🔵 تأصيل : حقيقة تحليل الشخصية والأنماط من خلال الوجه والصورة والكتابة والتوقيع والصوت والكف
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة انتشرت في السنوات الأخيرة موجة كبيرة من الاهتمام بتحليل الشخصية وأنماطها، حتى أصبحنا نرى من يدّعي القدرة على تحليل الشخ
حقيقة تحليل الشخصية والأنماط عبر الوجه والصورة والكتابة والتوقيع والصوت والكف: بين العلم والشعوذة
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
انتشرت في السنوات الأخيرة موجة كبيرة من الاهتمام بتحليل الشخصية وأنماطها، حتى أصبحنا نرى من يدّعي القدرة على تحليل الشخصية من خلال الوجه، أو الصورة، أو كف اليد، أو الصوت، أو حتى التوقيع والكتابة. ومع هذا الانتشار، اختلطت المفاهيم بين العلم الحقيقي والشعوذة، وأصبح كثير من الناس ضحية لهذه الادعاءات. في هذا المقال، سنسلط الضوء على حقيقة تحليل الشخصية، ونوضح الفارق بين الأساليب العلمية المعتمدة، والممارسات الزائفة التي تتخفى بلباس العلم أو الدين.
أولاً: تحليل الشخصية في العلم الحقيقي
1. الجذور العلمية لتحليل الشخصية
تحليل الشخصية هو مجال واسع في علم النفس والعلوم الإنسانية، وله جذور عميقة في البحث التجريبي. بدأ العلماء بدراسة السلوك البشري وأنماط الشخصية لفهم أسباب التصرفات المختلفة بين الناس، وتأثير البيئة، والتجارب، والعمر، والدين، والثقافة على تكوين الشخصية.
2. أهداف تحليل الشخصية العلمي
- العلاج النفسي:يستخدم تحليل الشخصية كأداة لفهم الحالات النفسية غير السوية، وتحديد العلاج المناسب.
- فهم السلوك البشري:يساعد في تفسير اختلاف ردود الأفعال بين الأفراد في نفس المواقف.
- التصنيف النفسي:يُستخدم لتحديد الفروقات بين الأشخاص، وفهم المزاج، وطريقة التفاعل، والقدرات الذهنية.
- الموارد البشرية:يُستخدم في اختيار الموظفين المناسبين للوظائف، وتقييم الأداء الوظيفي.
3. المدارس العلمية في تحليل الشخصية
هناك مدارس متنوعة في علم النفس التجريبي، من أشهرها نموذجالخمسة الكبار (Big Five)، الذي يعتمد على خمسة أبعاد أساسية للشخصية: العصبية، التوافق، الانبساط، الضمير، والانفتاح للتجربة. هذا النموذج مدعوم بالأبحاث العلمية، ويُدرّس في الجامعات ويُطبق في المؤسسات الكبرى.
4. من يحق له ممارسة التحليل العلمي؟
يجب أن يكون محلل الشخصية شخصاً مختصاً، يحمل ترخيصاً من جهات رسمية، ويعمل في مؤسسات معتمدة مثل المستشفيات أو مراكز الأبحاث. أما من يدّعي التحليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون مؤهل علمي أو ترخيص، فلا يُعتد بكلامه.
ثانياً: الشعوذة والتحليل الزائف للشخصية
1. أساليب التحليل الزائف
انتشرت في الآونة الأخيرة ممارسات تدّعي تحليل الشخصية عبر:- ملامح الوجه أو الصور- كف اليد أو خطوط الكف- الصوت أو الذبذبات الصوتية- التوقيع أو الخط أو الرسم- الألوان والهالة المزعومة- تاريخ الميلاد أو اسم الشخص
هذه الأساليب ليست لها أي أساس علمي، بل تعود جذورها إلى الفلسفات الوثنية القديمة، والسحر، والعرافة، والقبالة اليهودية، والممارسات الباطنية.
2. مصادر هذه الممارسات
- تحليل الوجه:مستمد من الفلسفات الهندوسية والبوذية القديمة، والحضارات اليونانية والرومانية.
- تحليل الخط والتوقيع:نشأ في أوروبا في القرن السابع عشر، متأثراً بفلسفات القبالة اليهودية.
- تحليل الصوت:يرتبط بمفاهيم الذبذبات الكونية والهالة الطاقية، ولا يوجد أي دليل علمي يدعمه.
- قراءة الكف:ممارسة قديمة في السحر الهندي والقبالة، وتدخل ضمن أساليب السحر الأسود والعرافة.
- تحليل الألوان والهالة:من منتجات حركة العصر الجديد (New Age)، ولا علاقة لها بعلم النفس.
