كشف المستور عن النورانيين: حقيقة طاقة القرآن وشعوذة الزئرجة والأوفاق والتعزيم والتمائم

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض المسلمين أفكار وممارسات غامضة تُنسب إلى ما يُعرف بـ"النورانيين". يدّعي أصحاب هذه المدرسة امتلاكهم علومًا خاصة، ويزعمون أن لديهم طاقة نورانية مستمدة من القرآن، ويستخدمون طلاسم وأوفاقًا وتعزيمات وتمائم يقال إنها تقربهم إلى الله. في هذا المقال، نسلط الضوء على هذه المدرسة، ونكشف حقيقتها، ونوضح خطورة الانحراف وراء هذه المعتقدات.

من هم النورانيون؟

النورانيون هم جماعة أو مدرسة تدّعي امتلاك قدرات خاصة وعلوم خفية، ويصفهم البعض بأنهم "سحرة العصر الجديد". يعتمد هؤلاء على أفكار وممارسات مأخوذة من مصادر غير شرعية، ويستمدون طاقاتهم، حسب زعمهم، من الشياطين والسحر، ويخلطون ذلك بادعاءات الكرامة والولاية والمنامات.

مصادرهم وطرقهم

يعتمد النورانيون على كتب ومراجع قديمة مثل "شمس المعارف" لأحمد البوني، ويستندون إلى تفسيرات باطنية للقرآن الكريم، محرفين معانيه ومتلاعبين بالأحاديث النبوية، ولا يأخذون إلا بالأحاديث الضعيفة والمنكرة. هذا التحريف يؤدي إلى تشويه أفكار المتلقي وإدخاله في طريق لا يرضاه الله ولا رسوله.

أبرز علومهم وممارساتهم

1.علم الزئرجة

علم الزئرجة هو نظام معقد يعتمد على رسم دوائر وطلاسم يُقال إنها تكشف الغيب وتحقق الأمنيات. يُروج له على أنه علم روحاني، لكنه في حقيقته نوع من أنواع السحر والشعوذة.

2.علم الأوفاق

الأوفاق هي جداول رقمية أو رموز يُعتقد أن لها تأثيرًا روحانيًا أو سحريًا. يُستخدم هذا العلم في صناعة التمائم والأحجبة، ويزعم أصحابه أنها تجلب الحظ أو تدفع الشر.

3.التعزيم والتمائم

التعزيم هو تلاوة طلاسم أو أدعية غير مأثورة، يُقال إنها تستدعي قوى غيبية لتحقيق أغراض دنيوية. أما التمائم، فهي أحجبة تُلبس أو تُحمل للوقاية أو جلب المنفعة، وهي محرمة شرعًا لما فيها من تعلق بغير الله.

4.الخيمياء الروحية

يدّعي النورانيون أنهم يمتلكون علم الخيمياء، أي تحويل الأرواح أو الطاقات، ويزعمون أن القرآن يحمل طاقة نورانية يمكن تسخيرها بطرقهم الخاصة.

خطورة المدرسة النورانية

تكمن خطورة هذه المدرسة في أنها تلبس الباطل ثوب الحق، وتدّعي القرب من الله، بينما هي في الحقيقة طريق للضلال والانحراف عن العقيدة الصحيحة. يعتمدون على العقل والهوى، ويبتدعون في الدين ما لم يأذن به الله، حتى أن بعضهم يدعي رؤية الملائكة أو النوم تحت عرش الله، وهي ادعاءات باطلة لا أصل لها في الشريعة.

موقف الإسلام من هذه الممارسات

الإسلام يحذر من السحر والشعوذة والاعتماد على الطلاسم والأحجبة، ويأمر بالتوكل على الله وحده، واتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. قال الله تعالى:**"واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون"*(سورة التوبة: 9)

الخلاصة

النورانيون ليسوا سوى امتداد لمدارس الباطنية والغنوصية التي ظهرت في الشرق، وهم يروجون لأفكار باطنية خطيرة تخرج المسلم عن جادة الصواب. من المهم التحذير من هذه الأفكار، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، وعدم الانجرار وراء كل من يدّعي امتلاك علوم خفية أو طاقات نورانية خارقة.

احذروا من هذه المدارس، وعودوا دومًا إلى مصادر الإسلام الصحيحة، واسألوا أهل العلم الموثوقين فيما أشكل عليكم.

**كتبه فريق قناة سحر اليوغا والطاقة، حرصًا على توعية المسلمين وكشف زيف الدعاوى الباطلة المنتشرة في عصرنا.*