🔵 تأصيل : كيف يبرمجون عقول الممارسين
من خلال متابعة العديد من القصص والتجارب الواقعية، يتضح أن هناك منهجية دقيقة تُستخدم في برمجة عقول ممارسي الطاقة والوعي وتطوير الذات، بحيث يتحول الإنسا
كيف يُبرمجون عقول الممارسين؟
تحليل منهجية التأثير في ممارسي الطاقة والوعي
من خلال متابعة العديد من القصص والتجارب الواقعية، يتضح أن هناك منهجية دقيقة تُستخدم في برمجة عقول ممارسي الطاقة والوعي وتطوير الذات، بحيث يتحول الإنسان تدريجيًا إلى شخص آخر، أحيانًا حتى دون أن يشعر بذلك. في هذا المقال، سنستعرض كيف تتم هذه البرمجة، وما هي العوامل التي تجعل الشخص أرضًا خصبة لها، وما هي الأساليب المستخدمة، وكيف يمكن الوقاية منها.
أولًا: لماذا يتغير الممارس؟
من الملاحظ أن ممارسي الطاقة والوعي أو حتى التنمية البشرية، قد يطرأ عليهم تغيرات جذرية في المعتقدات، المبادئ، الأخلاق، والعلاقات الاجتماعية والدينية. أحيانًا يصل الأمر إلى هدم علاقة فطرية بين الابنة وأمها، أو الزوجة وزوجها، أو حتى تغيير مفاهيم الدين والعادات والتقاليد.
السؤال هنا:كيف يمكن لمنهج العصر الجديد أن يغير الإنسان بهذه الطريقة العميقة؟
الإجابة تكمن في فهم كيف تُزرع الأفكار وتُعاد برمجة القيم والمفاهيم، حتى تصبح الأمور التي كانت خطوطًا حمراء في السابق، عادية أو حتى مرغوبة، دون مقاومة أو رفض يُذكر من الممارس.
ثانيًا: من هم الأكثر عرضة للبرمجة؟
هناك صفات وعوامل إذا توفرت في الشخص، يصبح أكثر قابلية للبرمجة والتأثر، ومنها:
1.الأمراض النفسية أو الصدمات السابقة
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض النفسية أو الصدمات العائلية أو فقدان الأحبة، يكونون أكثر هشاشة أمام التأثيرات الجديدة.
2.الإصابات الروحية أو الجهل الشرعي
- الجهل بأحكام العقيدة، أو عدم معرفة كيفية الرد على الشبهات الشرعية، أو حتى الجهل العلمي المتخصص، يجعل الممارس أرضًا خصبة للأفكار الغريبة.
3.الفراغ العاطفي أو الاجتماعي
- الفراغ الكامل، خصوصًا عند النساء في منتصف العمر أو من يعشن طلاقًا عاطفيًا، أو من يشعرن بالوحدة أو عدم الإنجاز.
4.الرغبة في التميز أو الفضول
- بعض الأشخاص لديهم رغبة قوية في التميز عن الآخرين أو الفضول لمعرفة عالم الغيبيات والخوارق.
5.ضعف الحالة المادية أو البحث عن حلول سريعة
- الرغبة في تحسين الدخل أو البحث عن حلول سحرية للمشاكل المالية أو الصحية.
6.تجارب الطفولة السلبية
- التنمر، التمييز بين الأبناء، سوء معاملة الوالدين، أو الإحساس بالنقص أو عدم الرضا عن الذات.
7.الحقد على المجتمع أو الدين أو العلماء
- بعض الممارسين يحملون مشاعر سلبية تجاه المجتمع أو الدين أو حتى أوطانهم، فيجدون في هذه المناهج متنفسًا أو مبررًا.
8.العزلة والانطواء
- الأشخاص المنعزلون اجتماعيًا أو فكريًا يكونون أكثر عرضة للبرمجة.
ثالثًا: القواسم المشتركة بين الممارسين القابلين للبرمجة
عند تحليل الحالات، نجد أن هناك قواسم مشتركة بين من يقعون ضحية البرمجة:
- اليأس والإحباط
- الجهل (بالدين أو العلم أو الحياة)
- الاستسلام والضعف
- الطمع أو الرغبة في حلول سريعة
- الألم النفسي أو الجسدي
- العزلة الاجتماعية أو الفكرية
كل هذه العوامل تجعل الشخص يدخل إلى هذه الممارسات وهو فاقد للتمييز والمقاومة، ما يسهل عملية زرع الأفكار الجديدة.
