🔵 تأصيل الجزء الثاني : ( البندول ) القرين + الأعراض + الرد الفيزيائي + الرد الشرعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالطاقة والروحانيات ممارسات جديدة تحت مسميات براقة مثل "البندول" و"العقل الباطن" و"فيزياء الطاقة". ومع

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
5 دقائق

تأصيل الجزء الثاني: البندول بين الخرافة والرد العلمي والشرعي

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بالطاقة والروحانيات ممارسات جديدة تحت مسميات براقة مثل "البندول" و"العقل الباطن" و"فيزياء الطاقة". ومع الأسف، دخلت هذه الممارسات إلى بيوت المسلمين باسم العلم والتطور، بينما تحمل في طياتها أفكارًا وثنية وسحرية، وتستعين بالشياطين تحت غطاء علمي زائف. في هذا المقال، سنسلط الضوء على حقيقة البندول، وأنواعه، والقرابين المقدمة له، والأعراض النفسية والروحية الناتجة عنه، بالإضافة إلى الرد العلمي والشرعي على هذه الممارسة.

أولاً: القرابين المقدمة للبندول

1. القرابين الرمزية

تشمل إشعال الشموع، تقديم الورود الطبيعية، البخور، والعطور. يُعتقد أن هذه الأشياء تجذب "طاقات" معينة أو تفتح أبواب التواصل مع الكيانات غير المرئية.

2. القرابين المعنوية

وتتمثل في النية، والسماح، والإيمان، والعمل، والقبول. أي أن مجرد تصديقك بفاعلية البندول وقبولك له يُعتبر نوعًا من القربان.

3. القرابين المادية

تتضمن الأحجار الكريمة المستخدمة مع البندول، وأحيانًا تقديم الطعام أو المال أو العملات المعدنية.

4. القرابين الطبيعية

مثل الماء، والملح، والأعشاب، والتربة.

5. قرابين "البيعة"

تتمثل في الموافقة على استخدام البندول، الإيمان والتصديق بنتائجه، وشكر الكيانات بعد الجلسة.

كل هذه القرابين، سواء كانت مادية أو معنوية، تُقدم في النهاية – بحسب المعتقدات المنتشرة – إلى شياطين البندول، ويُعتقد أن كل نوع من أنواع البندول له خصائص غيبية وكيانات خاصة به.

ثانياً: ربط البندول بالكواكب والكيانات

قام مروجو البندول بربطه بالكواكب والملائكة والكيانات الروحية، حيث يدعون أن لكل نوع من البندول حجرًا معينًا ولونًا وحركةً خاصةً به، بل ونسبوا بعض الحركات إلى الملائكة مثل جبريل وميكائيل! كما ربطوا البندول بحركة الكواكب، فمثلاً عطارد يُعزز سرعة التواصل مع الأرواح، والقمر مرتبط بالحدس، والزهرة بالحب والمشاعر، والمشتري بالحكمة، وزحل بالدروس الروحية، ونبتون بالأحلام والرؤى، وأورانوس بالتحكم في مسارات الطاقة.

بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فحددوا أيامًا وساعات معينة لطرح الأسئلة على البندول بناءً على حركة الكواكب، وزعموا أن البندول هو الوسيط بين الإنسان وهذه الكيانات.

ثالثاً: القرين ودوره في البندول

من أخطر الأفكار التي يروج لها ممارسو البندول أن "القرين" – وهو الشيطان المرافق للإنسان – هو الوسيط الطاقي بين الشخص والعالم غير المرئي عند استخدام البندول. ويزعمون أن القرين يؤثر في حركة البندول بناءً على معتقدات وأفكار ومشاعر الممارس، وأن تكرار استخدام البندول يضعف القرين أو يجعله في حالة غليان، مما ينعكس سلبًا على الشخص.

كما يدعون أن على الممارس أن "يتصالح" مع قرينه، أي مع الشيطان الذي هو عدو للإنسان بحسب العقيدة الإسلامية، بل ويحثون على حب هذه الكيانات وشكرها!

