🔵 تأصيل : الأحجار الكريمة بالميتافيزيقيا وحقيقة شعوذتها بمناهج الطاقة والتنجيم

لطالما كانت الأحجار الكريمة جزءًا من التراث الإنساني، حيث استخدمها الناس للزينة والتجارة، بل وحتى في الطقوس الروحية والدينية منذ آلاف السنين. ومع تطور

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

الأحجار الكريمة بين الميتافيزيقيا وحقيقة الشعوذة في مناهج الطاقة والتنجيم

مقدمة

لطالما كانت الأحجار الكريمة جزءًا من التراث الإنساني، حيث استخدمها الناس للزينة والتجارة، بل وحتى في الطقوس الروحية والدينية منذ آلاف السنين. ومع تطور الفلسفات الروحية والميتافيزيقية، أصبح للأحجار الكريمة مكانة خاصة في مناهج الطاقة والتنجيم، حيث نُسبت إليها قدرات خارقة وتأثيرات غامضة على الإنسان والطبيعة. لكن، ما حقيقة هذه الادعاءات؟ وهل للأحجار الكريمة بالفعل قوى خفية، أم أن الأمر لا يعدو كونه ضربًا من الشعوذة والخرافة؟ في هذا المقال، سنستعرض جذور هذه المعتقدات، ونكشف حقيقة استخدامها في مدارس الطاقة والتنجيم، ونوضح الرأي الشرعي في ذلك.

جذور الاعتقاد بقوة الأحجار الكريمة

تعود فكرة ارتباط الأحجار الكريمة بقوى خارقة إلى الحضارات القديمة مثل المصرية، البابلية، الإغريقية، والشامانية. فقد كان يُعتقد أن بعض الأحجار، كالفيروز في مصر القديمة، تحمل طاقة خاصة قادرة على الحماية أو الشفاء أو جلب الحظ. انتقلت هذه الأفكار لاحقًا إلى الفلسفات الشرقية كالهندوسية والبوذية، حيث أُدمجت الأحجار في طقوس التأمل واليوغا، وأصبحت جزءًا من منظومة "الطاقة الروحية" و"الشاكرات".

في العصر الحديث، انتشرت هذه المعتقدات من جديد عبر مدارس الطاقة والميتافيزيقيا، التي تزعم أن لكل حجر ترددًا وذبذبة تؤثر على الإنسان جسديًا ونفسيًا وروحيًا، وأنه يمكن استخدام الأحجار في العلاج بالطاقة، وتفعيل الشاكرات، وجلب الحماية والنجاح والحب.

كيف يتم توظيف الأحجار الكريمة في مدارس الطاقة والتنجيم؟

1.الخصائص الطاقية المزعومة

يدعي أنصار الطاقة أن الأحجار الكريمة تمتلك "اهتزازات" و"ترددات" تؤثر على طاقة الإنسان، وأن لكل حجر وظيفة محددة: فالأماتيست للحكمة، والعقيق الأخضر للتوازن، والملاكيت للشفاء الجسدي، والسترين لجذب المال، والكوارتز لتعزيز الحب. بل وصل الأمر إلى الادعاء بأن بعض الأحجار يمكنها تخزين الأفكار والمشاعر، وتعمل كـ"هارد ديسك" روحي!

2.الطقوس والممارسات

تُستخدم الأحجار في طقوس التأمل واليوغا، وتوضع على مراكز الشاكرات في الجسم، أو تُشحن بالماء أو البخور أو ضوء القمر والشمس، أو حتى تُدفن في الرمال أو توضع تحت اللسان! وتُستخدم كذلك في ما يُسمى بـ"شحن الأحجار" عبر التوكيدات الصوتية أو الترددات الهيرتزية أو التعويذات.

3.البرمجة والتسخير

تزعم بعض المدارس أنه يمكن "برمجة" الأحجار لتخزين رسائل أو استحضار كيانات روحية، بل وتحويل الحجر إلى "وعاء" لتسكين الأرواح أو الشياطين، أو جعله "قربانًا" يُقدم للكيانات العليا أو السفلى، بحسب الطقوس الباطنية.

4.الارتباط بالكواكب والأبراج

في التنجيم، يُربط كل حجر بكوكب أو برج فلكي، ويُقال إن ارتداء الحجر المناسب لبرجك يمنحك صفات البرج أو يجلب الحظ والنجاح، ويُستخدم الزمرد مثلاً للاتصال بعطارد، والياقوت الأحمر بالمريخ، والألماس بزحل، وهكذا.

حقيقة الشعوذة والتدليس في تجارة الأحجار الكريمة

مع انتشار هذه المعتقدات، ظهرت تجارة واسعة للأحجار "المشحونة" والمبرمجة، حيث يستغل بعض المدربين والمتخصصين في الطاقة رغبة الناس في تحقيق أهدافهم أو حماية أنفسهم، فيبيعون لهم أحجارًا بأسعار باهظة، مدعين أنها مشحونة بطاقة خاصة أو تحتوي على كيان روحي معين.

تنتشر هذه التجارة عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُعرض الأحجار في بثوث مباشرة، ويُروج لها عبر قصص وتجارب شخصية ملفقة، ويتم خداع المتابعين بأن هذه الأحجار جلبت لهم المال أو الحب أو الحماية. بل وتُستخدم رموز سرية ونقوش خفية على الأحجار، وتُروج طقوس غامضة لتفعيلها أو تطهيرها.

المخاطر النفسية والروحية لهذه الممارسات

الانخراط في هذه المعتقدات والممارسات قد يؤدي إلى أضرار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

  • الانحراف العقدي: الاعتقاد بأن للأحجار قوى خفية تنفع أو تضر من دون الله يدخل في دائرة الشرك الأصغر أو الأكبر، بحسب النية والممارسة.
  • الاضطرابات النفسية: الاعتماد على الأحجار في الشفاء أو الحماية قد يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، وتفاقم القلق والاكتئاب، والشعور بالانفصال عن الواقع.
  • الاستغلال المالي: شراء الأحجار المشحونة أو المشاركة في دورات الطاقة قد يكلف الأفراد مبالغ طائلة دون أي فائدة حقيقية.
  • التعرض للطقوس الشيطانية: بعض الممارسات تتضمن استحضار كيانات غير مرئية أو تقديم قرابين، مما يعرض الممارس لمخاطر روحية جسيمة.

الرأي الشرعي في استخدام الأحجار الكريمة

يُباح استخدام الأحجار الكريمة للزينة أو التجارة بشرط عدم الاعتقاد بأن لها تأثيرًا ذاتيًا مستقلاً. أما إذا اعتقد الشخص أن الحجر ينفع أو يضر بذاته، أو يؤثر على القدر أو يفتح بوابات روحية، فهذا يدخل في الشرك الأصغر، وقد يكون شركًا أكبر إذا تضمن الاستعانة بالجن أو الشياطين أو تقديم القرابين لهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من تعلق تميمة فقد أشرك"وقال الله تعالى:"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"(سورة التوبة: 51)

أما الطقوس التي تتضمن تعظيمًا لغير الله أو استحضار كيانات أو تقديم قرابين، فهي من الكبائر التي تدخل صاحبها في الشرك الأكبر، والعياذ بالله.

خلاصة ونصائح عملية

  • لا مانع من اقتناء الأحجار الكريمة للزينة أو كإرث أو هدية، بشرط عدم الاعتقاد بأي قوى خفية لها.
  • احذر من الانخراط في دورات أو ممارسات الطاقة والتنجيم التي تروج لأفكار شركية أو شعوذة.
  • لا تنخدع بالتجارب الشخصية أو القصص الملفقة حول قدرات الأحجار على الشفاء أو جلب الحظ.
  • اعتمد في شؤونك على الله وحده، وتحصن بالأذكار الشرعية، ولا تجعل قلبك معلقًا بغير الله.
  • إذا كان لديك حجر كريم، استخدمه للزينة فقط، ولا تدخل في طقوس أو ممارسات غامضة.
  • انشر الوعي بين أهلك وأصدقائك حول مخاطر هذه المعتقدات، خاصة بين الشباب والفتيات.

خاتمة

الأحجار الكريمة في ذاتها لا تنفع ولا تضر، وكل ما يُقال عن قواها الخارقة أو استخدامها في العلاج أو الحماية أو جلب الحظ لا أساس له من الصحة، بل هو ضرب من الشعوذة والخرافة التي تتعارض مع العقيدة الإسلامية والعقل السليم. لنحذر جميعًا من الوقوع في هذه المزالق، ولنجعل توكلنا واعتمادنا على الله وحده، فهو الحافظ والمعين.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك