقوس روحية أثناء الحيض، كلها أمور تخالف تعاليم الدين الحنيف.
موقف العلم والدين
علميًا، دم الحيض هو ناتج طبيعي لدورة الرحم الشهرية، ويحتوي على أنسجة وخلايا ميتة، ولا يوجد أي دليل علمي على أنه يحمل طاقة خارقة أو فوائد روحية أو جسدية عند استخدامه خارجيًا. بل إن استخدامه في الماسكات أو خلطه بالماء قد ينقل الأمراض أو يسبب التهابات.
أما دينيًا، فقد كرم الإسلام المرأة، ووضع أحكامًا واضحة للحيض، وحث على الطهارة والحياء، ونهى عن كل ما يخالف ذلك من خرافات أو ممارسات وثنية.
الخلاصة
من المهم أن نكون واعين لما يُروج له من أفكار وممارسات غريبة، وأن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الصحيح والعقيدة السليمة. دم الحيض ليس شيئًا مقدسًا أو مصدر طاقة خارقة، بل هو أمر طبيعي له أحكامه الشرعية، ويجب التعامل معه بما يليق من احترام للحياء والفطرة. علينا أن نرفض كل دعوة تروج للسحر أو الشعوذة أو مخالفة تعاليم الدين، وأن نحافظ على نقاء عقيدتنا وأخلاقنا.
حفظنا الله وإياكم من كل شر، ووفقنا للعلم النافع والعمل الصالح.