رابعًا: أساليب البرمجة والسيطرة على العقل
1.الأسلوب الروحي
- الاعتماد على ممارسات روحية مثل التأمل، والتنفس العميق، والطقوس التي تهدف إلى إحداث حالة من الانفصال عن الواقع، وتعطيل الحواس والمنطق.
2.الأسلوب المنهجي
- استخدام مناهج العصر الجديد، والتي تمزج بين علوم إنسانية حقيقية وأخرى زائفة، وتستغل نقاط الضعف لدى الممارس.
3.أسلوب التوجيه الشخصي
- الكاريزما الخاصة بالمدرب أو المدربة، وطريقة الحديث والإبهار بالمعلومات الجديدة، مما يخلق حالة من الانقياد الأعمى.
خامسًا: خطوات البرمجة العملية
1.مسح البيانات والمفاهيم السابقة
- يتم استهداف كل ما يؤمن به الممارس من مفاهيم وعلاقات وقيم، عبر عنصر الإبهار أو الصدمة الفكرية.
2.عنصر الإبهار
- استخدام فيديوهات وصور ومصطلحات علمية أو روحية غريبة، لإبهار الممارس وإشعاره بالنقص أمام المدرب.
3.ربط التغيير بالتقدم
- إقناع الممارس أن التغيير في المفاهيم والعادات هو السبيل الوحيد للتقدم والنجاح.
4.ربط الوعي بالتغيير
- كلما تغيرت داخليًا، كلما ارتقيت في سلم الوعي، حتى لو كان هذا التغيير ضد الفطرة أو الدين.
5.التخلي والتجلي
- إقناع الممارس أن تحقيق الأهداف (التجلي) لا يتم إلا بالتخلي عن كل شيء: القيم، العائلة، الدين، الموروث، حتى المشاعر.
6.قانون البدل
- استبدال العبادات والمفاهيم الدينية بممارسات طاقية أو روحية: التأمل بدل الصلاة، التوكيدات بدل الدعاء، الامتنان بدل الشكر، إلخ.
7.العزل الجسدي والفكري
- عزل الممارس عن أهله ومجتمعه، وإقناعه بعدم الاستماع لأي نصيحة خارجية.
8.تعظيم الأنا والمظلومية
- رفع مستوى الأنا لدى الممارس، وإقناعه بأنه مظلوم من المجتمع والدين والأسرة.
9.التلاعب بالمصطلحات والأدلة
- استخدام مصطلحات جديدة، وتفسير الآيات القرآنية خارج سياقها، والاستشهاد بأحاديث ضعيفة أو غير صحيحة.
10.تعليق النتائج على الممارس
- إذا لم تتحقق النتائج، فالعيب فيك أنت، ويجب أن تمارس أكثر، أو تشتري كورسات إضافية.
سادسًا: نتائج البرمجة
- تغيير كامل في المفاهيم والقيم
- ضعف الروابط الأسرية والاجتماعية
- الانفصال عن الواقع والمنطق
- التشكيك في الدين والعلماء والمجتمع
- الاعتماد الكامل على المدرب أو "العائلة الروحية"
- الشعور بالتميز الزائف والغرور الروحي
- الاستمرار في دوامة البحث عن حلول دون جدوى حقيقية
سابعًا: كيف تحمي نفسك أو من تحب؟
- تعزيز المعرفة الشرعية والعلمية
- الفهم الصحيح للعقيدة، والقدرة على الرد على الشبهات، وفهم العلوم التجريبية.
- الوعي بالمخاطر النفسية والاجتماعية
- إدراك أن الفراغ، أو الألم النفسي، أو البحث عن حلول سريعة، قد يجعلك فريسة سهلة.
- الحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية
- لا تسمح لأي جهة أن تعزلك عن أهلك أو مجتمعك أو دينك.
- عدم الانقياد الأعمى لأي مدرب أو منهج
- اسأل، ناقش، وابحث عن الأدلة الصحيحة.
- التوازن بين الروح والجسد والعقل
- لا تغفل عن أهمية الصحة النفسية والجسدية، ولا تفرط في أي جانب على حساب الآخر.
خلاصة
عملية برمجة عقول الممارسين في مجالات الطاقة والوعي ليست عشوائية، بل هي منهجية دقيقة تستغل نقاط الضعف النفسية والاجتماعية والدينية والعلمية. تبدأ من استهداف الفطرة، وتستمر حتى يصبح الممارس معزولًا عن كل ما كان يؤمن به. لذلك، فإن الوقاية تبدأ من تعزيز المعرفة والوعي، والحفاظ على الروابط الطبيعية، وعدم الانقياد خلف أي منهج أو مدرب دون تحقيق وتدقيق.
كن واعيًا، ولا تسمح لأحد أن يبرمج عقلك أو يسلب إرادتك.