🔵 تأصيل : ضرب أوطاننا وولاة أمورنا من أهداف العصر الجديد
تحليل تعليمي لظاهرة استهداف المجتمعات العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن هناك موجة جديدة من الهجمات الفكرية والثقافية تستهدف ال
ضرب أوطاننا وولاة أمورنا: من أهداف العصر الجديد
تحليل تعليمي لظاهرة استهداف المجتمعات العربية والإسلامية
مقدمة
في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن هناك موجة جديدة من الهجمات الفكرية والثقافية تستهدف المجتمعات العربية والإسلامية، خصوصًا في ما يتعلق بالتشكيك في الأوطان وولاة الأمور. هذه الهجمات لا تأتي دائمًا بشكل مباشر، بل غالبًا ما تتسلل عبر مناهج فكرية حديثة، مثل بعض مدارس الطاقة والتنمية البشرية، التي تتبنى أفكار العصر الجديد وتروج لها تحت مسميات براقة كالعلم أو الحرية أو الوعي.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز محاور النقاش حول هذه الظاهرة، ونوضح كيف يتم استغلال الشباب والعقول، وما هي سبل الوقاية والحماية الفكرية والاجتماعية.
جذور المؤامرة: كيف بدأت؟
تحدث العديد من المتخصصين والمطلعين عن وجود منظمات عالمية ودولية في الغرب، يُقال إنها تتبع جهات خفية أو ماسونية، تسعى إلى اختراق عقول المجتمعات، سواء الغربية أو العربية، وبالأخص الإسلامية. هذه المنظمات تقدم أفكارها أحيانًا في ثوب العلم أو التنمية الذاتية، لكنها في الواقع تحمل أهدافًا خفية لتفتيت المجتمع، وتدمير القيم الدينية والأسرية.
من أبرز خطط هذه الجهات:-التشكيك في الولاء للأوطان وولاة الأمور.-زرع الشكوك حول العقيدة والدين.-تفكيك الأسرة والمجتمع من الداخل.-تقديم الشعوذات والأفكار المنحرفة كعلوم حديثة.
استهداف الشباب: لماذا نحن؟
يؤكد المتحدثون أن الشباب المسلم مستهدف في دينه أولاً، ثم في وطنه وأسرته. وتزداد حدة الاستهداف في بلاد الحرمين الشريفين، باعتبارها معقل التوحيد وقبلة المسلمين. من هنا تأتي أهمية تحصين الشباب بالعلم الشرعي الصحيح، وتوعيتهم بمخاطر هذه الأفكار الدخيلة.
تمت الإشارة إلى أن كثيرًا من الحركات المتطرفة، مثل الإرهاب وبعض الجماعات الضالة، تم صناعتها وتغذيتها من قبل أعداء الأمة، بهدف تشويه صورة الإسلام وتفريق المسلمين. وعندما فشلت هذه المحاولات في بعض الجوانب، لجأوا إلى أساليب أخرى، مثل علوم الطاقة والفلسفات الشرقية، لتسلل إلى عقول الشباب عبر بوابات العلم أو التنمية الذاتية.
كيف يتم الاختراق الفكري؟
تستخدم هذه الجهات عدة وسائل لاختراق المجتمعات:1.تقديم الأفكار المنحرفة على أنها علوم وفلسفات متقدمة، مثل الطاقة والريكي والسيطا وغيرها.2.استغلال ضعف القاعدة الدينية لدى بعض الشباب، حيث يسهل التأثير عليهم إذا لم يكونوا متجذرين في العلم الشرعي.3.تضخيم صورة الغرب وتقديمه كنموذج مثالي، في حين أن المجتمعات الغربية تعاني من مشاكل أخلاقية واجتماعية عميقة.4.زرع مفاهيم مغلوطة حول الحرية والوعي، والدعوة إلى التمرد على الأسرة والمجتمع والدين.
الولاء والبراء: صمام الأمان
من أهم المفاهيم التي يستهدفها هؤلاء هو مفهوم "الولاء والبراء" في الإسلام، والذي يعني الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من أعداء الدين. يحاول أصحاب هذه الأفكار الجديدة أن يشككوا في هذا المبدأ، ويدعون إلى الولاء لأفكارهم أو لمجتمعات خارجية، على حساب الولاء للوطن والدين.
النتيجة:- ضعف الانتماء الوطني والديني.- سهولة اختراق العقول وتوجيهها ضد أوطانها ومجتمعاتها.- تفكك الأسرة وارتفاع معدلات الطلاق والمشاكل الاجتماعية.