رابعاً: الأعراض النفسية والروحية لممارسة البندول

الأعراض النفسية

  • اضطرابات النوم وكثرة الكوابيس.
  • فقدان الثقة بالنفس والتشويش الذهني.
  • الإدمان على البندول وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار بدونه.
  • ضياع فرص حياتية بسبب الاعتماد على البندول.
  • ضعف التفكير المنطقي، وتزايد الوساوس والقلق.
  • ضعف الشخصية والعزلة عن الأسرة والأصدقاء.
  • فقدان اللجوء لصلاة الاستخارة والاعتماد على الله.

الأعراض الروحية

  • فتح أبواب الشياطين من خلال النية والقبول والإيمان بالبندول.
  • ضعف التوكل على الله، وخلل في العقيدة.
  • احتمالية الوقوع في الشرك الأكبر بسبب الإيمان بقدرة البندول على معرفة الغيب.
  • التعرض للوساوس الشيطانية المستمرة، والشعور بالثقل في الجسم، وسماع أصوات أو همسات غريبة.
  • فقدان التوازن بين الواقع والخيال، والانفصال عن الواقع، وضعف أداء العبادات.
  • الاعتماد على البندول في مسائل غيبية وشرعية خطيرة.

خامساً: الرد الفيزيائي والعلمي

علم الفيزياء يفسر حركة البندول من خلال قوانين الحركة والجاذبية، ويعتبره ظاهرة فيزيائية ميكانيكية بحتة. لا يوجد في العلم ما يثبت وجود طاقات كونية أو كائنات غير مرئية تحرك البندول أو تجيب على الأسئلة من خلاله.

  • الفيزياءتدرس البندول كجسم يتحرك في مدار بفعل الجاذبية، ولا تعترف بأي طقوس أو معتقدات ميتافيزيقية أو روحية مرتبطة به.
  • الميتافيزيقا(الفلسفة الطاقية) تطرح أفكارًا غير قابلة للاختبار أو القياس العلمي، وتبني معتقداتها على أسس دينية وثنية أو فلسفية لا علاقة لها بالعلم.
  • جميع الادعاءات حول ارتباط البندول بالكواكب أو الأرواح أو الملائكة أو الطاقة الكونية مرفوضة علميًا، ولا يوجد أي دليل علمي يدعمها.

سادساً: الرد الشرعي على ممارسة البندول

من الناحية الشرعية، ممارسة البندول تدخل في دائرة السحر والعرافة والتنجيم المحرمة في الإسلام، وقد تصل إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد الممارس أن البندول له قدرة مستقلة على معرفة الغيب أو التأثير في القدر دون الله.

  • الاستعانة بالجن والشياطين: من أكبر المحرمات، ويؤدي إلى الشرك.
  • الاعتماد على البندول بدل الاستخارة والدعاء: مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام.
  • الإيمان بفلسفات وثنية: كالإيمان بالأحجار والقرابين والكيانات الروحية، يدخل في الشرك بالله.
  • الضرر النفسي والروحي: كل ضرر يصيب الممارس وأسرته نتيجة هذه الممارسات، يقع عليه الإثم الشرعي.
  • تعليم الآخرين أو سؤال قارئ البندول: يدخل في حكم الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

خاتمة

البندول ليس مجرد أداة ترفيهية أو وسيلة لاكتشاف الذات كما يروج له البعض، بل هو مدخل خطير إلى عالم السحر والشرك والضياع النفسي والروحي. يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحروا الدليل العلمي والشرعي، وألا ينساقوا وراء كل جديد دون تمحيص أو بحث. ديننا دين التوحيد والعقل، وليس دين الخرافة والوثنية.

ابحث، تحقق، ولا تأخذ كل ما يقال لك على علاته. خذ العلم من مصادره الموثوقة، واحذر من الوقوع في الشرك والضلال.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك