🔵 تأصيل : الأعراض الجسدية والروحية لمدربين وممارسين الطاقة والتاروت والريكي و الثيتا والاكسس بارز
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع بين الشباب والفتيات العرب العديد من مدارس “الطاقة” مثل الريكي، الثيتا هيلينغ، التاروت، الأكسس بارز، وغيرها من تقن
الأعراض الجسدية والروحية لممارسي ومدربي الطاقة: حقيقة أم وهم؟
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع بين الشباب والفتيات العرب العديد من مدارس “الطاقة” مثل الريكي، الثيتا هيلينغ، التاروت، الأكسس بارز، وغيرها من تقنيات العصر الجديد (New Age). يروج المدربون والممارسون لهذه التقنيات بأنها طريق للشفاء، السعادة، تحقيق الأماني، وزيادة الوعي والسلام الداخلي. لكن خلف هذه الوعود البراقة، تظهر تجارب مؤلمة عاشها كثيرون ممن دخلوا هذا المجال، وانتهى بهم الأمر بمعاناة أعراض جسدية ونفسية وروحية خطيرة.
في هذا المقال، نستعرض بشكل علمي وموضوعي أهم الأعراض الجسدية والروحية التي تصيب ممارسي ومدربي الطاقة، ونناقش حقيقة هذه الأعراض، وهل هي فعلاً نتيجة علم وتقنية حديثة، أم أنها مؤشر على مخاطر خفية تتعلق بالسحر والشعوذة والانحرافات العقدية؟
كيف تبدأ القصة؟
غالباً ما يبدأ الأمر بدافع الفضول أو الرغبة في حل مشكلة نفسية أو صحية أو اجتماعية، أو بحثاً عن السعادة والثراء وتحقيق الأماني. يجد الشخص نفسه ينجذب إلى دورات الطاقة والتنمية الذاتية، ويبدأ بتجربة تمارين التأمل، الجذب، فتح الشاكرات، جلسات الريكي، الأكسس بارز، أو غيرها من التقنيات.
يتم تسويق هذه الدورات على أنها علمية، آمنة، ومرتبطة حتى بالروحانيات والدين أحياناً. لكن مع مرور الوقت، يلاحظ الممارس أو عائلته ظهور أعراض غريبة لم تكن موجودة من قبل.
الأعراض الجسدية والصحية الشائعة
تتعدد الأعراض الجسدية التي يشتكي منها ممارسو الطاقة، وغالباً ما تظهر بشكل تدريجي أو مفاجئ، ومنها:
- آلام مزمنة في المعدة أو الجهاز الهضمي: يشعر الشخص بألم متكرر في المعدة، فقدان الشهية، أو مشاكل هضمية لا يجد لها الأطباء تفسيراً واضحاً.
- آلام في أسفل الظهر أو العمود الفقري: ألم مستمر أو متقطع، لا يخف مع الأدوية أو جلسات العلاج الطبيعي.
- كدمات أو تورمات سطحية مجهولة السبب: تظهر علامات زرقاء أو انتفاخات على الجسم دون وجود إصابة واضحة.
- تساقط الشعر وظهور الشيب المبكر: يلاحظ الشخص ضعف الشعر وتساقطه بشكل غير طبيعي، أو ظهور الشيب في سن صغيرة.
- خمول شديد عند الاستيقاظ من النوم: صعوبة في النهوض، شعور دائم بالإرهاق وكأن الشخص جرى مسافات طويلة.
- هالات سوداء شديدة تحت العينين: حتى مع النوم الكافي، تظهر علامات التعب والإرهاق على الوجه.
- زيادة أو نقصان غير مبرر في الوزن.
- ضيق شديد في الصدر وقلق مستمر.
- طنين في الأذن أو ارتعاشات وتنميل متكرر في أجزاء من الجسم.
- رهاب، خوف غير مبرر، خاصة قبل النوم أو في الظلام.
- أرق شديد واضطرابات نوم: صعوبة في النوم إلا مع الإنارة أو المهدئات.
- تغير لون البشرة إلى الأسمر أو الباهت.
- تساقط الأظافر أو هشاشة العظام.
- تغيرات هرمونية واضحة: مثل اضطرابات الدورة الشهرية أو تأخر الحمل.
- ضعف التركيز، النسيان، اتخاذ قرارات خاطئة، غضب شديد، آلام الأسنان.
- ضعف الرغبة أو اضطراب السلوك الجنسي.
الأعراض الروحية والنفسية
الأخطر من الأعراض الجسدية، هي الأعراض الروحية والنفسية التي تظهر على الممارس، ومنها:
- التحرشات الجنسية أثناء النوم أو في الأحلام.
- رؤية الكوابيس المتكررة: الكلاب، الذئاب، الثعابين، أو أشباح سوداء وبيضاء.
- تخيلات بصرية أو سمعية: سماع أصوات، طرقات، أو رؤية رموز وأشكال هندسية.
- الشعور بوجود كائنات أو أشخاص في الغرفة، أو رائحة حريق غريبة.
- الشعور ببرودة تسري في العروق، أو صداع دائم في الجبين.
- رغبة شديدة في الرقص الغريب أو القيام بحركات غير معتادة.
- فقدان البركة في الرزق، تعطل في الوظيفة أو الزواج.
- تأثر الأبناء أو الأسرة بأعراض صحية أو نفسية غامضة.
- المشاكل الأسرية المفاجئة: صراخ، شجار، نفور بين الزوجين أو الأبناء.
- الابتعاد عن الصلاة أو الذكر، أو فقدان القدرة على إتمام العبادات.
- كره مفاجئ للزوج/ة أو العلماء أو المتدينين.
- تكرار الأسئلة الوجودية: من خلق الله؟ هل هناك إله؟ والوقوع في الشك والإلحاد.
- الاستسهال في الحرام: الزنا، العلاقات المحرمة، المال الحرام.
- تلف في بعض وظائف الدماغ بسبب تكرار الترددات أو التأملات العنيفة.
- الرغبة في إنهاء الحياة أو إيذاء أحد أفراد الأسرة.
- نزول دم أسود أو أعراض جسدية غريبة خارج أوقات العذر الشرعي.
- كره الوطن والمجتمع والدين، والرغبة في الهجرة أو الانعزال.
- رؤية رموز أو أشكال هندسية على الجبين أو اليدين أو الصدر.
- الرسم التلقائي لرموز غير مفهومة أو صور أشخاص مجهولين.
- سماع أصوات أو رؤية الشياطين بشكل واقعي.
- العيش في حالة من الشك الدائم، أو الشعور بالحزن والاكتئاب الشديد.
شهادات حية من تائبين وتائبات
خلال البث، شاركت العديد من الأخوات والإخوة بتجاربهم المؤلمة مع مدارس الطاقة، وأكدوا أن معظم هذه الأعراض بدأت تظهر بعد الانخراط في هذه الدورات، وأنهم كانوا يظنونها "تنظيفات" أو "تطور وعي"، لكن الحقيقة أنها كانت استدراجاً شيطانياً أدى بهم إلى المرض الجسدي والنفسي، وتدمير علاقاتهم الأسرية، بل والابتعاد عن الدين والعبادات.
أجمعوا على أن المدربين يبررون كل عرض جديد بأنه "مرحلة تطهير" أو "قشرة بصل"، ويطلبون المزيد من الجلسات والدفع المالي، دون أي نتيجة حقيقية، بل تزداد الحالة سوءاً مع الوقت.
هل هذه الأعراض طبيعية لعلم وتقنية؟
هنا يبرز السؤال الجوهري: هل من الطبيعي أن تظهر كل هذه الأعراض الخطيرة على من يمارس "علم" أو "تقنية" حديثة؟ هل لو تعلمت الرياضيات أو الفيزياء أو حتى علم النفس، ستصاب بهذه الكوارث؟
الإجابة المنطقية والعقلية: لا. فالعلم الصحيح لا يؤدي إلى أمراض نفسية أو جسدية أو روحية، ولا يسبب الشك في الدين أو انهيار الأسرة أو فقدان الصحة. بل العلم الصحيح يزيد الإنسان قوة وفهماً وسلاماً داخلياً.
أما إذا كانت النتائج كارثية بهذا الشكل، فهذا مؤشر واضح أن ما يُمارس ليس علماً ولا تقنية، بل هو باب من أبواب السحر والشعوذة، وفتح بوابات التعامل مع الشياطين، سواء علم الممارس ذلك أم لم يعلم.
لماذا يخدع المدربون الناس؟
يعتمد المدربون والمروجون لهذه المدارس على عدة أساليب:
- التدرج في طرح الأفكار: يبدأون بمواضيع التنمية الذاتية، ثم يدخلون تدريجياً في الطقوس والممارسات الروحانية.
- تجميل المصطلحات: استخدام ألفاظ مثل "الطاقة الإيجابية"، "الوعي"، "التأمل"، "البركة"، لإخفاء حقيقة الطقوس الشيطانية.
- الربط الكاذب بالدين: إقناع الممارسين أن ما يفعلونه لا يتعارض مع الإسلام، بل هو تقرب إلى الله أو تفعيل لأسماء الله الحسنى.
- الاستغلال المالي والعاطفي: فرض رسوم باهظة على الدورات، واستغلال المشاكل الأسرية أو النفسية لجذب الضحايا.
- عزل الممارس عن أسرته وعلمائه: إقناعه بأن أهله أو العلماء "سلبيون" أو "أعداء للوعي"، ويجب الانفصال عنهم.
كيف نواجه هذه الظاهرة؟
- العودة للعلم الشرعي الصحيح: فهم العقيدة الإسلامية من مصادرها الأصيلة، وعدم أخذ الدين من المدربين أو المشعوذين.
- التوعية المجتمعية: نشر الوعي بمخاطر هذه المدارس، وتحذير الأبناء والبنات منها.
- الاحتواء الأسري: احتواء الأبناء والبنات بالحب والحوار والصبر، وعدم التخلي عنهم عند وقوعهم في هذه الفتن.
- الاستعانة بالمتخصصين: في حال ظهور أعراض نفسية أو جسدية، يجب مراجعة الأطباء أو الاستشاريين النفسيين الموثوقين.
- الإبلاغ عن الممارسات المخالفة: في بعض الدول، هناك جهات رسمية يمكن الإبلاغ لديها عن الدورات أو الكتب أو الحسابات التي تروج للسحر والشعوذة.
- التمسك بالعبادات والذكر: المحافظة على الصلاة، وذكر الله، وقراءة القرآن، فهي الحصن الحقيقي من كل شر.
كلمة أخيرة
إن ما يسمى بمدارس الطاقة ليس علماً ولا تقنية، بل هو باب من أبواب السحر والشعوذة والانحراف العقدي. الأعراض الجسدية والنفسية والروحية التي تصيب الممارسين ليست دليلاً على "تطور الوعي" أو "تنظيف الطاقات"، بل هي نذير خطر يجب التنبه له، والعودة إلى الله وطلب التوبة والنجاة.
السعادة الحقيقية في الرضا بقضاء الله، والعمل الصالح، والعيش في كنف الأسرة والمجتمع، وليس في البحث عن أوهام الطاقة والوعي الزائف.
احذروا من بيع دينكم وصحتكم وعقولكم بثمن بخس، فالجنة غالية، والدين والعافية لا يعوضان.
مصادر إضافية
- حسابات التوعية على منصات التواصل
- مواقع الإبلاغ عن الدورات المخالفة
- مقالات علمية حول مخاطر مدارس الطاقة
بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة
تنويه:هذا المقال مبني على تجارب واقعية وشهادات تائبين وتائبات من مدارس الطاقة، ولا يغني عن الاستشارة الطبية أو الشرعية المتخصصة عند الحاجة.