دور الأسرة والمجتمع في المواجهة
أكد المتحدثون على أهمية دور الأسرة، وخاصة الأمهات، في تحصين الأبناء ضد هذه الأفكار. يجب على الوالدين أن يكونوا خط الدفاع الأول، وأن يحرصوا على غرس العقيدة الصحيحة في نفوس أبنائهم، ومراقبة ما يتعلمونه وما يقرؤونه، وتوجيههم إلى مصادر العلم الموثوقة.
نصائح عملية:- تخصيص وقت يومي للحوار الأسري ومتابعة الأبناء.- تعليم الأبناء أهمية الولاء للدين والوطن.- تحذيرهم من الأفكار الدخيلة، وشرح حقيقتها وأهدافها.- تشجيعهم على طلب العلم الشرعي وحضور حلقات التحفيظ والدروس الدينية.
خطورة تسليم العقل للآخرين
من أخطر ما في هذه الأفكار أنها تدعو الإنسان لتسليم عقله للمدربين أو "الكوتشز" أو أصحاب مدارس الطاقة، فيصبح تابعًا لهم دون وعي أو إدراك. العقل هو مناط التكليف في الإسلام، ولا يجوز لأي مسلم أن يترك عقله لغيره، بل يجب أن يكون واعيًا، ناقدًا، متثبتًا من مصادر علمه.
التحذير:التسليم الكامل للعقل للآخرين قد يؤدي إلى الانحراف عن الدين، والتمرد على الأسرة والمجتمع، بل يصل الأمر أحيانًا إلى إنكار السنة والقرآن، والوقوع في الشركيات والبدع.
كيف نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا؟
- الرجوع للعلماء الثقات: استفتاء العلماء المعتبرين في كل ما يُشكل علينا من أمور الدين والدنيا.
- الاعتصام بالقرآن والسنة: فهم الدين على منهج السلف الصالح، والابتعاد عن البدع والفرق الضالة.
- الدعاء لولاة الأمور: الدعاء لهم بالصلاح والهداية، وعدم الانجرار خلف الدعوات التي تشكك فيهم أو تدعو للخروج عليهم.
- الوعي المجتمعي: نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول خطورة هذه الأفكار، والتحذير من الانسياق خلفها.
- المشاركة الإيجابية: تعزيز قيم التعاون والانتماء، والمشاركة في بناء المجتمع والدفاع عنه.
المخدرات الفكرية: أنواع وأخطار
تم تصنيف الأفكار المنحرفة والممارسات الدخيلة على أنها نوع من "المخدرات الفكرية"، التي تذهب العقل وتفقد الإنسان هويته وانتماءه. وتشمل هذه المخدرات:- المخدرات الكيميائية (المعروفة)- المخدرات الرقمية (إدمان الأجهزة)- المخدرات الطاقية (مدارس الطاقة)- مخدرات تطوير الذات (المنحرفة)- المخدرات السحرية (الشعوذة)- المخدرات الوهمية (الأفكار الزائفة)- المخدرات الترويجية (الدعاية للأفكار المنحرفة)
كل هذه الأنواع تؤدي إلى نفس النتيجة: مجتمع بلا عقل، بلا هوية، بلا انتماء.
خلاصة وتوصيات
- استهداف الأوطان وولاة الأمور من أخطر أهداف العصر الجديد، ويجب أن نكون جميعًا على وعي بذلك.
- الأسرة هي خط الدفاع الأول، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها في التربية والتوجيه.
- العقل نعمة عظيمة، فلا تسلمه لأحد، وكن دائمًا ناقدًا ومتفحصًا لما يُعرض عليك من أفكار.
- الرجوع للعلماء والاعتصام بالكتاب والسنةهو الحصن الحصين ضد كل الأفكار الدخيلة.
- الدعاء والصبر والمثابرةفي مواجهة هذه الهجمات الفكرية ضرورة لحماية الأجيال القادمة.
دعوة أخيرة
احرصوا على أوطانكم، وكونوا عونًا لولاة أموركم، وادعوا لهم بالصلاح والهداية. حافظوا على دينكم وعقيدتكم، وكونوا واعين لكل ما يُروج من أفكار أو ممارسات قد تهدد أمنكم الفكري والاجتماعي. فالمعركة اليوم ليست فقط عسكرية أو سياسية، بل هي معركة على العقول والقلوب.
حفظ الله أوطاننا وولاة أمورنا، ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.