3. خداع الألقاب والمسميات
يستخدم مروجو هذه الممارسات ألقاباً براقة مثل: دكتور، خبير، مستشار، مفسر أحلام، مدرب حياة، محلل لغة الجسد... وغيرها، لإضفاء الشرعية على ما يقدمونه، بينما هم في الحقيقة يمارسون أساليب الدجل والشعوذة.
ثالثاً: لماذا تنتشر هذه الممارسات؟
هناك عدة أسباب وراء انتشار هذه الظواهر في مجتمعاتنا:
- تقديم إجابات سريعة:في عصر السرعة، يبحث الناس عن حلول فورية لمشاكلهم النفسية والاجتماعية.
- جاذبية المسميات:العناوين البراقة تجذب الناس وتوهمهم بالعلمية.
- الإيحاء بالخوارق:الناس تميل لتصديق الأمور الخارقة والغريبة، وتبتعد عن الحلول التقليدية.
- الترويج تحت مسمى "علم النفس البديل":تم إلباس هذه الممارسات ثوب العلم، وادعاء أنها جزء من "علم النفس البديل"، وهو مصطلح لا أصل له في العلم.
- الربح المالي:كثير من هؤلاء يحققون أرباحاً طائلة من استغلال حاجات الناس وجهلهم.
رابعاً: الأضرار النفسية والدينية والاجتماعية
1. الأضرار النفسية
- الإحباط والاكتئاب:لأن ما يُقال لن يتحقق، فيصاب الإنسان بالإحباط.
- اضطراب الهوية:برمجة الإنسان على نمط أو برج أو كوكب وهمي.
- الوساوس والتفكير الزائد:انتظار تحقق التنبؤات الزائفة يسبب القلق الدائم.
- الانفصام النفسي:الشعور بأن هناك قوى خارجية تتحكم في الإنسان.
- الإدمان على الجلسات:التعلق الشديد بهذه الجلسات والشعور بعدم القدرة على الاستغناء عنها.
2. الأضرار الروحية والدينية
- الوقوع في الشرك:تصديق العرافين والكهنة يدخل في باب الشرك بالله.
- تبديل العقيدة تدريجياً:يتحول الإنسان من التوكل على الله إلى الإيمان بالطاقة والهالة والكواكب.
- الابتعاد عن العبادات:يفقد الإنسان طعم الدعاء والتوكل على الله.
3. الأضرار الاجتماعية
- الاستغلال المالي:دفع مبالغ طائلة مقابل جلسات وهمية.
- التأثير على العلاقات الأسرية:نشر الشكوك بين الأزواج والأقارب.
- التلاعب بالعقول:برمجة الناس على تصديق الأكاذيب والشعوذات.
خامساً: كيف نفرق بين التحليل العلمي والشعوذة؟
سادساً: أساليب الخداع المتبعة
- استغلال الضعف النفسي أو المشاكل الأسرية.
- إعطاء وعود كاذبة بالنجاح أو الزواج أو الرزق.
- الاستدراج بجلسات مجانية ثم طلب المال لاحقاً.
- استخدام مصطلحات علمية مضللة (ذبذبات، ترددات، كوانتوم...).
- التحايل باسم الدين أو الأحاديث الضعيفة أو التأويلات الباطنية.
سابعاً: الحكم الشرعي في التعامل مع هذه الممارسات
- من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.
- من أتى كاهناً أو عرافاً لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة.
- كل من يدّعي معرفة الغيب أو تحليل الشخصية عبر وسائل غير علمية فهو كاهن أو عراف.
ثامناً: نصائح عملية
- لا ترسل صورتك أو توقيعك أو تاريخ ميلادك لأي شخص غير موثوق.
- لا تثق بأي شخص يدّعي تحليل الشخصية عبر وسائل التواصل أو جلسات غير رسمية.
- تعلم التمييز بين العلم الحقيقي والشعوذة.
- استعن بالله، وادعوه، وخذ بالأسباب المشروعة.
- احرص على العلم الشرعي، وفهم العقيدة الصحيحة.
خاتمة
تحليل الشخصية علم حقيقي له أسسه وضوابطه، ويجب أن يُمارس في إطاره العلمي الصحيح، وتحت إشراف مختصين مرخصين. أما ما يُروج له من تحليل عبر الوجه، أو الكف، أو الصوت، أو التوقيع، أو الألوان، أو الأبراج، فهو شعوذة ودجل، يهدف إلى استغلال الناس مادياً وروحياً، وقد يؤدي إلى أضرار نفسية ودينية جسيمة. فلنكن جميعاً على وعي، ولنحذر من الوقوع في هذه الفخاخ، ولنحافظ على عقيدتنا وسلامة ديننا.
"اللهم احفظنا واحفظ أبناءنا من كل شر، واهدنا إلى الصراط المستقيم."